38.8 مليار ريال أرباح الشركات في عام الحصار
QNB الأكثر ربحية.. ودلالة الأعلى نمواً
البنوك الأكثر أرباحاً ونمواً
ارتــــــفــــــــاع أربــــــــــــاح 23 شــــــــــركــــــــة
كتب – طوخي دوام:
واصلت الشركات القطرية تحدى الحصار الجائر، وعززت من أنشطتها الإنتاجية التسويقية، حيث أكدت النتائج القوية والأرباح المتميزة التي حققتها خلال 2017، أن اقتصاد الدولة قوي ويتسم بالمرونة التي مكنته من تجاوز أي أزمات خارجيّة.
وكشفت نتائج الشركات السنوية ارتفاع الأرباح المجمعة للشركات المدرجة في بورصة قطر إلى 38.8 مليار ريال خلال عام 2017 (عام الحصار) مقارنة بـ 38.4 مليار ريال في عام 2016، لتسجل نمواً نسبته 1.13%، وساهم قطاع البنوك في الجزء الأكبر من الأرباح الإجماليّة للسوق بنسبة قدرها 55%، لتصل أرباح القطاع إلى 21.3 مليار ريال.
وأظهرت الحصيلة الإجمالية التي أعدتها الراية الاقتصادية ارتفاع أرباح 23 شركة غالبيتها في قطاعي البنوك والصناعة، في حين انخفضت أرباح 17 شركة أخرى، بينما سجلت شركتان فقط خسائر ولم تعلن شركتان أخريان عن نتائجهما الماليّة، وتصدرت مجموعة QNB الشركات الأكثر ربحيّة، بعد أن حققت أرباحاً سنويّة قدرها 13.1 مليار ريال مقابل 12.3 مليار ريال في 2016، لتسجل نمواً نسبته 6.1% والبنك على نحو 33.7% من إجمالي أرباح الشركات المحققة في 2017، وجاءت صناعات قطر في المركز الثاني بإجمالي أرباح قدرها 3.3 مليار ريال لتستحوذ على أكثر من 8.5% من أرباح السوق، وجاء مصرف قطر الإسلامي في المرتبة الثالثة من حيث الأرباح المجمعة ليسجل أرباحاً سنوية قدرها 2.4 مليار ريال.
من ناحية أخرى، تصدرت شركة دلالة قائمة الشركات الأعلى نمواً في 2017 بعد أن سجلت نسبة نمو في أرباحها قدرها 337% لتصل الأرباح التي حققتها الشركة إلى 16.6 مليون ريال مقابل 3.8 مليون ريال في 2016، تلتها من حيث النمو في الأرباح شركة قطر للسينما بنسبة نمو قدرها 81.8%، ثم القطرية العامة للتأمين بنسب نمو قدرها 40%. وبحسب النتائج المعلنة، ارتفعت أرباح قطاعين من أصل سبعة قطاعات عاملة في السوق، بينما تراجعت أرباح 5 قطاعات أخرى، ولم تسجل خسائر في أي قطاع من قطاعات البورصة.
وتصدر قطاع البنوك القطاعات الرابحة، حيث بلغت أرباح القطاع أكثر من 21.3 مليار ريال بنمو نسبته 6.5% مقارنة بعام 2016، منها 13.1 مليار ريال لمجموعة QNB، وجاء قطاع الصناعة في المرتبة الثانية من حيث الأرباح المحققة ليصل إجمالي أرباح الشركات العاملة في هذا القطاع إلى 7.4 مليار ريال في عام 2017 ليسجل نمواً نسبته 6%، واستحوذ القطاع على 34.7% من إجمالي أرباح الشركات، وحلّ قطاع العقارات في المرتبة الثالثة من حيث الربحيّة بعد أن بلغت أرباح القطاع نحو 3.9 مليار ريال خلال عام 2017.
مؤشرات قويّة
وتسود حالة من التفاؤل بين المستثمرين مع إعلان الشركات المدرجة في بورصة قطر عن نتائجها المالية السنوية، وساهمت النتائج الجيدة في تحول بورصة قطر إلى مربع الارتفاعات مرة أخرى، في الوقت الذي تشهد أسواق المنطقة انخفاضات قوية متأثرة بالحصار الذي فرضته على قطر.
وبكل تأكيد فإن النتائج الإيجابية للشركات بصورة عامة بالإضافة للمؤشرات الاقتصادية القوية والتقييمات المعقولة ستجعل البورصة القطرية من أكثر الأسواق الواعدة بالمنطقة الأعوام المقبلة، كما أن نتائج الشركات تمثل أحد المحاور التي تحدّد اتجاه ومسار السوق للعام الحالي، حيث إن المستثمرين يبنون قراراتهم الاستثمارية استنادًا لمعطيات تلك النتائج، فيتم اقتناء الأسهم المتوقع تحقيقها لربح وعائد جيد بالإضافة إلى تحديد مدى تأثر الشركات بالعوامل الداخلية والخارجية مثل تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الوطني.
