إيران وراء التحالف السعودي الإسرائيلي المصري
السيسي يعتمد على المليارات السعودية والأخيرة تريد استغلال الجيش المصري
برلين – الراية:
لم تعد إسرائيل عدوة للسعودية لذا فإن تقاربا ملحوظا بدأ يتحقق وراء الكواليس بين السعوديين والإسرائيليين، وما يدل على ذلك، تصريحات مسؤولين سعوديين كبار مثل ولي العهد السعودي وعادل الجبير وزير الخارجية السعودي، حيث أصبحت تخلو من أي انتقادات للممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، بينما يدور الحديث حول «صفقة» يتم على أساسها بيع القضية الفلسطينية. وبينما تلتزم السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أي الدول التي فرضت حصارًا ظالمًا على قطر منذ صيف العام الماضي، الصمت المطبق حيال جرائم ومخالفات إسرائيل، فإنها لا توفر كلمة انتقاد وتهديد واحدة حين يدور الحديث حول إيران والإخوان المسلمين. واعترف بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي، في الكلمة التي ألقاها أخيرا عند مشاركته في مؤتمر الأمن بميونيخ، أن العداء ضد إيران يحقق تقاربا بين إسرائيل وبعض البلدان العربية واقترح أن يتم تشكيل جبهة مشتركة مع هذه الدول لمواجهة إيران. وقالت صحيفة ألمانية قبل أيام إن نتنياهو يسعى لتشكيل تحالف مع دول عربية للقيام بعمل عسكري ضد إيران وتجنب ذكر اسم الدول التي يؤكد خبراء عسكريون أجانب أنها تستطيع لو اتفقت مع إسرائيل أن تفتح أجواءها أمام الطائرات الحربية الإسرائيلية للإغارة على أهداف في إيران. كما لوحظ أن إسرائيل التزمت الصمت عندما هددت السعودية إيران باللجوء إلى الحصول على أسلحة نووية رغم أن هدف إسرائيل هو أن تبقى القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. وكشف سيباستيان سونز، الخبير الألماني في قضايا الشرق الأوسط والباحث في الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية في برلين، في تصريحات صحفية أن الهدف الأساسي لتشكيل التحالف السعودي المصري، هو مواجهة كل من إيران والإخوان المسلمين ليس إسرائيل.وأكد سونز أنه تحالف المصالح الاستراتيجية المشتركة. فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لا يمكن أن يتجاهل أنه ممتن للسعودية لوصوله إلى منصبه عن طريق انقلاب على الرئيس السابق محمد مرسي، حيث قامت السعودية بدعمه ماليًا لتمويل ثورة مضادة للسلطة السابقة. وأكد الخبير الألماني أن السعودية لا زالت تقدم مليارات طائلة لنظام السيسي كي يرسخ نفوذه ويعترف الكثير من المراقبين المصريين أنه لولا الدعم السعودي للنظام القمعي في مصر لكانت مصر أعلنت إفلاسها. وأوضح سونز أن التعاون الاستراتيجي بين الرياض والقاهرة يُعتبر أولوية للجانبين ومن أبرز أهدافه، مواجهة مشتركة ضد الإخوان المسلمين في مصر ومنعهم من العودة إلى نشاطهم السياسي واستعادة السلطة مهما كلف الأمر وهو ما تعتقد الرياض أن السيسي يضمنه. كما أن هذا التحالف، بحسب الخبير الألماني، موجه ضد إيران، حيث تزعم الرياض والقاهرة أنهما تشعران بقلق حيال انتشار النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا والعراق واليمن. وأشار الخبير الألماني إلى أن طرفي التحالف السعودي المصري يستفيدان منه، فالسيسي أصبح يعتمد في بقائه في منصبه ليس على أصوات الناخبين في انتخابات معروفة نتائجها مُسبقا، وإنما يعتمد على أموال السعوديين. وهو يوهم الشعب المصري أنه سوف يحقق مشاريع تنموية ضخمة، لكن المواطن المصري العادي، أصبح يجد صعوبة في شراء أبسط الحاجيات الأساسية. وفي المقابل فإن طموحات الرياض العسكرية وخاصة تحديها إيران، تحتاج إلى تأييد مصري، فبدون مصر لا تستطيع الرياض القيام بمغامرة عسكرية من أي نوع، خاصة أن تدخل السعودية في حرب اليمن في عام 2015، كشفت بعد ثلاثة أعوام أن للقوة العسكرية السعودية حدود لا تقدر على تحمل تخطيها وأن الحرب لا نفع منها والشعب اليمني هو الذي يدفع ضريبتها دماً. وقال الخبير الألماني سونز، أن هناك خلافا بين الرياض والقاهرة حول جدوى هذه الحرب.
حيث أن القاهرة ترفض منذ وقت زيادة عدد جنودها في قوات التحالف في حرب اليمن التي تتزعمها السعودية، لاسيما أن السيسي يواجه مشكلات أمنية داخل بلده كما أن الشعب المصري لن يوافق على حرب جديدة في اليمن والمجازفة بأرواح جنود مصريين في نزاع يمكن التوصل بسهولة إلى تسويته سياسياً إذا تم انفراج في العلاقات مع إيران التي تدعم الحوثيين.