جمعهما فصل دراسي واحد، أحدهما تلميذ فاشل والآخر متفوق، اعتادا المزاح سويا وتبادل القفشات والنكات، ولكن في هذا اليوم المشؤوم لم يتقبل التلميذ الفاشل دعابة صديقه وتعامل معه برد فعل عنيف جدا وغير متوقع، وانتهى الموقف بجريمة قتل ذهب ضحيتها الطالب المتفوق على يد صديقه الفاشل الذي نجح في شيء واحد وهو أن يتحول إلى قاتل.
مدحت علي والد المجني عليه 45 عاما والذي يعمل مقاولا بإحدى الدول العربية روى تفاصيل المأساة التي عاشها قبل مقتل ابنه: ليلة الحادث بعد انتهاء عملي تلقى نسيبي اتصالا هاتفيا من والدي يبلغه بإصابة ابني أحمد وحدوث نزيف في المخ، إثر تشاجر مع زميله أثناء خروجهما من الدرس الخصوصي حيث ضربه بعصا على رأسه وسقط مصابا وتم نقله لمستشفى بنها الجامعي واتصلت بوالدي الذي طمأنني عليه وكان هو على سرير المرض وتحدثت معه واطمأننت عليه، حيث قال لي الحمد لله يا بابا أنا كويس.
وتابع والد المجني عليه بدموعه قائلا: عدت إلى بلدتي وعندما شاهدته على سرير المستشفى لم أتمالك أعصابي، وسقطت في نوبة بكاء. كان ابني في العناية المركزة وغارقا في غيبوبة تامة وحالته حرجة جدا، وتوجهت إلى شرطة بنها لعمل محضر واتهمته الجاني بالتعدي عليه بالضرب وإصابته بنزيف داخلي في المخ، وعدت مرة أخرى للمستشفى وأبلغنا الدكتور أن الأمل ضعيف والحالة متوفى إكلينيكيا وفي اليوم الرابع أعلن وفاة أحمد.
وبعد الوفاة فتحت النيابة تحقيقا التي وجدت أن صابر خلاف جد المجني عليه اتهم والد المتهم بأنه حرض نجله حسام على ضرب زميله بعصا على رأسه وكان ينتظره بدراجه بخارية بعد ارتكاب الواقعة. فيما قال الطبيب المعالج بأنه لم يصدق أن الضربة من زميله في الدراسة وقال شهود على الواقعة أن مشاجرة نشبت بسبب المزاح بين أحمد المجني عليه وهو من الطلاب المتفوقين وحسام المتهم بالقتل الكسول في الدراسة، بسبب معايرة الضحية لزميله الفاشل، وتدخلنا لفض المشاجرة وأثناء الدرس خرج المدرس للصلاة وأثناء ذلك نشبت مشاجرة بينهما للمرة الثانية وفوجئنا باختفاء حسام الذي أسرع في خطواته وعندما وصلنا إلى كوبري السيفه كان في انتظارنا وهو يمسك العصا في يده وقام بضرب أحمد على رأسه بكل قوة وسقط على الأرض وضربه مرتين وقال له «أنا أخدت حقي»، وفر هاربا وكان في انتظاره دراجة بخارية استقلها مسرعا وفر من المكان.