رسالة البصرة – عبد الله – عبد الرحمن – بلال قناوي:

لولا الخطأين الدفاعيين اللذين أسفرا عن هدفي سوريا، لكان العنابي الآن هو البطل المتوّج بلقب بطولة الصداقة الدولية بالبصرة العراقية.

فالهدفان لم يبذل فيهما المنتخب السوري أي جهد، وجاءا بهدية من دفاعنا، وهناك كرات أخرى هددت مرمى العنابي كان الأساس فيها الخطأ الدفاعي.

ونحن لا نلوم لاعبينا أو ننتقدهم بعنف بسبب هذه الأخطاء، لكن أردنا أن نضع النقاط على الحروف، ونؤكد أيضاً على أن العنابي كان الأقرب إلى الفوز.

أردنا فقط من التركيز على هذه الأخطاء لفت نظر الجهاز الفني بقيادة سانشيز إليها، والعمل على علاجها، والوقوف على أسبابها، فالعنابي قدم مستويات طيبة في مباريات البطولة أمام العراق ثم سوريا، واستحق الفوز على العراق 3-2، وكان يستحق الفوز على سوريا وليس التعادل 2-2.

في مباراة العراق وقعت أخطاء أيضاً دفاعية، والهدف العراقي الثاني جاء من خطأ دفاعي سهل للغاية حيث وصلت الكرة من حارس العراق وسقطت قبل منطقة جزاء العنابي، ولم نستطع تشتيتها ووجدها المهاجم العراقي سهلة دون عناء منه وسجل منها الهدف الثاني، وهو ما أشعل اللقاء ودفع العراق للمزيد من الضغط والهجوم من أجل التعادل وهو ما لم ينجح فيه.

الأخطاء سواء كانت دفاعية أو هجومية، هي من أبرز ما أسفرت عنه مشاركة العنابي في بطولة الصداقة الدولية، فليس المهم الانتصار أو الخسارة في مباريات ودية، وليس المهم ان نتوج بلقب بطولة صداقة ودية، المهم أن نحقق الاستفادة وأن نكشف عيوبنا وسلبياتنا، وأيضا أخطاءنا حتى نستطيع علاجها وتفاديها، قبل المهام والبطولات الرسمية.

لو عدنا إلى مباراة سوريا سنجد أن العنابي تعرض للخطورة بسبب بعض الكرات السهلة التي ضاعت منا بسهولة وذهبت أكثر سهولة إلى لاعبي سوريا فهددوا مرمى العنابي في الشوط الأول وكانوا قريبين من الهدف الأول الذي جاء بالفعل من خطأ دفاعي أو هفوة فردية.

وحتى الهدف الثاني جاء أيضاً من خطأ دفاعي وخطأ جماعي حقيقة سواء من الدفاع أو الوسط حيث انشغل الجميع بالاحتفال بالهدف الثاني، فارتدت الكرة سهلة وبعد أقل من دقيقة بالهدف الثاني وهدف التعادل السوري.

نجاح كبير

وإذا كانت الأخطاء الدفاعية في مباراتي العراق ثم سوريا، أهم السلبيات التي يجب أن نضع يدنا عليها، فإن هناك إيجابيات لابد من الإشارة إليها ووضعها في الاعتبار، وأبرز هذه الإيجابيات من وجهة نظرنا أن العنابي لم يختلف أداؤه في مباراة سوريا أول أمس، عن مباراته الأولى مع العراق، رغم التغييرات التي طرأت على تشكيل منتخبنا في مباراة سوريا والتي وصلت إلى 4 تغييرات وهو عدد ليس صغيراً، وكان من الممكن أن يحدث تغييراً على أداء ومستوى الفريق، لكن ظهر العنابي بشخصيته وبأدائه وبمستواه، وهو ما يعني أن العنابي أصبحت له شخصيته وأداؤه بغض النظر عن الأسماء أو التشكيل، وهو نجاح كبير للجهاز الفني بقيادة سانشيز، ونجاح بحثنا عنه كثيراً في السنوات الماضية.

الآن ولو أن العنابي لعب بألوان مختلفة عن ألوانه، سوف ندرك على الفور أنه منتخبنا وأنه المنتخب القطري، وهو أمر جيد، يدل على أننا نسير في الطريق الصحيح، وأننا بدأنا وضع اللبنة لمنتخب قوي وجيد، قادر بالإعداد والتجهيز، وبالاستقرار الفني – وهو أمر مهم للغاية – قادر على تمثيل الكرة القطرية في مونديال 2022 وهو الهدف الأول من إعداد المنتخب الحالي.

