سهيل الحسن .. مجرم حرب متوحش
يقود المجازر ضد المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة
لا يعرف الرحمة ويعتبر كل معارض للنظام إرهابياً
برز اسمه بعد إخماد الانتفاضة ضد النظام في اللاذقية
يحمل رتبة لواء في سوريا ومجرم حرب في الخارج
شارك في مجزرة حلب وقتال النصرة في حماة واستعاد حقل غاز من داعش

دير شبيجل: الحسن مجرم حرب مثل الصربي ملاديتش
موسكو كرمته وشائعات بأن يختاره بوتين بديلاً للأسد بعد إشادته به
هل يتخلص الأسد منه كما حدث مع «زهر الدين» خشية منافسته على منصبه؟
تم تعيينه قائداً لقوة خاصة اسمها «قوات النمر» أسسها الأسد وشقيقه ماهر
برلين- الراية : ذكر تقرير لمجلة «دير شبيجل» الألمانية أن سهيل الحسن هو ذراع الدكتاتور السوري بشار الأسد في الحرب التي يخوضها ضد شعبه منذ عام 2011. ووصفت المجلة الحسن بأنه مجرم حرب.
وبحسب التقرير الذي كتبه الصحفي الألماني كريستوف زيدوف، الملم بالشؤون السورية، فإن الحسن من أبرز رموز الحرب الأهلية في سوريا، والمسألة تتعلق بالوقت حتى ينتهي به الأمر إلى زنزانة في السجن التابع لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي.
وقال التقرير إن هناك أوجه شبه كثيرة بينه وبين راتكو ملاديتش، مجرم الحرب الصربي المسؤول عن مجزرة «سربرنيتشا» التي وقعت في البوسنة عام 1995 تحت أعين الجنود الهولنديين التابعين للأمم المتحدة.
وأكدت المجلة الألمانية في تقريرها حول «الجنرال المتوحش»، أنه مولع بإلقاء الكلمات الحماسية لجنود النظام السوري قبل أن يتوجهوا إلى ساحات القتال، مثلما كان يفعل ملاديتش، وكما يفعل في الوقت الراهن في الحرب التي يقودها ضد المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ 5 سنوات والتي فرض عليها النظام التجويع كسلاح وترتكب فيها مجازر.
يفتك بالمدنيين
والحسن لا يعرف الرحمة، فكل معارض للنظام، إرهابي. وليس على استعداد لأخذ أسرى. ونشر مؤيدون للنظام شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يلقي خطبة نارية ليشجع جنوده على الفتك بالمدنيين في الغوطة الشرقية حيث قال للمحاصرين في الغوطة الشرقية متوعداً إياهم: لن تجدوا لكم مغيثاً، وإن استغثتم ستغاثون بالزيت المغلي.
وبحسب «دير شبيجل»، فإنه يتم تنفيذ جريمة حرب في الغوطة أمام العالم بأسره لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسمح بذلك ولأن المجتمع الدولي عاجز عن وقف المجزرة.
النمر الوحشي
سهيل الحسن الشخص الأكثر جدلاً في الحرب الأهلية السورية التي دخلت هذا الشهر عامها الثامن وكلفت أكثر من 400 ألف قتيل و13 مليون مشرد. ويكنّ معارضو النظام الحقد لهذا الرجل بسبب تركيزه على العمليات العسكرية الوحشية ضد المدنيين، وتم تلقيبه باسم «النمر» نسبة لوحشيته.
وهو من مواليد عام 1970 في بلدة «جبلة» على الساحل، وهو علوي ينتمي إلى الطائفة التي ينتمي إليها بشار الأسد. ويعيش على بعد كيلومترات قليلة من مدينة «قرداحة» مسقط رأس عائلة بشار الأسد، كما لا تبعد عن مسكنه القاعدة العسكرية السورية «حميميم» التي وضعها النظام منذ سبتمبر 2015 تحت تصرف الجيش الروسي الذي يستخدمها لانطلاق مقاتلاته الحربية لدك المناطق التي أعلنت استقلالها عن النظام. وقد ارتكب الجيش الروسي جرائم حرب في سوريا باعتراف منظمات دولية.
