الراية الرياضية
على عكس بعض التجارب السابقة

استفادة قوية وفنية لمنتخبنا في الصداقة الدولية

اللعب أمام جماهير غفيرة بعناصر شابة ليس سهلاً

الاحتكاك مع منتخبين قويين مثل العراق وسوريا خطوة مهمة لآسيا 2019

بكل المقاييس جاءت مشاركة العنابي الأول في بطولة الصداقة الدولية، ناجحة ومفيدة وإيجابية من جميع النواحي.

ونجاح العنابي لم يكن مقتصراً على الفوز باللقب والعودة إلى الدوحة بلقب بطولة قوية وجيدة، فالفوز والخسارة لم يكونا في حسابات منتخبنا، بقدر ما كان يسعى إلى تحقيق مكاسب فنية وكروية.

لو نظرنا إلى بعض التجارب السابقة لمنتخبنا الوطني والتي خاضها في روزنامة الفيفا (FIFA DAY)، سنجد أنه لعب بعض المباريات غير المجدية والتي لم تحقق له أي استفادة، بل على العكس، المنافسون هم الذين استفادوا من اللعب والاحتكاك مع منتخبنا.

من أهم الفوائد الإيجابية والفنية التي حققها العنابي في رحلة البصرة، أنه واجه منتخبين قويين من المنتخبات المتأهلة إلى كأس آسيا 2019، ومنتخبين من المنتخبات المعروفة على المستوى الآسيوي، فلا أحد ينكر قوة المنتخب العراقي أحد أبرز منتخبات القارة، ولا يستطيع أحد أن ينكر التطور الهائل الذي طرأ على المنتخب السوري الشقيق الذي كان قاب قوسين أو أدنى وحتى اللحظة الأخيرة قاب قوسين أو أدنى من مواصلة مشواره نحو التأهل إلى مونديال روسيا 2018، لولا أنه تعطل أمام المنتخب الأسترالي.

لو نظرنا إلى تشكيل المنتخبين سنجد أن المنتخب العراقي خاض المباراة بكل نجومه وفي مقدمتهم المحترفون الذين غابوا عن اللقاء الودي مع المنتخب السعودي.

ولو نظرنا إلى المنتخب السوري سنجد أنه لعب أيضاً بكل نجومه وفي مقدمتهم المحترفون وعلى رأسهم الهداف المعروف عمر السوما، ولم يغب سوى عمر خربين أفضل لاعب في آسيا للإصابة.

الفوائد التي تحققت أيضاً ظهرت من خلال الأداء القوي والمستوى الفني المرتفع في مباراتي العنابي مع هذين المنتخبين، حيث كانت المنافسة قوية والإثارة حاضرة حتى الدقائق الأخيرة من عمر المباراتين من أجل الفوز ومن أجل الحصول على النقاط الثلاث.

هناك فوائد أخرى من نوع آخر حققتها مشاركة العنابي في بطولة الصداقة الدولية، مثل اللعب تحت الضغط الجماهيري الكبير، الذي وصل إلى 60 ألف متفرج، ومع ذلك حقق الفوز، صحيح أن العنابي واجه ضغوطاً جماهيرية أكبر في طهران وسيول والصين لكنه لم يحقق الفوز، وحقق الانتصار على المنتخب العراقي في أجواء جماهيرية مشابهة للأجواء الجماهيرية في إيران وكوريا والصين وأوزباكستان الذين واجههم خلال مشوار تصفيات مونديال 2018

ولا شك أن فوز العنابي على منتخب قوي مثل العراق أمام جماهيره الغفيرة، أمر جيد لم يعتده العنابي، كما أن تعادله أيضاً مع المنتخب السوري أمام أكثر من 25 ألف متفرج أمر ليس معتاداً علماً بأن العنابي كان هو المتقدم على سوريا والمنتخب السوري هو الذي تعادل، علينا أن نضع في الاعتبار أيضاً أن العنابي الذي واجه إيران وكوريا والصين وأوزباكستان، ليس هو العنابي الذي لعب في الصداقة الدولية بالبصرة، وإنما عنابي جديد ضم عناصر تلعب دولياً معه للمرة الأولى، وهو ما يزيد من الفوائد حيث كسبت هذه العناصر الجديدة خبرة جديدة وهي لا تزال صغيرة السن.

