المحليات
دراسة حديثة تتوقع ارتفاع المعدلات إلى 24%.. أطباء لـ الراية:

زيادة الإصابة بالسكري.. جرس إنذار

الغذاء السليم وممارسة الرياضة ضرورة لتجنب الإصابة

الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 تركز على الوقاية

كتب – عبدالمجيد حمدي:
حذر عددٌ من الأطباء من خطورة الاستمرار في ممارسات وعادات حياتية يومية تسهم في زيادة معدلات الإصابة بالسكري الذي يتسبب في مضاعفات كبيرة على صحة الإنسان ويكبد القطاع الصحي الكثير من الأعباء المالية من خلال الإنفاق على المرض ومضاعفاته.

وأشاروا إلى الدراسة الحديثة التي نشرها باحثون من وايل كورنيل للطب – قطر والتي تتوقع أن تشهد قطر زيادة لافتة ومقلقة في أعداد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني خلال العقود القليلة المقبلة، وأن تبلغ نسبة المصابين بالمرض المزمن 24% من القطريين بحلول عام 2050، مقارنة بنحو 17% في عام 2012، تعتبر ناقوس خطر وبمثابة جرس إنذار لاتخاذ الحيطة والحذر.

وأكدوا لـ [ أن الإصابة بالسكري من الأمور التي يمكن التعامل معها والعمل على تجنبها من خلال تبني نمط حياة صحي قائم على الغذاء السليم وممارسة الرياضة، لافتين إلى أن هذا الأمر يعتمد على الإرادة والعزيمة لدى الفرد، وأن مثل هذه الدراسات التي تحذر من الوصول إلى 24 % معدل الإصابة بالمرض عام 2050 لا تعتبر مسألة محسومة ولكنها مجرد توقعات وعلى الرغم من ذلك يجب أن نأخذها على مجمل الجد.

وأوضحوا أن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 تركز بشكل كبير على الوقاية وعلى تقليل معدل الإصابة بالأمراض المزمنة بشكل رئيسي، موضحين أن العيادات الذكية التي تنتشر في المراكز الصحية حالياً تُعد بمثابة استراتيجية فعّالة للحفاظ على صحة السكان والحد من معدلات الإصابة بالأمراض مستقبلاً وبالتالي تقليل الحاجة إلى توفير رعاية طويلة المدى وعالية التكاليف لعلاج المرضى المصابين بهذه الأمراض.

وكانت دراسة وايل كورنيل للطب – قطر قد توصلت إلى أن نسبة البالغين في قطر المصابين بمرض السكري من النوع الثاني قد ترتفع بمعدل 43% بحلول عام 2050 وأنه من المتوقع أن يرتفع العدد السنوي للإصابات الجديدة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 147 % بحلول عام 2050، كذلك من المتوقع أن يستنزف مرض السكري من النوع الثاني ثُلث النفقات الصحية الوطنية في قطر بحلول عام 2050، كما تتصدر السمنة قائمة مسببات وباء النوع الثاني من السكري، إذ تتسبب بثلثي مجمل الإصابات الجديدة بالمرض المزمن.
  

 
د. سامية العبدالله: العيادات الذكية توفر الكشف المبكر لتجنب الإصابة بالمرض

أكدت الدكتورة سامية العبدالله، استشاري أول طب الأسرة والمدير التنفيذي لإدارة التشغيل في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية قامت خلال الفترة الأخيرة الماضية بإدخال خدمة جديدة بالمراكز الصحية التابعة للمؤسسة تحت مسمى العيادة الذكية، لافتة إلى أن الهدف من هذه العيادة هو الكشف المبكر عن الحالات المرضية التي يمكن تجنبها كالسكري.

ولفتت إلى أن الدراسة التي تشير إلى إمكانية زيادة المصابين بالمرض خلال عام 2050 تعتبر بمثابة جرس إنذار للجميع لتبني نمط حياة صحي قائم على الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني الذي بالطبع سيسهم في تجنب العديد من الأمراض وفي مقدمتها السمنة التي تعد السبب الرئيسي للإصابة بالسكري.

