الراية الرياضية
الدحيل شق طريقه من الدرجة الثانية وتربع أعلى قمم دوري النجوم

بطل الـدوري ..تاريـخ حـافل ب الإنجازات والبطولات

ثلاثة مدربين فقط تولوا مهمة الفريق البطل في الدرجة الأولى

عبد الله سعد أول مَن درّب الفريق وعبد الله مبارك صعد به للأضواء

تغير اسمه مرتين خلال فترة وجيزة وحقق 12 بطولة في 10 مواسم مع الكبار

متابعة: رمضان مسعد

لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين عند إنشاء نادي الدحيل (لخويا والشرطة سابقاً) أن يحقق الفريق كل هذه الإنجازات في فترة زمنية قياسية، ولكن الدحيل شذّ عن القاعدة وفرض نفسه بطلاً لكل البطولات المحلية في أكثر من مناسبة خلال فترة عمرية لم تتجاوز المواسم العشرة، ليؤكد أنه فريق سوبر ولد ليكون بطلاً فوق منصات التتويج، الدحيل شق طريقه نحو منصات التتويج من الموسم الأول وواصل رحلة التألق في حصد الألقاب موسماً تلو الآخر ليصل رصيده من الألقاب إلى 12 بطولة حتى الآن في عشرة مواسم، ونصف بطولاته تحققت في أقوى البطولات بطولة الدوري حيث توج ليلة السبت الماضي بلقب الدوري الثاني على التوالي والسادس في تاريخه، ولكن هذه المرة حقق اللقب مع أرقام قياسية حيث حصد الدرع بدون خسارة في الموسم ليؤكد تفوقه على الجميع ويسجل اسمه بأحرف من ذهب في سجلات بطولة الدوري.

رحلة إنشاء وتأسيس نادي الدحيل كانت في موسم 2007-‏‏2008، وتولى قيادة الفريق في ذلك الوقت المدرب الوطني عبد الله سعد، وكان ظهور فريق الشرطة متزامناً مع ظهور فريق الجيش في دوري الدرجة الثانية، ولعب كل منهما تحت التجربة دون احتساب نتائجهما أو الصعود للدوري الممتاز حتى تعديل أوضاعهما على صعيد مواقف وظروف اللاعبين.

ومن ثم تغيّر مسمى النادي من الشرطة عام 2009 ليصبح لخويا، ليلعب الفريق أول مواسمه 2009-2010 وتم احتساب نتائجه رسمياً، بعدما استوفى كافة الشروط، ولم ينتظر طويلاً فصعد إلى دوري نجوم قطر في ذلك الموسم (2009-2010) مع المدرب الوطني عبد الله مبارك المتخصص في تصعيد الفرق من الدرجة الثانية إلى دوري الكبار.

بداية التألق

وبدأت رحلة طويلة حيث نجح الفريق في الصعود واللعب مع الكبار في دوري النجوم في موسم 2010-2011، مع المدرب الشاب الجزائري جمال بلماضي، الذي تولى مهمة الفريق في أول مواسمه بدوري النجوم ليجدد دماءه بمحترفين على مستوى عالٍ وبعض العناصر المهمة على صعيد اللاعبين المحليين.

بلماضي فضّل الاستعانة بنخبة من اللاعبين المحترفين الذين كانت لهم تجارب في أوروبا وتحديداً في الدوري الفرنسي، وبالأخص نادي فالنسيان الذي لعب محترفاً ضمن صفوفه وضم منه الإيفواريين آرونا دينداني وبكاري كونيه، وصخرة الدفاع المغربي المخضرم عبد السلام وادو، بالإضافة للمحترف الآسيوي الأوزبكي جاسور حسنوف، ليكونوا هم نواة الفريق الأساسية مع لويس مارتن سيرا وكريم بوضياف وكلود أمين لوكوميت ومحمد رزاق ودامي تراوري وخالد مفتاح وغيرهم من الأسماء الأخرى.

ومن الأمور الطريفة أن الزملاء الذين تفرقت بهم السبل بعد تجربة احترافية في نادي فالنسيان، عادوا ليجتمعوا من جديد في الدوري القطري عبر نادي لخويا وتحت قيادة بلماضي كمدرب وليس كلاعب، فكان للتفاهم والانسجام الواضح كلمة السر في أول موسم، حيث فاجأ الدحيل كل المنافسين وضرب بقوة في موسم استثنائي ليحقق الإنجاز التاريخي، ويدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بالتتويج باللقب على حساب الكبار الغرافة حامل اللقب والذي حل وصيفاً، والريان الذي جاء ثانياً، فيما حل العربي في المركز الرابع ليقلب لخويا الطاولة على الجميع ولم يشذ فقط عن قاعدة الصاعد هابط بل رسخ نظرية جديدة وهي أن كل شيء ممكن في عالم الساحرة المستديرة.

