رسالة البصرة – عبدالله عبدالرحمن وبلال قناوي:

على قدر أهمية الحدث.. جاءت البداية العملاقة، وعلى قدر جماهيرية اللقاء.. جاءت الانطلاقة البراقة، وعلى قدر الحزن طوال فترة الحظر.. شاهدنا هذا الفرح، وتلك الاستفاقة، وأخيراً.. على قدر محبة العراق في قلوب القطريين.. جاءت هذه الخطوة السباقة.

هذه السطور البسيطة لخصت المشهد الرائع الذي تابعه الملايين يوم أمس الأربعاء عبر شاشات الفضائيات المختلفة، مع عشرات الآلاف الذين تابعوه من قلب الحدث التاريخي، في ظل الحضور الكبير الذي تقدمه محافظ البصرة ووزير الرياضة العراقي ووزير النفط العراقي، فضلاً عن سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري وعبد الخالق مسعود رئيس الاتحاد العراقي.

وسيسطر التاريخ بأحرف من نور أن يوم الأربعاء الموافق الثاني والعشرين من شهر مارس 2018 شهد هذه الانطلاقة وتلك البداية لبطولة الصداقة الدولية من خلال المواجهة الافتتاحية التي جمعت بين منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم والمنتخب العراقي الشقيق، وهي المباراة التي تزامنت مع قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم برفع الحظر عن بعض الملاعب بعد فترة طويلة من الحظر استمرت قرابة ثلاثة عقود كاملة عانى خلالها الجمهور العراقي الأمرين بالابتعاد عن نجومه ومباريات منتخب بلاده.

مواجهة أخوية بمظلة رياضية

ولم يكن يوم أمس مجرد حدث كروي عادي بل كان حدثاً أخوياً حميمياً تحت مظلة رياضية جمع بين منتخبين عريقين من خلال اللقاء الافتتاحي لبطولة الصداقة الودية الدولية التي تضم ثلاثة منتخبات هي العراق وقطر طرفا اللقاء الافتتاحي بالإضافة إلى المنتخب السوري.

ولأن قرار رفع الحظر طال انتظاره، كان من الطبيعي أن نشاهد هذا الانفجار الجماهيري داخل أرض الملعب للدرجة التي جعلتنا نشاهد مدرجات ملعب البصرة الدولي في قلب المدينة الرياضية ينفجر بالجماهير العاشقة لكرة القدم قبل أربع ساعات كاملة من الموعد الرسمي لانطلاقة المباراة.

فعلى الرغم من أن الجماهير بدأت تتوافد على ملعب البصرة الدولي منذ الصباح الباكر إلا أن المدرجات امتلأت عن آخرها في تمام الساعة الثالثة عصراً رغم أن موعد المباراة في السابعة مساء وبالتالي زين 65 ألف متفرج جنبات الاستاد، وكانوا بالطبع أكثر حظاً من عشرات الآلاف الآخرين الذين أحاطوا بالملعب بحثاً عن مقعد شاغر ولكنهم اضطروا في نهاية الأمر لمتابعة المباراة عبر الشاشات العملاقة خارج الاستاد.

كرنفال تاريخي

أما فيما يخص المشهد داخل أرض الملعب فكان أشبه بالكرنفال التاريخي والاحتفال غير المسبوق لأن الجماهير لم تهدأ لحظة واحدة وظل تهتف للمنتخبين وتتغنى بأسماء جميع اللاعبين في مشهد مهيب يدعو للفخر والاعتزاز ويؤكد حجم الفرحة التي دبت في قلوب العراقيين بشكل خاص وكل الجمهور العربي بشكل عام.

ولم يقتصر مهرجان الأمس على الـ90 دقيقة هي عمر المباراة ولكنه امتد ليشمل ما قبل وما بعد أحداث المباراة، في ظل المشهد التاريخي الذي تزينت فيه المدرجات بعلمي قطر والعراق، حيث التصق العلمان في أيدي الجماهير العراقية التي جاءت لتشجيع منتخب بلادها ولكنها في نفس الوقت لم تنس تقديم التحية والشكر إلى المنتخب القطري.

وقبل أكثر من ساعتين من عمر اللقاء بدأت الفعاليات التي أسعدت الجماهير من خلال نزول جميع لاعبي العنابي إلى أرض الملعب وقيامهم بجولة حول «تراك الملعب» لتحية الجماهير ومبادلتهم التهاني ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصلت سعادة لاعبي العنابي إلى حد مشاركة الجماهير رقصاتهم الاحتفالية، حيث قاد عبد الكريم حسن «كيمو» لاعب العنابي زملاءه في هذه الوصلة الراقصة مع الجماهير والتي مثلهم فيها من داخل أرض الملعب المشجع العراقي الشهير مهدي الكرخي الذي توشح بعلم قطر خلال هذه الجولة.

تفاعل جماهيري

وبعد هذه الجولة بدأ البرنامج الذي أعدته اللجنة المنظمة للمباراة من خلال العديد من الرقصات والأغنيات التي أداها بعض فرق الفنون الشعبية في العراق، وتفاعلت الجماهير بشكل واضح مع هذه الفقرات التي استمرت قرابة الساعة داخل أرض الملعب وأمام المقصورة الرئيسية بالملعب.

وعقب الانتهاء من هذه الفقرات الجميلة بدأت عملية إخلاء أرض الملعب إيذاناً بنزول لاعبي الفريقين إلى أرض الملعب لإجراء عمليات الإحماء تمهيداً لانطلاقة فعاليات اللقاء.