عدن – وكالات: كشف مصدر يمني مسؤول أن رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، يواجه قرارا من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، يمنع عودته إلى مدينة عدن (جنوبي البلاد)، التي غادرها قبل شهرين تقريبا. وكان بن دغر غادر المدينة الجنوبية، التي تتخذها حكومته مقرا لها، في منتصف فبراير الماضي، ولم يعد إليها منذ ذلك الحين، حيث تعد أول زيارة خارجية له منذ المواجهات التي دارت بين قوات الحرس الرئاسي وميليشيات مسلحة تدعمها الإمارات، نهاية يناير الماضي. وقال المصدر اليمني، لـ»عربي21»، مشترطا عدم الإفصاح عن هويته، إن رئيس الحكومة الشرعية، المقيم حاليا في العاصمة السعودية، منع من العودة إلى مدينة عدن. وتابع بأن التحالف اشترط لعودة بن دغر إلى عدن «إخراج نائبه في رئاسة الوزراء، ووزير الداخلية، أحمد الميسري، من المدينة، أو إقالته من منصبيه»، وهو طلب سبق أن رفضه الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعدما تقدمت به الإمارات في فبراير الماضي.
وكان وزير الداخلية اليمني، الميسري، اتهم الجمعة دولة الإمارات بعرقلة عودة الرئيس هادي إلى عدن، مؤكدا أن قواتها تسيطر على ميناء ومطار عدن ومداخل ومخارج المدينة الساحلية. إلى ذلك نفذت قوات “الحزام الأمني” التابعة للإمارات في اليمن، انقلابا عسكريا بقوة السلاح في محافظة الضالع اليمنية، بعد اشتباكات مع قوات “الشرعية” أسفرت عن مقتل جندي حكومي وإصابة 15 آخرين بينهم نائب مدير أمن المحافظة بليغ الحميدي. وفي ذات السياق قالت صحيفة “المشهد اليمني” إن قوات ما يسمى “الحزام الأمني” التابعة للإمارات، شنت هجوما كبيرا على قوات تتبع اللواء 33 مدرع.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية القول إن قوات من الحزام الأمني مدججة بالأسلحة والأطقم، شنت هجوما على نقطة تقع أمام اللواء 33 مدرع بالضالع، واشتبكت مع الجنود الذين كانوا في النقطة، لساعات طويلة. وأوضحت المصادر أن قوات الحزام الأمني تمكنت من السيطرة على النقطة واعتقال كافة الجنود التابعين للواء، وقامت بنشر جنودها في النقطة. ووصفت الصحيفة قوات “الحزام الأمني” بأنها “خارجة عن سيطرة الشرعية وممولة من قبل دولة الإمارات. وذكرت الصحيفة مستندة إلى وثيقة وصلتها، أن محافظ الضالع اللواء الركن علي مقبل صالح، أصدر السبت، توجيها برفع جميع نقاط المحافظة وتسليمها دون استثناء لقوات الحزام الأمني، محذرا كل من يحاول عرقلة تنفيذ الأوامر من تحمل المسؤولية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يفهم بعد الهدف من توجيه المحافظ إلا أن مراقبين عدوه بأنه يمثل تمردا على (الحكومة) الشرعية وتسهيلا لسيطرة قوات الحزام الأمني التي وصفتها الحكومة بأنها قوات جهوية خارجة عن سيطرتها، وطالبت بحل ودمجها في إطار الجيش. وكانت قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات انتشرت في مدينة الضالع قبل أسابيع، وفرضت سيطرتها على أجزاء واسعة من المحافظة، لتكون تلك المحافظة الرابعة الخاضعة لسيطرة تلك القوات.
ومع تصاعد نبرة الحديث عن أزمة تلف العلاقة بين الحكومة الشرعية اليمنية والدول الفاعلة في التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، في الشهور الأخيرة، تحولت القضية إلى محور حديث في أوساط اجتماعات المسؤولين اليمنيين ونقاشات غير رسمية، تركز على تقييم العلاقة وعلى ضرورة وضع قواعد جديدة وملامح واضحة تحكم العلاقة، وتضع حداً للتدهور بينهما، وإبقاء العلاقة في حدود الشراكة ومنع انزلاقها إلى خانة التبعية.
إطلاق صاروخ باليستي على موقع عسكري سعودي
مقتل عشرات الجنود السودانيين في كمين حوثي
صنعاء – وكالات: قتل عشرات من الجنود السودانيين، ليل الخميس الجمعة، في كمين لـ«الحوثيين» قرب مدينة ميدي في اليمن، حسبما أفادت مصادر عسكرية وقناة «المسيرة» التابعة، للميليشيات الحوثية. وقالت المصادر العسكرية، إن الجنود قتلوا في عمليات قنص المتمردين الحوثيين لهم، وباستخدام عبوات ناسفة أيضا. وأوضح ضابط ميداني أن الحوثيين استدرجوا القوات السودانية، وسمحوا لها بالتقدم إلى أماكن كانوا يتحصنون فيها بعناية، ما جعلها في مرمى نيرانهم. وقال ما يعرف بـ»الإعلام الحربي» التابع لجماعة الحوثي إنه أحبط محاولات زحف كبيرة للتحالف السعودي على مواقع الجيش اليمني واللجان الشعبية في مديرية ميدي الحدودية مع السعودية في محافظة حجة غرب اليمن.