أرباح البنوك
ارتفعت الأرباح المجمعة للبنوك القطرية في 2017 إلى أكثر من 21.3 مليار ريال، لتسجل نمواً نسبته 6.5% مقارنة بعام 2016، وهو ما يشير إلى مدى دفاعية القطاع المصرفي وتمكن شركاته من تخطي عمليات الحصار المفروضة على قطر والأحداث الجيوسياسية بالمنطقة، إلا أنه كان من اللافت أن جميع البنوك عززت أنشطتها التشغيلية وواصلت الربحية. وأظهرت النتائج السنوية أن 7 بنوك حققت نمواً في الأرباح بينما تراجعت أرباح بنك واحد فقط، وهو ما يؤكد أن البنوك تمكنت من تجاوز أزمة الحصار، بدعم من استمرار مسيرة التنمية في الدولة، ما عزز من قدرة الشركات العاملة في السوق لتجاوز أي تحديات أو أزمات خارجية.
وسجلت أغلب البنوك القطرية معدلات نمو في صافي الأرباح الفترة الحالية بسبب ارتفاع الايرادات التشغيلية المجمعة، وساهم «QNB» أكبر البنوك في المنطقة من حيث الموجودات بالنصيب الأكبر في الأرباح المجمعة للقطاع محققاً أرباحاً قدرها 13.1 مليار ريال ليستحوذ على ما يعادل 62% من إجمالي أرباح القطاع، يليه مصرف قطر الإسلامي مسجلاً أرباحاً قدرها 2.4 مليار ريال ليستحوذ على 11.3% من أرباح القطاع، وجاء مصرف الريان في المرتبة الثالثة بعد أن سجل أرباحاً قدرها 2.07 مليار ريال مستحوذاً على نحو 9.7 % من إجمالي الأرباح المحققة.
أما على مستوى النمو في الأرباح فتصدر البنك الخليجي قائمة البنوك الأكثر نمواً في الأرباح بنمو نسبته 29%، تلاه البنك التجاري من خلال تحقيقه نمواً في الأرباح بلغت نسبته 20.5%، وجاء مصرف قطر الاسلامي، في المرتبة الثالثة مسجلاً نمواً في الأرباح بلغت نسبته 11.6%.
وعكست النتائج التي حققتها البنوك خلال 2017 قدرتها على مواصلة النمو في أرباحها من خلال تعزيز إيراداتها التشغيلية وهو الأمر الذي يؤكد الأسس المتينة لآليّة عمل البنوك بشكل يدفع نحو الوصول إلى الاطمئنان لدى متداولي السوق والثقة الكبيرة في متانة الاقتصاد القطري، ومن المتوقع أن تواصل البنوك القطرية تحقيقها نتائج جيّدة خلال الربع الأول من العام الحالي.
وتمثل نتائج البنوك السنوية نقطة دعم على اعتبار أن السوق كان بحاجة إلى إعلانات متميزة تؤكد أن نتائج الشركات المدرجة التشغيلية تمكنت من التغلب على تأثيرات الأزمة الخليجية، وهو الأمر الذي حققه قطاع البنوك بشكل يتماشى مع التزام هذا القطاع أن يتبوأ مكان الطليعة في إعلانات النتائج بشكل عام.
قطاع الصناعة
بلغت أرباح قطاع الشركات المدرجة في قطاع الصناعة خلال عام 2017 أكثر من 7.4 مليار ريال لتسجل نمواً نسبته 5.99%، مقارنة بعام 2016، وتصدرت شركة صناعات قطر قائمة الشركات الأكثر ربحيّة والتي بلغت 3.3 مليار ريال في 2017، لتسجل نمواً نسبته 12.2% مقارنة بالعام السابق له لتستحوذ على 45% من أرباح القطاع، وجاءت شركة الكهرباء والماء في المرتبة الثانية من حيث الربحية بأرباح قدرها 1.6 مليار ريال، ثم شركة مسيعيد القابضة بأرباح قدرها 1.08 مليار ريال.
القطاع العقاري
حققت الشركات العقارية المدرجة في بورصة قطر أرباحاً قدرها 3.96 مليار ريال خلال عام 2017، مقابل 4.12 مليار ريال في 2017 بانخفاض 3.7%، وتصدرت شركة بروة القطاع من حيث الربحية حيث بلغت أرباحها السنوية أكثر من 1.7 مليار ريال، تلتها شركة إزدان بأرباح قدرها 1.69 مليار ريال ثم المتحدة للتنمية بأرباح قدرها 538.3 مليون ريال.
من ناحية أخرى ارتفعت أرباح شركات القطاع بنسبة 9.6% خلال الربع الأخير من 2017، حيث بلغت أرباح القطاع نحو 878.1 مليون ريال مقابل نحو 801.3 مليون ريال في الربع المناظر له من عام 2016.