يمارس البطش
تدرج «النمر» في سلاح الجو السوري بدءاً من عقد التسعينيات. وبعد اندلاع الانتفاضة الشعبية في عام 2011 ضد نظام الأسد، تم تعيينه قائداً في القوات الخاصة حيث سرعان ما بدأ يكتسب شهرة لكونه يمارس سياسة البطش، وبرز اسمه من خلال إخماد الانتفاضة ضد النظام في مدينة اللاذقية، مما جعل النظام يعينه قائداً لقوة خاصة اسمها «قوات النمر» التي أسسها الأسد وشقيقه ماهر، قائد الحرس الجمهوري، وفي هذه الأثناء أصبح سهيل الحسن يحمل رتبة لواء في سوريا ومجرم حرب في الخارج.
وشاركت «قوات النمر» في مجزرة حلب ومواجهات أخرى أمام «جبهة النصرة» في محافظة حماه كما تمكن من استعادة حقل الغاز «شاعر» الذي كان يُسيطر عليه داعش. ولم يكن يتحقق ذلك لولا الدعم الخاص الذي يحصل عليه «النمر» من روسيا القوة العظمى. وقالت مجلة «دير شبيجل» أن الحسن معروف بأنه يستخدم القوة المفرطة في المواجهات مع معارضي النظام. وقبل الزحف على المناطق يطلب من سلاح الجو السوري والروسي قصف المناطق المستهدفة كما تقوم دبابات النظام بالقصف من مواقعها للمنطقة المحاصرة. ولا تدخل قوات النمر المنطقة إلا بعد أن تكون تحولت إلى ركام لتبدأ المعارك من بيت إلى بيت. هذا ما جرى في حلب وما يجري حالياً في الغوطة الشرقية.
هل يكون بديلاً للأسد؟
منذ بدء العمليات العسكرية في سوريا عام 2015 والتي كان هدفها الرئيسي تفادي سقوط نظام بشار الأسد عندما بدأ يترنح وفقد أكثر من نصف المناطق التي كان يسيطر عليها.
وقلدت موسكو مجرم الحرب سهيل الحسن العديد من الأوسمة والميداليات والتي كان آخرها في أغسطس 2017، عندما قدم له سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي سيفاً تعبيراً عن شكره لمهامه في محاربة معارضي الدكتاتور السوري.
وجلس الحسن أمام الرئيس الروسي بوتين عندما زار قاعدة «حميميم» السورية في ديسمبر الماضي، حيث أشاد به الضيف وقال: أبلغني الرئيس السوري وزملائي الروس أن جنودك يقاتلون بشجاعة نادرة. ووضع الحسن يده على قلبه معبراً عن شكره العميق لبوتين.
منذ ذلك الوقت تدور شائعات بأن بوتين قد يعين الحسن خلفاً للرئيس السوري الحالي، في حال تم التوصل إلى تسوية لحل الأزمة السورية يشترط تنفيذها على تخلي الأسد عن منصبه. وقال بوتين في الماضي إنه لا يتمسك ببشار الأسد.
وذكرت المجلة الألمانية أن غالبية مؤيدي النظام السوري يستطيعون تحمل هذا التغيير. فهم على حد قولها يقدرون سهيل الحسن وربما أكثر من بشار الأسد خصوصاً الشباب.
لكن هذا النوع من الشائعات يشكل خطراً على الحسن. وبحسب معارضين للنظام وضع رئيس المخابرات العسكرية في محافظة حماه في أكتوبر 2014 خطة لاغتيال «النمر»، تم على أثرها إعفاؤه من منصبه. لكن السؤال من كلفه بذلك؟
النظام قد يتخلص منه
سهيل الحسن بات يعيش في خطر دائم ومصيره قد يشابه مصير العميد في الجيش السوري عصام زهر الدين نجل وزير الدفاع في حكومة بشير العظمة والذي كان يقود الحرس الجمهوري وذاع صيته خلال الحرب الأهلية وبات له مؤيدون كثيرون. وقد لفت الأنظار في عام 2017 عندما وصف السوريين الفارين من الحرب بالخونة وحذرهم من العودة إلى البلاد وقال في التلفزيون السوري الرسمي: حتى لو سامحتكم الدولة فإننا لن نغفر لكم. ولو أنه اعتذر عن موقفه إلا أنه أحرج الأسد الذي كان دائماً يتحدث عن ضرورة العفو عن العائدين السوريين وتحقيق الوفاق الوطني.
ولم تمر ستة أسابيع حتى انفجر لغم تحت سيارته أودى به على الفور في ظل ظروف غامضة. فعلى الرغم من اتهام النظام لتنظيم داعش باغتيال زهر الدين، فإن المفارقة كون التنظيم لم يعلن مسؤوليته عن مقتله. الواضح أن بشار الأسد تمكن من إزاحة أحد منافسيه إلى الأبد.