ونقل الإعلام الحربي عن مصدر عسكري يمني لم يسمه قوله إن 120 عنصرا من قوات الرئيس عبد ربه والتحالف السعودي قتلوا بينهم 14 من الجيش السوداني في عملية تصدي الجيش واللجان لتلك المحاولة، وفق تعبيره. وعرض الإعلام الحربي في حسابه على تويتر ما قال إنها مشاهد استيلاء الجيش واللجان على عدد من الأسلحة التي كانت بحوزة قوات التحالف. وكان التحالف العربي أعلن مساء أمس الأول شن 34 غارة جوية استهدفت مديريتي حرص وميدي الحدوديتين في حجة غرب اليمن، فيما ذكرت وسائل إعلام مقربة من الحوثيين إنها أدت إلى مقتل 5 مدنيين بينهم 4 أطفال.
إلى ذلك أعلنت ميليشيات الحوثيين، أمس إطلاق صاروخ باليستي، على موقع عسكري جنوبي المملكة العربية السعودية.
وذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، أن القوة الصاروخية أطلقت صاروخا باليستيا من طراز «بدر-1» على لواء الرادارات في خميس مشيط بعسير.
ويعد هذا الصاروخ رقم 13 الذي تطلقه ميليشيا الحوثي باتجاه السعودية خلال نصف شهر، في أكبر تصعيد للحوثيين باتجاه المملكة منذ بدء عمليات التحالف العربي في مارس 2015.
مصدر يمني: حكومة هادي تعيش بين مطرقة الحوثيين وسندان الإمارات
عدن – وكالات: ذكر مصدر حكومي يمني أن الحكومة الشرعية أصبحت تعيش بين المطرقة والسندان، بين (مطرقة) الحوثي و(سندان) القوات الإماراتية، وأنها في حقيقة الأمر أصبحت فاقدة القرار لأنها لم تعد تستطيع اتخاذ أي قرار بالشأن الداخلي، لا على الصعيد العسكري ولا على الصعيد الأمني ولا على الصعيد السياسي. وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام أن محافظات عدن والمحافظات الجنوبية أصبحت محكومة بنفوذ القوات الإماراتية، وأصبح الوجود الحكومي فيها شكليا وغير مؤثر، مشيرا إلى أنه حتى الأدوات الإماراتية المحلية، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي وغيره، ليس له نفوذ إلا بقدر ما تسمح به القوات الإماراتية له.
وفي ذات السياق، ذكر مصدر سياسي أن الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي وصلت إلى وضع حرج في المحافظات الجنوبية التي تعد ضمن مناطق سيطرتها، بشكل قد يوازي الوضع في المحافظات الشمالية التي تقع تحت سيطرة الحوثيين منذ مطلع العام 2015.
وقال المصدر أن أقل توصيف لحكومة هادي، هي أنها حكومة المنفى، لأنها لا تستطيع الاستقرار في الداخل اليمني، ولا تستطيع اتخاذ قرار بذلك، لأن المتحكم بالوضع هناك طرف آخر خارجي لا يرغب في استقرار الحكومة اليمنية بالداخل، بل يعمل على تقويضها، وهو أمر في غاية الخطورة.
وبحسب المصدر، فإن الأسباب الرئيسية في وصول الحال لهذا المستوى ترجع إلى التدخل الإماراتي المستمر في الشأن اليمني في المحافظات التي من المفترض تكون تحت سيطرة الحكومة وبالذات في الجنوب، من خلال إنشاء أبوظبي قوات يمنية غير نظامية، أقل وصف لها أنها «ميليشيا» هدفها الرئيسي تقويض سلطات الدولة اليمنية في المحافظات الجنوبية، والتي وصل الحال بها إلى طرد الحكومة اليمنية برئيسها الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وكل أعضاء الحكومة نهاية يناير الماضي، بعد أن كانت طردت هادي ومنعته من العودة للاستقرار في عدن، وهو ما أدى إلى تصاعد الأزمة السياسية بشكل خفي بين الرئيس اليمني وحكومة أبوظبي. وقال المصدر، إن هذا الوضع أسفر عن وقوع تداعيات خطيرة بالشأن اليمني، حيث أصبحت القوات الإماراتية التي تدخلت في اليمن بغرض استعادة الحكومة الشرعية أصبحت هي المعرقل الرئيسي لعودتها، ووصل الحال في بعض المحافظات الجنوبية إلى وصفها بقوات الاحتلال، كما هو الحال في محافظة جزيرة سقطرى، التي لم يعد للحكومة اليمنية فيها أي حضور فعلي، وأصبح الحاكم والمتحكم الفعلي فيها هي القوات الإماراتية، والتي حولتها إلى قاعدة عسكرية لها بدون موافقة الحكومة اليمنية، كما قامت بإنشاء قاعدة عسكرية أخرى في جزيرة ميون، جنوبي البحر الأحمر.