تقارير
موزعون على 259 مدرسة تطبّق التعليم المزدوج

158 ألف طالب سوري لاجئ بمدارس لبنان

الدول والجهات المانحة تدفع 600 دولار مقابل تعليم كل طالب

16 مدرسة في بيروت تستقبل أطفال اللاجئين فترة بعد الظهر

160 ألف طفل خارج التعليم لانخراطهم في أعمال لتوفير نفقات المعيشة

بيروت – منى حسن:

تعمل معظم المدارس الحكومية اللبنانية على فترتين من أجل استقبال الأطفال السوريين، المدارس تستقبل الأطفال اللبنانيين وبعض الأجانب من جنسيات أخرى من السابعة والنصف صباحاً حتى الثانية ظهراً ثم تستقبل أطفال اللاجئين السوريين من الثانية ظهراً حتى السابعة.

وبفضل هذا النظام يجلس على مقاعد الدراسة نحو 158 ألف طالب سوري مسجلين في المدارس الحكومية اللبنانية من خلال دعم اليونيسيف والاتحاد الأوروبي ودول أخرى مانحة بالتعاون مع وزارة التربية، ويُدفع مبلغ 600 دولار عن كل طالب سوري ويتم توزيعهم على 259 مدرسة في لبنان تطبّق نظام التعليم المزدوج.

وبحسب الإحصاءات، هناك طفل سوري ضمن كل ثلاثة أطفال في المدارس اللبنانية، وهو رقم قياسي لا يوجد في أي بلد آخر ويعكس حجم اللاجئين السوريين بين سكان لبنان، محمود أيوب رئيس رابطة التعليم الأساسي في لبنان يقول إنه في بيروت وحدها هناك ست عشرة مدرسة تفتح في فترة بعد الظهر لاستيعابهم.

وتتعاون اليونيسيف ومنظمات وجمعيات أخرى مع وزارة التربية اللبنانية، لإدخال مزيد من الأطفال السوريين إلى المدارس، وتؤكد المنظمات الدولية أن جيلاً كاملاً من الأطفال السوريين مهدد بالضياع بسبب صعوبات في التعليم على وجه التحديد.

ويواجه الأطفال السوريون اللاجئون في لبنان صعوبات في الحصول على التعليم، أبرزها العائق المادي الذي يدفعهم إلى العمل لمساعدة عائلاتهم. وتشير الإحصاءات إلى أن قرابة 90% من اللاجئين في عمر التعليم الثانوي لا يحصلون على الدراسة، بينما يوجد نصف الأطفال اللاجئين في سن التعليم الأساسي خارج المدارس بسبب العائق المادي الذي يحول بين عدد كبير من الأطفال وبين التعليم حيث اضطر أطفال في السادسة والسابعة والثامنة من العمر للمساعدة في توفير العيش لأهاليهم، وهو عائق كبير لدخولهم المدرسة.

وهناك ما يقارب الـ 160 ألف طفل لاجئ سوري في لبنان دون تعلم لانخراطهم في أعمال ومهن لتدبير نفقات الحياة والمعيشة. وتقول الحكومة اللبنانية إنها وضعت خطة متكاملة لاستيعاب كل الأطفال السوريين لكن ضعف التمويل من الدول المانحة يعرقل تنفيذها، وغالباً ما تطالب بيروت المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته تجاه اللاجئين السوريين بما في ذلك المساعدات الخاصة بالتعليم. ورغم الحرب في بلدهم الأم لكنّ الأطفال السوريين اللاجئين يرسمون ملامح مستقبلهم بأيديهم حيث يقول عمر بليط البالغ من العمر 12 عاماً وهو نازح من مدينة حلب منذ أكثر من خمس سنوات إنه يتعلم ويريد أن يصبح مهندساً من أجل المشاركة في إعادة إعمار سوريا الجديدة التي يحلم بها، وأشار إلى تفوقه في كل المواد التعليمية خصوصاً اللغة الفرنسية. أما جميلة التي تبلغ من العمر 8 سنوات فقد دخلت إلى المدرسة هذا العام وتقول أحب التعليم وسأستمر في الدراسة.

وقالت مها 14 عاماً إن المدرسة الرسمية اللبنانية جمعت كل سوريا تحت سقفها الدراسي وهذا الأمر مفرح جداً. ويعتبر التعليم ضرورياً خلال فترة النزوح. فهو يمكن أن يعزّز التماسك الاجتماعي ويوفر فرص الوصول إلى المعلومات المنقذة للحياة ويلبّي الاحتياجات النفسية والاجتماعية، كما أنه يوفر بيئةً مستقرةً وآمنة للأشخاص الذين يحتاجون إلى ذلك بصورة ملحّة. ويساعد التعليم الناس أيضاً على إعادة بناء مجتمعاتهم والسعي لعيش حياة إيجابية يكون فيها الجميع مُنتجين.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X