هنا إيجابيات أخري حققها العنابي وسيجني ثمارها مستقبلاً، وهي تحسين مركزه وترتيبه في التصنيف العالمي للفيفا بعد أن تأخر منتخبنا كثيراً في الأشهر الماضية، والفوز على العراق في العراق والتعادل مع سوريا بالتأكيد سوف يسهم في رفع التصنيف الدولي.

والاستفادة من هذه المباريات الودية الدولية المعتمدة في التصنيف الدولي أمر ليس هينا، وقد سمع الجميع كيف كان إصرار باسم قاسم مدرب العراق في مؤتمره الصحفي قبل لقاء سوريا اهتمامه بضرورة تحقيق الفوز على المنتخب السوري من أجل التصنيف الدولي بعد أن فقد حظوظه في المنافسة على اللقب.

جاسم التميمي:

مكاسب بالجملة للعنابي من بطولة الصداقة

أكد جاسم التميمي نجم نادي الوكرة والعنابي السابق أن منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم حقق مكاسب عديدة من مشاركته في هذه البطولة. وقال التميمي في تصريحاته لـ الراية  الرياضية أمس: هذه المكاسب تخطت فرحة التتويج المستحق باللقب لأن هذا التتويج تضاف إليه أيضاً المكاسب المعنوية والفنية المهمة التي تحققت جراء هذه المشاركة. وأضاف: المكاسب المعنوية واضحة للجميع باعتبار أن الفوز باللقب أمر مهم في ظل مشاركة منتخبين قويين بحجم العراق وسوريا، ورغم أنها بطولة ودية إلا أن قوة المنافسة كانت واضحة للجميع وإصرار كل منتخب على تحقيق الفوز كان واضحاً الأمر الذي ضاعف من معدلات الإثارة والندية خلال مجريات اللقاءات الثلاثة. وتابع: أما بالنسبة للمكاسب الفنية فأعتقد أن مدرب العنابي وضع يديه على العديد من النقاط الإيجابية التي تحتاج للتأكيد عليها خلال الفترات المقبلة، خاصة وأن البطولة أكدت على ارتفاع معدلات الانسجام والتجانس في جميع الخطوط، ولا يمنع هذا من وجود بعض السلبيات التي تحتاج للتدخل حتى يتفاداها المدرب في المواجهات المقبلة، خاصة وأن المعروف أن البطولة معتمدة رسمياً في روزنامة الفيفا.

عادل خميس:

العنابي استفاد من الأجواء التنافسية والجماهيرية

أبدى عادل خميس نجم منتخبنا الوطني والغرافة السابق سعادته الكبيرة بالمستوى الذي قدمه العنابي خلال منافسات بطولة الصداقة التي أقيمت بالعراق، وقال إن الفريق قدم نفسه بصورة رائعة خلال هذه البطولة.

وأضاف خميس: مثل هذه المشاركات تضاعف من خبرات اللاعبين خاصة وأن العنابي يعتبر فريقاً جديداً ويضم عدداً كبيراً من اللاعبين الشباب وبالتالي فإن تأقلمهم مع هذه الأجواء التنافسية والجماهيرية يزيد من معدلات التجانس والانسجام بين جميع الخطوط في الفترة المقبلة.

وتابع: مكاسب العنابي كانت كثيرة فبالإضافة إلى الفوز باللقب نال أكرم عفيف لقب هداف البطولة وحصل بسام الراوي على لقب أفضل لاعب، وبالتالي فإن العنابي هو أكثر المستفيدين من المشاركة في هذه البطولة.

وواصل خميس حديثه قائلاً: الأهم من كل هذا وذاك هو أننا شاركنا الأشقاء في العراق فرحة رفع الحظر على الملاعب وعندما يتم دعوتنا للمشاركة في هذه المناسبة فإن هذا يعكس حجم العلاقة الرائعة التي تربط البلدين بشكل عام وبين اتحادي الكرة بشكل خاص وبإذن الله سيكون القادم أفضل لكرة القدم العراقية بعد القرار الرائع برفع الحظر عن ملاعبها.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X