الدحيل حاليا (لخويا سابقاً) نجح في تحقيق لقب البطولة على حساب الغرافة بحصوله على 48 نقطة في المركز الأول، بفارق 5 نقاط كاملة عن الوصيف، ولعب لخويا 22 مباراة فاز خلالها في 15 وتعادل في 3 وخسر في 4، فيما سجل لاعبوه 40 هدفاً ودخل مرماهم 17، وكان لتألق الساحر الإيفواري الصغير بكاري كونيه الذي سجل وحده 10 أهداف دور كبير في تتويج الفريق باللقب، حيث قدم اللاعب مستوى مميزاً للغاية أنسى الجميع تجربته غير الناجحة قبلها مع الغرافة، وأثبت حسن ظن المدرب جمال بلماضي فيه وبإمكانياته.

مواصلة التألق

وإبداعات الدحيل حالياً ولخويا سابقاً استمرت في الموسم الثاني 2011-2012 ليؤكد الفريق عزمه على تكملة مشوار النجاح فتوج الفريق باللقب أيضاً بعد موسم مميز حصد خلاله اللقب بفارق نقطتين عن الجيش الوصيف حيث حصد 43 نقطة من الفوز في 12 مباراة والتعادل في 7 مواجهات، وخسر في 3 فقط، بينما سجل 36 هدفاً ودخل مرماه 16 هدفاً. وشهد هذا الموسم الظهور الأول للمحترف الكوري الجنوبي الصغير (نام تي هي) الملقب بميسي آسيا والذي نجحت عين بلماضي الخبيرة في ضمه للنادي من فالنسيان بعدما تابعه عندما كان عمره 16 سنة وكان موهبة صاعدة بسرعة الصاروخ ليتألق مع الفريق ويسجل في الموسم الأول 5 أهداف، وبعدها أصبح من الركائز الأساسية للفريق وهو مستمر حتى الآن. وبعد التتويج بلقب الدوري عامين متتاليين كسر السد حاجز تفوق الدحيل وتوج باللقب في موسم 2012-2013 تحت قيادة مدربه حسين عموته بينما حل الدحيل وصيفاً برصيد 46 نقطة بفارق 5 نقاط عن البطل.

عهد جديد

الدحيل حالياً ولخويا سابقاً أكد أنه ظاهرة كروية تستحق التدقيق والدراسة حيث استمر مشوار التألق وفي موسم 2013-2014 كتب لخويا فصلاً جديداً ومتميزاً في تاريخ كرة القدم القطرية حيث نجح في استعادة اللقب من جديد بعد التخلي عنه في الموسم الذي يسبقه لمصلحة السد، حيث توج باللقب برصيد (53 نقطة) بفارق خمس نقاط عن الجيش الوصيف، وكان أكثر الفرق تحقيقاً للفوز بـ (16) انتصاراً، وأقل الفرق تعادلاً (5 مرات) وأقل الفرق تعرضاً للخسارة (رفقة السد)، حيث سقط (5 مرات) أتت اثنتان منها في آخر جولتين أي بعد ضمان اللقب والتتويج به، وتصدر هجومه قائمة الهجوم الأقوى بتسجيله (55 هدفاً) وأتى دفاعه بالمركز الثاني مع السد، من حيث القوة الدفاعية مستقبلا (30 هدفاً) وكان يمكن له أن يكون الأقوى لو لم يتعرض للهزيمة صفر-5 أمام قطر في الجولة الأخيرة التي كانت تحصيل حاصل، فوز الفريق باللقب لم يكن وليد صدفة، إنما جاء بفضل جهود جماعية واضحة، حيث تولى البلجيكي المتميز إيريك جيريتس المهام الفنية، وساعدته مجموعة من اللاعبين على تنفيذ المخططات التكتيكية داخل أرضية الملعب، حيث برز الرباعي المحترف بقيادة صخرة الدفاع الجزائري مجيد بوقرة والتونسي يوسف المساكني الذي تولى دور الهداف الأول (12 هدفاً)، والكوري الجنوبي نام تاي هي، إضافة للسلوفاكي فلاديمير فايس الذي انضم في الانتقالات الشتوية، فيما كان للأسماء المحلية مساهمة فاعلة أمثال سيبستيان سوريا، خالد مفتاح، كريم بوضياف، عادل لامي، دامي تراوري وغيرهم.