المشوار لا يزال طويلاً

لابد أن نعترف أن هناك حالة من القلق والخوف كانت تسيطر على الجميع قبل مشاركة العنابي في بطولة الصداقة الدولية لأسباب عديدة، منها أن البطولة في العراق الذي يملك جماهير عاشقة للكرة وتحضر المباريات بشكل غير طبيعي وهو ما ظهر في المباراة الأولي أمام العراق بحضور 60 ألف متفرج، ثم أمام سوريا بحضور حوالي 20 ألف متفرج.

إلى جانب كل ذلك كان الخوف على العنابي بسبب القائمة الجديدة التي ضمت أكثر من 10 لاعبين للمرة الأولي، وزاد القلق بعد التعرف على قائمة التشكيل الأساسي للمباراة الأولي أمام العراق.

لكن العنابي أزال كل هذه التخوفات وحالة القلق التي سيطرت على الجميع، بأدائه ومستواه وشخصيته قبل الفوز على العراق، وهذا الأداء والمستوى هو النجاح والمكسب الحقيقي، فما أجمل أن تمتلك منتخباً له شخصية وله بصمة في الملعب وله أداؤه الذي يجبرك على احترامه.

خطوة أولى جيدة للبكري

نجح محمد البكري الحارس الشاب لمرمى العنابي في التجربة والخطوة الرسمية الأولى مع منتخبنا الوطني الأول، بعد أن شارك أساسياً في مباراة العراق، وظهر بمستوى جيد للغاية وأنقذ مرماه من هدفين محققين إثر تسديتين قويتين، كما أنه تصدى لأكثر من كرة، ونستطيع القول إن العنابي كسب حارساً جديداً بجانب الدوسري ويوسف حسن، حيث ظهر بمستوى طيب وأكد امتلاكه لإمكانيات جيدة.

البكري يحتاج إلى بعض الأمور البسيطة لأكمال الأداء والمستوى الطيب الذي ظهر عليه، أهمها التفاهم والانسجام بين مدافعيه، حيث تردد أكثر من مرة في الخروج من مرماه لالتقاط بعض الكرات معتمداً على أن الدفاع سوف يشتتها.

المعز غير محظوظ

لم يكن المعز علي مهاجم منتخبنا الوطني محظوظا في البطولة خاصة في مباراة سوريا حيث بذل مجهوداً كبيراً، وحاول كثيراً الوصول إلى المرمى السوري، وهدده بتسديدتين رأسيتين مرتا مباشرة بجوار القائم.

المعز ربما يكون قد ظهر بإداء أقل من أدائه في خليجي 23 وفي كأس آسيا تحت 23 سنة، وهو أمر طبيعي حيث وصل إلى أعلى مستوياته في هاتين البطولتين، ومن الطبيعي أيضاً أن يتراجع الأداء بعض الشيء، لكنه من المتوقع أن يستعيد مستواه المعروف في المرحلة المقبلة.

خبرة أبو ضياف لاغنى عنها

أكدت مباراة سوريا أن العنابي لا يمكنه الاستغناء على الأقل في الوقت الحاضر عن الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها كريم بوضياف، وهي خبرة كبيرة وجيدة ساهمت في تحويل التأخر بهدف أمام سوريا إلى تعادل ثم إلى التقدم 2-1 قبل أن تنتهي المباراة بالتعادل بهدفين. مشاركة بو ضياف في الشوط الثاني جاءت في توقيتها، وبعد أن تراجع أداء الوسط، وسيطرة الفريق السوري على مجريات اللعب، حيث دفع به سانشيز في الوقت المناسب، حيث نجح العنابي في التعادل سريعاً، ونجح أيضا في استعادة السيطرة على منطقة الوسط من جديد.

بسام أبرز نجوم البطولة

يستحق بسام الراوي أن يكون أحد أبرز نجوم البطولة بعد أن قدم مستويات كبيرة خلال مباراتي العراق وسوريا، ولعب بسام في مركز قلب الدفاع، وكان مميزا في أدائه، وظهر بمستوى راق للغاية ودافع باستماتة عن مرمى العنابي خاصة وهو يملك إمكانيات جيدة لاسيما حسن التوقع، والهدوء، وعدم التهور، واللعب بمبدأ السلامة أولا.

بسام كان سداً منيعاً في مباراة سوريا أول أمس وساهم في (قطع) أكثر من تمريرة خطيرة كادت أن تهدد مرمى العنابي.