الراية الرياضية
البصرة تعيش أجواء رائعة على هامش بطولة الصداقة

مدينة النفط والغاز تحتفل بأجمل إنجاز

عودة كرة القدم لـ «جذع النخلة» تشكل رافداً إضافياً لعاصمة الاقتصاد

البصرة – أ ف ب: عادت البصرة «عاصمة الاقتصاد» في بلاد الرافدين، إلى دائرة الضوء مع عودة مباريات كرة القدم الرسمية إلى العراق الذي يأمل في تحويل ملعبها الدولي إلى رافد إضافي لاقتصادها القائم على الغاز والنفط.

ويعد ملعب البصرة الدولي المعروف باسم «جذع النخلة»، أحد المعالم الرئيسية في كبرى مدن الجنوب العراقي. ويأمل مسؤولو المحافظة في أن تمتلئ مدرجاته التي تتسع لنحو 65 ألف متفرّج، بالمشجعين الذين سيغنون اقتصاد المدينة، وهي واحدة من ثلاث مدن (إضافة الى كربلاء وأربيل عاصمة إقليم كردستان الشمالي)، ستتاح إقامة المباريات الرسمية فيها، وذلك في أعقاب النجاح الجماهيري الكبير الذي حققته بطولة الصداقة التي اختتمت منافساتها أمس الثلاثاء.

وبات «جذع النخلة» الذي يشكل جزءاً من المدينة الرياضية في البصرة، والمحاطة ببحيرة اصطناعية على شكل خريطة العراق، قبلة لزوار ساهموا في عودة النشاط إلى المنشآت الخدمية والسوق المحلية، بحسب مسؤولين.

ويقول محافظ البصرة أسعد العيداني لوكالة فرانس برس: مباريات كرة القدم التي استضافتها المدينة ساهمت كثيراً في تنشيط الأوضاع الاقتصادية المحلية، خصوصاً الحلقات المتوسطة المتمثلة بالفنادق والمطاعم والمحال التجارية، وهي تشهد انتعاشاً لافتاً الآن.

وأنشئ الملعب في العام 2013، وبلغت كلفته نحو 600 مليون دولار أمريكي، بحسب ما أفاد فرانس برس مدير دائرة الأقاليم وشؤون المحافظات في وزارة الشباب والرياضة العراقية طالب الموسوي. ونظراً للمسافة التي تفصل البصرة عن بغداد (550 كلم)، غالباً ما يضطر زوار المدينة الجنوبية للمبيت فيها والراحة قبل العودة إلى العاصمة.

أول غيث الاستفادة كان من نصيب الفنادق التي وصلت نسبة إشغالها الى حدها الأقصى، ما دفع إداراتها إلى الاعتذار من بعض الضيوف الذين حجزوا مسبقاً لعدم وجود شواغر، وفق مسؤولين في القطاع.

وحالياً، وفي ظل استضافة البصرة «بطولة الصداقة الدولية» التي يشارك فيها المنتخبان السوري والقطري إلى جانب أسود الرافدين، يعود المشهد نفسه إلى المدينة.

وإذ تعتبر البطولة المقررة بشكل مسبق، والتي انطلقت يوم الأربعاء الماضي فرصة للعراق لإثبات جدارته بإقامة المباريات، إلا أنها تشكل أيضاً دليلاً على قدرة كرة القدم على تنويع المداخيل الاقتصادية للمحافظة.

ويؤكد نائب رئيس غرفة تجارة البصرة قاسم الساعدي أن «الفنادق تمتلئ بنسبة 100 في المئة في المناسبات الرياضية، في حين أنها (النسبة) لا تلامس الخمسين في المئة في الأيام الأخرى، حتى أننا نضطر إلى تغيير أماكن سكن وفود اقتصادية خلال أيام المباريات.

هذا التوافد يحرّك أيضاً عجلة النقل، على غرار ما تقوم به شركة الخطوط الجوية العراقية لجهة تسيير رحلتين إضافيتين أسبوعياً في مناسبات كهذه.

بدوره، يشير مدير سكة حديد المنطقة الجنوبية هادي شلال إلى أن المؤسسة تسيّر خلال استضافة مباراة ثلاث رحلات يومياً بالقطار بين بغداد والبصرة، والتي عادة تكون رحلة واحدة يومياً، ولدينا رحلة رابعة جاهزة للحالات الطارئة، علماً أن كل رحلة تتسع لـ 1500 شخص.

وبحسب مسؤولين عراقيين، انتقل عبر القطار أكثر من سبعة آلاف مشجع خلال مباراة العراق وقطر، الأولى التي أقيمت ضمن «بطولة الصداقة»، من أصل عشرة آلاف مشجع قدموا من المحافظات العراقية الأخرى.

يغزو هؤلاء أسواق المدينة، وخصوصاً سوق الهنود العريق في البصرة وأحد رموزها الشعبية والتراثية الممتلئة بالبضائع والهدايا التذكارية.

