المجـلـس الثـقـافـي.. قـوة بريطـانيـا النـاعـمـة
تأسس عام 1934 مع تزايد تأثير الأيديولوجيات المتطرفة وصعود الشيوعية
يطور برامج في التعليم والعلوم والثقافة وميزانيته بلغت 1,53 مليار دولار
يضم شبكة من المعاهد الثقافية والتعليمية واللغوية
179 فرعاً للمجلس تنتشر في 107 دول في العالم
65 مليون شخص استخدموا خدماته العام الماضي

روسيا اتهمته بانتهاك القوانين الضريبية وأغلقت مكاتبه خارج موسكو في 2007
731 مليوناً تواصلوا معه عبر الإنترنت في 2017
لندن – وكالات: يعد المجلس الثقافي البريطاني الذي جمد الكرملين أنشطته في روسيا منظمة تستخدم التعليم والثقافة لنشر قوة بريطانيا الناعمة دولياً.
وأكدت المجموعة بأنها تشعر بخيبة أمل عميقة جراء القرار الذي اتخذ في ظل تصاعد حدة التوتر الدبلوماسي بين موسكو ولندن على خلفية تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته في بريطانيا 4 الجاري.
ويعد المجلس الثقافي البريطاني شبكة من المعاهد الثقافية واللغوية حيث بات لديه 179 فرعًا في 107 دول، وفقا لتقريره السنوي للعام 2017.
واستخدم أكثر من 65 مليون شخص خدماته بشكل مباشر العام الماضي وتواصل 731 مليون شخص معه عبر الإنترنت.
وبحسب موقعه، تأسس المجلس عام 1934 في وقت ازداد تأثير الأيديولوجيات المتطرفة مع صعود الشيوعية في روسيا والفاشية في ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا.
ومُنح المجلس ميثاقاً ملكياً عام 1940 حدد مهمته على أنها متمثلة بـالترويج لمعرفة أوسع عن بريطانيا واللغة الإنجليزية في الخارج وإقامة علاقات ثقافية أقرب بين المملكة المتحدة والدول الأخرى.
ويطور المجلس برامج مشتركة في مجالات التعليم والعلوم والثقافة حيث بلغت ميزانيته 1,1 مليار جنيه استرليني (1,53 مليار دولار أي ما يعدل 1,24 مليار يورو) للعام 2016/2017 .
ويحصل المجلس على معظم دخله من أنشطة التعليم والامتحانات حيث يوفر دروسًا مباشرة في 80 مركز تعليم بأكثر من 50 بلدًا.
وبلغ صافي هذا الدخل 650 مليون جنيه استرليني في 2016/17 فيما حصل المجلس على منحة قدرها 158 مليون دولار من الحكومة البريطانية.
ويقع مقر المجلس في ساحة «ترافالجار» بوسط لندن ويتولى رئاسته التنفيذية حالياً كياران ديفان وهو أيرلندي كان يترأس جمعية خيرية تعنى بمرضى السرطان.
دعم نفوذ بريطانيا عالمياً
ووصف تقرير أعدته لجنة الشؤون الخارجية البريطانية المجلس بأنه معهد حيوي لدعم نفوذ بريطانيا عالميًا وعنصر أساسي في نهج المملكة المتحدة حيال العلاقات الدولية.
وأطلق المجلس عام اللغة والأدب البريطاني-الروسي في 2016 حيث روج حينها للاحترام العميق لثقافة وأدب بعضنا البعض.
وتضمن البرنامج آنذاك دورة مفتوحة واسعة عبر الإنترنت مبنية على أعمال شكسبير فيما بثت دور سينما في 40 مدينة روسية بشكل مباشر عروضاً جرت في المسرح الوطني الملكي في بريطانيا ومسرح جلوب في لندن.
وفي المقابل، تم عرض صور لأهم الشخصيات الثقافية الروسية على غرار ليو تولستوي وبيوتر تشايكوفسكي وموديست موسورسكي في معرض اللوحات الوطني في لندن.
لكن المجلس دخل في خلافات مع الكرملين في الماضي حيث أمرت السلطات الروسية بإغلاق مكاتبه خارج موسكو في 2007 بعدما اتهمته بانتهاك القوانين الضريبية.
وأشار مسؤولون بريطانيون آنذاك إلى أن القرار كان انتقاميًا إثر طرد بريطانيا لدبلوماسيين روس يشتبه تورطهم في تسميم العميل الروسي السابق المناهض للكرملين الكسندر ليتفيننكو في لندن عام 2006.
وفي اجراءات تعيد هذه الحادثة إلى الأذهان، أعلنت موسكو مؤخرًا عزمها على طرد 23 دبلوماسياً بريطانياً خلال أسبوع ردًا على الأعمال الاستفزازية التي قامت بها لندن واتهامها لروسيا بتسميم سكريبال وابنته في مدينة سالزبري الإنجليزية.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعلنت طرد 23 دبلوماسيًا روسيًا، في إجراء غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة، وتجميد الاتصالات الثنائية مع موسكو.