وأوضحت أن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 تركز بشكل كبير على الوقاية وعلى تقليل معدل الإصابة بالأمراض المزمنة بشكل رئيسي، موضحة أن العيادات الذكية التي تنتشر في المراكز الصحية حالياً تُعد بمثابة استراتيجية فعّالة للحفاظ على صحة السكان والحد من معدلات الإصابة بالأمراض مستقبلاً وبالتالي تقليل الحاجة إلى توفير رعاية طويلة المدى وعالية التكاليف لعلاج المرضى المصابين بهذه الأمراض.

وأضافت أن آلية العمل بالعيادات الذكية تتضمن استدعاء الأشخاص الأصحاء إلى المركز الصحي التابعين له وإجراء فحوصات طبية شاملة والتعرف على التاريخ المرضي في العائلة خاصة لمن لديهم أشخاص مصابون بالسكري أو الضغط أو غيرهما من الأمراض وبالتالي فإنه يتم التعامل مع عوامل الخطورة التي تعتبر السبب الرئيسي في المرض والعمل على تجنب المرض بشكل عملي.

ولفتت مديرة التشغيل إلى أن مثل هذه العيادات تُعتبر آلية ناجعة للتعامل مع حالات ما قبل الإصابة بالسكري وبالتالي فإن آليات العمل بالقطاع الصحي تسير وفق رؤية محددة وتركز على تقليل الإصابات في المستقبل ولكن هذا الأمر لا يعد كافياً إذا لم يكن هناك إرادة وعزيمة من قبل الإنسان نفسه لاتباع أسلوب ونمط حياة صحي.
  

 

د. عبدالله الحمق: سجل وطني لوضع خطط أكثر فاعلية

قال الدكتور عبدالله الحمق المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري إن الإصابة بالسكري من الأمور التي يمكن التعامل معها والعمل على تجنبها من خلال تبني نمط حياة صحي قائم على الغذاء السليم وممارسة الرياضة، لافتاً إلى أن هذا الأمر يعتمد على الإرادة والعزيمة لدى الفرد، موضحاً أن مثل هذه الدراسات التي تحذر من الوصول إلى 24 % معدل الإصابة بالمرض عام 2050 لا تعتبر مسألة محسومة ولكنها مجرد توقعات وعلى الرغم من ذلك يجب أن نأخذها على محمل الجد.

وأشار إلى أن الخطوات والاستراتيجيات التي تتبناها وزارة الصحة قادرة على وقف الزيادة الكبيرة في الإصابة وكبح جماح المرض، لافتاً إلى أنه سيتم إجراء مسح شامل عن المصابين بالمرض في قطر بداية العام المقبل، وتسجيل الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة للإصابة بالمرض ومن ثم إنشاء سجل وطني للسكري وهو ما يساعد في تبني سياسات وخطط أكثر فاعلية للتصدي لمرض السكري.

ولفت إلى أنه عام 2008 تم إجراء مسح وطني عن السكري وتبين أن نسبة الإصابة كانت 16.7 % وتم بعدها بأربع سنوات إجراء مسح آخر واتضح أن النسبة ثابته ولم تتغير معرباً عن اعتقاده بأنه ستكون هناك زيادة خلال السنوات المقبلة بمعدل 1% أو 1.5 % وهي زيادة مقبولة في ظل زيادة عدد السكان والتقدم في العمر حيث يعتبر مرض السكري من أمراض الشيخوخة وكلما تقدم الإنسان في العمر كلما زادت نسب الإصابة.

وأضاف: بعد تطبيق الاستراتيجية الوطنية للسكري بما فيها من جهود وإجراءات فعلية على أرض الواقع سوف يكون لها مردود إيجابي في تخفيض معدلات الإصابة، حيث تتضمن الإستراتيجية برامج للتدخل بالنسبة للأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض أي التدخل قبل الإصابة وهو ما يسهم في المساعدة على منع الإصابة بالمرض من الأساس.
  