ويؤكد العيداني أن المؤشرات الاقتصادية المهمة التي تحققت عقب استضافة مباريات كرة القدم، تدفع إلى جذب العديد من البطولات الرياضية مستقبلاً، مضيفاً نسعى إلى استضافة (بطولة كأس الخليج) خليجي 24 في البصرة وما حصل الآن من انتعاش اقتصادي سيعزّز من ملامح خططنا لجذب هذا الحدث الكروي الخليجي الذي عادة ما يقام كل عامين.

ولم يخف المسؤولون العراقيون رغبتهم في استضافة النسخة المقبلة من بطولة كأس الخليج التي أقيمت نسختها الأخيرة في الكويت بين ديسمبر ويناير الماضيين وكان من المقرر أن تقام خليجي 23 في قطر، إلا أنها نقلت إلى الكويت بعد رفع الحظر المفروض عليها من قبل الفيفا ورحبت قطر بنقل البطولة، إلا أنها شددت على أحقيتها في استضافة النسخة المقبلة، علماً أن تقارير عراقية ألمحت مؤخراً إلى استعداد قطري للتخلي عن الاستضافة لصالح العراق. وفي انتظار استضافة بطولة على مستوى كبير، يأمل مسؤولو البصرة في الاستفادة من ازدياد المباريات للضغط على الحكومة العراقية لدعم «المزيد من مشاريع الاستثمار والتطوير الاقتصادي»، بحسب المحافظ العيداني. ويشدّد المعنيون بالحركة الاقتصادية في البصرة على ضرورة تعزيز المنشآت السياحية والاقتصادية فيها قبل استضافة الأحداث الكبرى، لا سيما أن المدينة تعاني من ضعف في الاستثمارات، ولا تتمتع بمؤهلات وبنى تحتية تتناسب مع وضعها كإحدى أبرز مناطق إنتاج النفط في البلاد. ويقول الساعدي «البصرة بحاجة إلى فنادق ومطاعم أكثر لم نتحمل هذا الزحف الجماهيري في بطولة صغيرة، فكيف إذا ما قرّرنا استضافة كأس الخليج؟».

علي جبار نائب رئيس الاتحاد العراقي:

العنابي يستحق التهنئة للقب والأداء الجيد

في لقاء مع علي جبار نائب رئيس الاتحاد العراقي أكد أن البطولة ظهرت بمستوى طيب من الناحية الفنيّة حيث قدمت المنتخبات الثلاثة مستويات جيّدة بفضل الحضور الجماهيري.

وقال إن العنابي ظهر بشكل ومستوى متميز في مباراتيه أمام منتخبنا العراقي والمنتخب السوري، وقدم مستويات مقنعة واستحق الفوز على أسود الرافدين وكان قريباً من الانتصار على المنتخب السوري.

أضاف: لمسنا جوانب فنية كثيرة في أداء العنابي لأول مرة مثل الإصرار وعدم الاستسلام حتى لو كان متأخراً بهدف أو أن المنافس استطاع أن يعود للمباراة فإنه لا ييأس ويحاول العودة من جديد.

وأوضح أن العنابي يستحق التهنئة مرتين، الأولى لحصوله على اللقب، والثانية لتميزه بلاعبين صغار السن، وقال: من الواضح أن هناك استراتيجية ينفذها الاتحاد القطري لتطوير الفريق وتجهيزه من الآن لمونديال 2022، وهي بلا استراتيجية رائعة للغاية تعتمد على الأسلوب العلمي.

واعتبر علي جبار أن العراق فائز أيضاً باستضافة أشقائه للمرة الأولى بعد رفع الحظر الدولي، وقال: نحن فائزون أيضاً لأننا استطعنا من خلال مباراتي المنتخب مع العنابي وسوريا الوقوف على نقاط الضعف والقوة وعلى السلبيات حتى نستطيع تفاديها وعلاجها، كما فزنا أيضاً بإشادة الأشقاء بالتنظيم وقدرة العراقيين على احتضان البطولات.

مجبل فرطوس مدرب الوكرة السابق:

العنابي سيكون من أقوى المنتخبات في السنوات المقبلة

قال مجبل فرطوس مدرب الوكرة السابق عضو لجنة المنتخبات الوطنية بالاتحاد العراقي إن المنتخب القطري استحق إشادة الجميع بأدائه ومستواه ونجاحه في الحصول على اللقب، وأكد أن ما قدمه العنابي ليس بغريب عليه كونه يعمل في قطر ويعرف كيف تسير الأمور في المنتخبات الوطنية وكيف يهتم المسؤولون بها من أجل الارتفاع بها وتطوير مستواها، وتوقع فرطوس أن يكون العنابي من أفضل وأقوى المنتخبات الآسيوية في المرحلة المقبلة.

واعتبر مجبل فرطوس أن ترتيب المنتخبات الثلاثة في البطولة جاء منطقياً، قياساً بالمستويات التي قدموها خلال المباريات، وبلا شك استحق العنابي التتويج بعد أن قدّم أفضل المستويات في مباراتي سوريا والعراق.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X