القاهرة – وكالات:
تزامن حذف عدد من القنوات الفضائية المصرية برامج ومواد مرئية توثق أحداث ثورة يناير 2011 مع حديث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن أهمية كتابة تاريخ الأعوام الثمانية الماضية. وقالت الجزيرة نت إن عدداً من القنوات الفضائية حذفت مواد مرئية من على حساباتها بموقع «يوتيوب» توثق أحداث ثورة يناير، ومنها حلقات برامج كاملة، الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة لمحو توثيق هذه المرحلة التاريخية.
واعتبر ياسر الهواري العضو السابق بائتلاف شباب الثورة وجبهة الإنقاذ هذه الإجراءات «مجرد محاولة ساذجة لحجب مرحلة مهمة في تاريخ الثورة، تأتي بعد سيطرة كاملة من قبل الأجهزة الأمنية على وسائل الإعلام المختلفة، ومن ثم التوجه إلى محاولة تشويه الحدث عن طريق طمس معالمه.» وأضاف أن هذه الإجراءات «تكشف عيش السلطة في هاجس الثورة كما عاش الرئيس المخلوع حسني مبارك طوال حكمه في هاجس حادث المنصة الذي أطاح بسلفه أنور السادات» مشدداً على أنه لا يمكن تزييف الوعي وطمس الحقائق بذات الأسلوب الذي كان متبعاً في خمسينيات القرن السابق.
ومن جانبه يرى مدير قناة «الشرق» الفضائية أحمد عبده، أن هذه الإجراءات «طبيعية ومتوقعة، في ظل نظام يعيش حالة رعب من أي تحرك ولو كان ضعيفاً، كونه يدرك أن ثورة يناير بدأت بأفكار ودعوات متداولة على مواقع التواصل ثم سرعان ما تدحرجت كرة الثلج حتى امتلأت الميادين بالمصريين من مختلف الأطياف». وربط عبده هذه الإجراءات بـ «توجه للنظام يهدف لإخفاء معالم ثورة يناير ومحوها من ذاكرة الأجيال الجديدة، وإزالة آثارها من أذهان من عاشها، والعمل على بث حالة من الخوف من أي محاولة لاستدعاء مشاهد هذه المرحلة».
وحول مدى نجاح النظام في تحقيق هذا الهدف يقول «الهدف الذي يسعى إليه النظام لن يتحقق، فمنصات الإعلام الحديث لها دور في توثيق أحداث الثورة، كذلك القنوات المناهضة للانقلاب العسكري والتي تسعى لأن يكون لها تأثير في انطلاق موجة تغيير جديدة تقوم على أهداف ومبادئ ثورة يناير».
ولفت رئيس «المرصد العربي لحرية الإعلام» قطب العربي إلى أن الكثير من مقدمي برامج الفضائيات المؤيدة للنظام «كان لهم إنتاج داعم للثورة وفاضح لعهد مبارك، وهم الآن يسعون لمحوه وإخفاء تلك المواقف السابقة».
ويضيف العربي أن «هذه الرغبات الشخصية متوافقة مع توجه النظام وأجهزته الأمنية في العمل على طمس تاريخ الثورة بإخفاء الإنتاج الإعلامي المتعلق بها» داعياً المؤمنين بالثورة إلى «الاجتهاد في العمل على الحفاظ على أرشيفها بكل الوسائل الممكنة».
على الجانب الآخر، يرى رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي أن «الأولى هو القيام بإنتاج برامج ومواد توثق مجرياتها بشكل مختلف، وذلك من خلال إبراز دور الغرب وأدواته فيما حدث من فوضى وتخريب واستهداف لمؤسسات الدولة».
- أوبزيرفر: مصر سجن كبير للصحفيين
القاهرة – وكالات:
قالت «أوبزيرفر» إن مصر أصبحت سجناً كبيراً للصحفيين، وإنه ومنذ مجيء الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة بانقلابه عام 2013 أصبح المناخ بالنسبة للصحفيين المصريين والأجانب قمعياً بشكل متزايد. ونسبت الصحيفة البريطانية إلى منظمة صحفيين بلا حدود وصفها مصر بأنها أكبر سجن للصحفيين في العالم، وترتيبها الدولة الـ 161 من 180 بمؤشر الحريات الصحفية العالمي السنوي. وأشارت إلى أنه -ووفقاً للجنة حماية الصحفيين الدولية – هناك عشرون صحفياً مصريا معتقلون منذ ديسمبر الماضي فقط. ونقلت «أوبزيرفر» عن مواطنتها «تايمز» إنها كانت قد قررت الامتناع عن نشر أي أخبار عن احتجاز وطرد صحفيتها «بل ترو» من مصر لأن ما تعرضت له «غريب وهمجي» وكانت تعتقد أنه ربما يكون ناتجاً عن خطأ غير متعمد.
وأشارت «أوبزيرفر» إلى أن بياناً لتايمز الليلة الماضية أوضح أنها كانت تفكر في إعادة ترو إلى القاهرة لتغطية الانتخابات الرئاسية، لذلك فإنها كانت تحاول ضمان عودة آمنة لها لأن احتجازها وطردها يبدوان وكأنهما ناتجان عن سوء فهم. ومضى بيان تايمز يقول «لكن تأكد الآن أن السلطات المصرية لا تنوي السماح لترو بالعودة». ونقلت عن ترو قولها إن اسمها كان مدرجاً بقائمة «الأشخاص غير المرغوب فيهم» ولو عادت إلى القاهرة فسيتم اعتقالها، مشيرة إلى أنها نُقلت إلى مطار القاهرة دون أن تأخذ أي شيء من ممتلكاتها باستثناء ما ترتديه من ملابس. وقالت متحدثة باسم السفارة البريطانية إنهم يجهلون حتى الآن دافع اعتقال ترو وطردها رغم أن وزير الخارجية تواصل مع نظيره المصري بهذا الشأن. وأكدت أنهم سيواصلون استجلاء هذه القضية.