د. طارق توفيق: ضرورة تضمين المناهج برامج توعية

قال الدكتور طارق توفيق استشاري أمراض الباطنة والغدد الصماء إن التصدي لمرض السكري يبدأ من جميع أطراف المجتمع التي تضم الأسرة والمدارس والجامعات ومؤسسات الدولة المختلفة التي يجب أن تحرص على نشر التوعية الصحية بين منتسبيها، وكذلك توفير الإمكانيات اللوجستية مثل صالات الرياضة التي تسهم في تشجيع الجميع على ممارسة الرياضة والتي تعتبر العامل الرئيسي في الوقاية من الأمراض.

وأشار إلى أن السمنة تُعتبر العامل الرئيسي الأول في الإصابة بالسكري ومن هذا المنطلق يجب التركيز على التعامل مع هذا الأمر الهام الذي ينتشر بصورة كبيرة في المجتمع، موضحاً أهمية التركيز على الجيل الصغير والعمل على توعيته بأهمية ممارسة الرياضة والحرص على أن تكون حصص التربية البدنية من الأمور التي يتم التركيز عليها بالمدارس.

وتابع: إن الاستراتيجية الوطنية للسكري تتضمن خطوات فعلية وإجراءات عملية على أرض الواقع للتعامل مع هذا المرض وإنه من خلال التطبيق الجيد لها ستظهر نتائج هذه الإستراتيجية خلال السنوات المقبلة في تخفيض معدلات الإصابة بهذا المرض الخطير الذي يتسبب في مضاعفات صحية كبيرة.

 وأوضح أن الرياضة يجب أن تكون جزءاً من تربية الإنسان من خلال الحرص عليها بالمدارس في حصص التربية البدنية وكذلك في المواد العلمية الأخرى التي يجب أن تركز على أهمية الالتزام بالهرم الغذائي الصحي أي أن المناهج الدراسية هي التي يجب أن تلعب الدور الأكبر في هذا النوع من التوعية الهامة التي سيكون لها تأثير إيجابي كبير.

وحذر د. توفيق من العادات الغذائية الخاطئة والفاست فود التي تسيطر على الكثير من عادات شرائح كثيرة في المجتمع والتي تتسبب في الإصابة بالسمنة ومنها إلى أمراض أخرى لاحقة كالسكري والكوليسترول وأمراض القلب.
  

 

 
د. إبراهيم الجناحي: التصدي للسكري والسمنة يتصدر الأولويات

أكد د. إبراهيم الجناحي أستاذ الأمراض السريرية بوايل كورنيل للطب – قطر ومدير مركز الأبحاث بمؤسسة حمد الطبية أن هناك الكثير من الدراسات والأبحاث حول السكري والسمنة في مؤسسة حمد الطبية ويتم تنفيذها خلال الفترة الحالية، موضحاً أن السكري والسمنة يعتبران من أولويات الاستراتيجية الوطنية للصحة.

ولفت إلى أن مثل هذه الدراسة تدق ناقوس الخطر حول نمط الحياة حيث إن السبب الرئيسي للإصابة بالسكري والسمنة هو نمط الحياة غير الصحي سواء من حيث الغذاء غير الصحي أو عدم ممارسة الرياضة أو النوم بانتظام وغيرها من طرق المعيشة وأنماط الحياة التي لا تصب في صالح تمتع الإنسان بصحة جيدة خالية من الأمراض بل على العكس تسهم في الإصابة بالمرض.

وأضاف أن الدراسة الجديدة يجب أن نستفيد منها في التركيز على أسباب الإصابة ومن ثم يمكن تجنب الوصول إلى النتيجة التي حذرت منها، موضحاً أن هذه الدراسات أيضاً تسهم في تعديل السياسات أو الاستراتيجيات التي يتم تبنيها من جميع جهات المجتمع بحيث يتم وضع السياسات والخطط المناسبة للتعامل مع هذا الأمر الهام بما يؤدي إلى تحسين الوضع الصحي بالمجتمع.

ولفت إلى أن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 تركز بشكل كبير على الوقاية من الأمراض خاصة الأمراض المزمنة التي تكبد الدولة والقطاع الصحي الكثير من الأعباء المادية والتي يمكن أن يتم الاستفادة من هذه الأموال لتحسين أمور أخرى لحياة صحية أفضل للجميع.
  

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X