حقبة لاودروب

استلم الدانماركي مايكل لاودروب مهمة الإشراف على تدريب الفريق بداية موسم 2014-‏‏‏2015، فواصل لخويا التغريد وحيداً في الدوري القطري وتوّج بلقبه الرابع خلال السنوات الخمس الأخيرة له في الدوري، وجاء التتويج هذه المرة قبل نهاية المنافسة بجولة واحدة بعد منافسة متجددة من الثنائي السد والجيش، وفي وقت اعتمد لاودروب على سياسة الاستقرار لتحقيق اللقب للموسم الثاني على التوالي حيث لم يغادر الفريق من اللاعبين الأجانب سوى الجزائري الدولي مجيد بوقرة مقابل انضمام الإسباني تشيكو فلوريس وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً على الفريق وتجانسه.

وعلى الرغم من أن لخويا لم يكن الفريق الأقوى هجومياً في الدوري هذا الموسم، إلا أن صلابته الدفاعية أثبتت فاعليتها حيث تلقت شباكه 25 هدفاً فقط في 26 مباراة بفارق سبعة أهداف عن أقرب منافسيه نادي الجيش. في المقابل، كان الأداء الهجومي الجماعي للفريق واضحاً وكانت الأهداف التي سجلها الثلاثي الأجنبي المكون من الكوري الجنوبي نام تاي هي والسلوفاكي فلاديمير فايس والتونسي يوسف المساكني حاسمة فيما كان الدولي القطري سيباستيان سوريا هدّاف الفريق بتسجيله 11 هدفاً.

عودة بلماضي

عاد جمال بلماضي من جديد في موسم 2015-2016 لتولي مهمة الفريق الذي صنع معه المجد بعد انتهاء مهمته مع المنتخب وفاز في هذا الموسم بكأس الأمير لأول مرة في تاريخ النادي، ليعوض جمهور لخويا عن ضياع لقب الدوري المفضل، بعدما توج الريان به في أول موسم له عقب العودة من الدرجة الثانية، ودخل لخويا موسم 2016-2017 رافعاً شعار استعادة لقبه المفضل، وكان حسم اللقب هذا الموسم بسيناريو دراماتيكي بعدما خطف الانتصار في الوقت القاتل على فريق الأهلي 2-1 في الجولة الخامسة والعشرين من المسابقة وتحديداً في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع من المباراة عبر الكوري الجنوبي نام تي هي، بعدما كان اللقاء يسير نحو تعادل الفريقين 1-‏‏‏1، ليستغل لخويا تعثر مطارده المباشر السد أمام السيلية حيث تعادلا 2-‏‏‏2 في اللقاء الذي جرى في نفس التوقيت، ليحسم لخويا اللقب قبل نهاية الدوري بجولة، ليكون هذا اللقب هو الخامس للفريق في سبعة مواسم في إنجاز غير مسبوق.

بعد أن تذوق حلاوة الفوز بألقاب كل البطولات المحلية

الدحيل مرشح بقوة للذهاب بعيداً في البطولة القارية هذا العام

دوري الأبطال هدف الفريق الذهبي

الدوحة – الراية : حقق فريق الدحيل كل البطولات التي شارك فيها منذ الظهور الأول له في دوري النجوم موسم 2010-2011 حيث حصل على لقب بطولة الدوري 6 مرات خلال 8 سنوات له في البطولة.

وخلال هذه الفترة فقد الدحيل لقب الدوري مرتين الأولى لحساب السد في موسم 2012-2013 والثانية لحساب فريق الريان موسم 2015-2016.

وخلال هذه الفترة القصيرة لفريق الدحيل في مشاركاته بالبطولات المحلية نجح في التتويج بكل البطولة ليكون عقده مرصعاً بالذهب وباق له لقب وحيد لم يحققه الدحيل هو لقب دوري أبطال آسيا.

وشارك الدحيل في دوري أبطال آسيا ست مرات وهذه النسخة الحالية هي السابعة له وفي أول مشاركة موسم 2012 خرج من دوري المجموعات.

وفي موسم 2013 وصل الدحيل للدور ربع النهائي من البطولة وخرج أمام فريق جوانزو ايرجراند الصيني وفي موسم 2014 خرج من دور المجموعات .. وفي موسم 2015 خرج من الدور ربع النهائي على يد فريق الأهلي السعودي .. وفي موسم 2016 خرج من الدور ثمن النهائي على يد فريق الجيش وفي الموسم الماضي 2017 خرج من ثمن النهائي أيضاً على يد فريق بيرسبوليس الإيراني.

وهذا الموسم نجح الفريق في التأهل كأول فريق آسيوي من دور المجموعات للدور ثمن النهائي وحقق نجاحات كبيرة وأرقاماً قياسية بالفوز في كل مبارياته وكل التوقعات والمستويات التي قدمت في دور المجموعات تؤكد أن الدحيل هذا الموسم سيكون رقماً صعباً ويرشحه البعض لأن يكون المتأهل للمباراة النهائية من فرق غرب آسيا مع النظام الجديد للمسابقة حيث يصل للنهائي من خلال فريق من غرب آسيا يواجه فريقاً من شرق القارة.

وينتظر عشاق هذا النادي الكبير أن يكتمل عقد الفريق الذهبي بالفوز باللقب الآسيوي لهذا الموسم مع الوضع في الاعتبار وجود منافسين أقوياء وعلى رأسهم شقيقه السد الذي وصل لثمن النهائي وصاحب لقبين في البطولة القارية وكان آخر فريق عربي يتوج باللقب عام 2011.

الكأس الغالية تبتسم للبطل

عانى البطل كثيراً قبل أن تبتسم له أغلى الكؤوس وأغلى البطولات، كأس الأمير المفدى في موسم 2016، حيث ظل يتودد إليها منذ صعد إلى دوري الكبار، لكنها ظلت بعيدة عنه حتى استطاع أن يخطب ودها بقوة وبإصرار وبسيناريو مثير حيث تقدم السد بهدفين للاشيء حتى الدقيقة 70 عندما استطاع الدحيل خطف الهدف الأول ثم نجح في إدراك التعادل في الدقيقة 77.

وجاءت قمة الإثارة والمتعة في ركلات الجزاء الترجيحية التي ابتسمت أيضاً للدحيل وقررت منحه شرف معانقة أغلى لقب وضمه إلى خزينته للمرة الأولي في تاريخه.

آخر ألقاب كأس ولي العهد

كتب الدحيل اسمه بأحرف من ذهب عندما لحق بنخبة الأندية القطرية وكبارها وحقق الفوز بكأس سمو ولي العهد في نسختها الأخيرة موسم 2013 قبل أن تتحوّل إلى كأس قطر لينضم البطل إلى قائمة الشرف وقائمة العمالقة الذين نالوا شرف الفوز باللقب الغالي.

وحقق الدحيل اللقب الغالي في موسم 2013 بعد أن تأهل كونه وصيف الدوري، والتقى في نصف النهائي مع الجيش ثالث الدوري، وحقق الدحيل الفوز 2-1 وسجل هدفيه لويز مارتن ونام تاي هي.

والتقى الدحيل في المباراة النهائية مع السد، واستطاع الفوز 3-2 وسجل أهدافه إسماعيل محمد وعادل لامي ويوسف المساكني ليتوّج للمرة الأولى في تاريخه باللقب الكبير.

طرف ثابت في كأس قطر

يعتبر الدحيل مع الجيش والسد الفرق الثلاثة التي شاركت في كل نسخ بطولة كأس قطر منذ انطلقت 2014 وحتى الآن، كما كان الطرف الأساسي في المباراة النهائية 3 مرات متتالية، ونال شرف الفوز باللقب مرة واحدة موسم 2015 والوصيف 2014 و2016، ولم يتأهل للمباراة النهائية للمرة الأولى الموسم الماضي.

بطل سوبر

يحسب للدحيل أنه كان مع السد أول الفرق التي خاضت مباراة السوبر القطري موسم 2014، صحيح أنه لم يحقق اللقب في المرة الأولى وخسر 2-3 أمام السد وحصل على لقب الوصيف، لكنه بات أول فريق يحقق لقب السوبر مرتين متتاليتين حيث ثأر من السد في 2016 وهزمه 4-1، وفي 2017 فاز على الريان 2-0 واحتفظ باللقب.

الدمج زاد الدحيل قوة

في الموسم الحالي 2017 /‏ 2018 وبعد قرار دمج لخويا مع الجيش تغيّر اسم النادي للمرة الثالثة وأصبح (الدحيل) ومع هذا الدمج أكثر قوة وفاز الدحيل مع بلماضي بالدوري ليصل إلى اللقب السادس بعد موسم قوي ومتميّز محققاً رقماً استثنائياً وقياسياً فريداً، وينجح خلال فترة وجيزة في الاقتراب كثيراً من السد أكثر الأندية تتويجاً بطلاً للدوري برصيد 13 لقباً، وربما لن تكون السنوات القادمة طويلة لكسر أرقام السد القياسية من جانب الدحيل إذا استمرّ بنفس هذا النهج، وعلى درب البطولات والانتصارات، ليظلّ في القمة كما بدأ مشواره مع الكرة القطرية، ويملك الدحيل من الإمكانيات والقدرات ما يؤهله أن ينافس على المزيد من الألقاب والبطولات المحليّة ولكن تبقى البطولة الآسيوية ولقب دوري أبطال آسيا هدفاً استراتيجياً للدحيل يسعى لتحقيقه خاصة في النسخة الحاليّة بعد أن حقق العلامة الكاملة في المباريات الخمس الأولى من دور المجموعات.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X