آلاف الأسر تعرضت لأزمات حادة جراء الحصار
تنمية الوعي المجتمعي بإدارة الأزمات الأسرية
كتب ـ مصطفى عدي:
أكد عدد من الخبراء أن الحصار الجائر المفروض على قطر تسبب بالعديد من الأزمات الأسرية الحادة سواء كانت دائمة أو مؤقتة أو أزمات طارئة شملت عدداً من الأسر التي تعيش في دولة قطر من المواطنين والمقيمين، لافتين إلى أن الإحصاءات الرسمية أوضحت أن أكثر من مئتي ألف أسرة تعيش في دولة قطر من مختلف الجنسيات، كما أن أزمة الحصار شملت آلافاً من الأسر في دول الحصار، موضحين أن الأزمات الأسرية تتنوّع إلى حادة (الزوج والزوجة) وأزمات منفرجة بين الآباء والأبناء وأزمات مرنة بين عائلة وعائلة، وللأسف الشديد أن هذا الحصار الجائر خلق كل أنواع هذه الأزمات والتي يعمل على معالجتها من قبل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
جاء ذلك على هامش الاحتفال الذي نظمته المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي ممثلة في مركزي الحماية والتأهيل الاجتماعي «أمان» والاستشارات العائلية «وفاق» بيوم الأسرة القطري، حيث أقيمت ندوة علمية بعنوان «الأزمات الأسرية في ظل التغيرات المعاصرة.. الواقع والتحديّات» والذي جاء تحت شعار «صلابة أسر صمود قطر».
منصور السعدي: رفع الوعي المجتمعي بقضايا الأسرة
قال منصور السعدي، المدير التنفيذي بالإنابة بمركز الحماية والتأهيل الاجتماعي «أمان» خلال حديثه بالندوة، إن الاحتفال بهذه المناسبة دليل على اهتمام الدولة بالأسرة، لأن الأسرة هي الركيزة الأساسية لتكوين المجتمعات، كما أن الأسرة المتماسكة تعد نواة للتماسك الاجتماعي بوجه عام، ولا توجد أسرة لا تتعرّض على الأقل في مرحلة ما من مراحل حياتها لأزمة سواء كانت حادة أو بسيطة، فردية أو جماعية، مؤقتة أو دائمة، خارجية أو داخلية، وهنا تظهر طبيعة ومدى قوة ووحدة أفراد الأسرة وقدرتهم على التصدي لهذه الأزمة وتحقيق درجة عالية من التماسك الاجتماعي، وبالتالي تخرج الأسرة أقوى من قبل ليس فقط لتجاوز الأزمة، بل لوجود دروس مستفادة يمكن لجميع أفراد الأسرة التعلم منها.
وأضاف إن اختيار موضوع الندوة يعد اختياراً موفقاً خاصة أننا نعيش أزمات طارئة بسبب الحصار الجائر الذي فرض على دولة قطر، وأن إتاحة الفرصة لمركز أمان بالمشاركة مع مركز وفاق في هذه الندوة الهامة، وهذا المحور شديد الأهمية والخاص بالتدخلات النفسية والاجتماعية في الأزمات الأسرية يعكس اهتمام المجتمع المدني بدولة قطر بقيادة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي والمراكز المنضوية تحت مظلتها نحو دعم الأسر بكافة الوسائل المتاحة التي من شأنها تحقيق السلام الاجتماعي والتماسك الأسري.
وأكد أن في هذه الندوة الهامة لا بد من الحديث عن الأزمات الأسرية التي ظهرت نتيجة الحصار الجائر لأننا نعلم أن هناك أزمات دائمة وأزمات مؤقتة وأزمات طارئة والأخيرة شملت عدداً من الأسر التي تعيش في دولة قطر من المواطنين والمقيمين، علماً أن الإحصاءات الرسمية قد أشارت إلى أن أكثر من مئتي ألف أسرة تعيش في دولة قطر من مختلف الجنسيات، هذا وقد شملت أزمة الحصار الآفاً من الأسر في دول الحصار، وكما تمت الإشارة أعلاه فإن الأزمات الأسرية تتنوّع إلى حادة (الزوج والزوجة) وأزمات منفرجة بين الآباء والأبناء وأزمات مرنة بين عائلة وعائلة، وللأسف الشديد أن هذا الحصار الجائر خلق كل أنواع هذه الأزمات والتي يعمل على معالجتها من قبل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وبيّن أن المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي من خلال المراكز المنضوية تحت مظلتها تحرص على تعزيز خدمات التوعية المجتمعية بهدف رفع الوعي المجتمعي بقضايا الأسرة وأفرادها وتعزيز التماسك والاستقرار الأسري ما يساهم في حسن إدارة الأزمات الأسرية، والتوعية بضرورة غرس مبدأ تحمل المسؤولية بين أفراد الأسرة، فمثلاً تم تنظيم الحملات التي تساعد على تحقيق التوعية الوقائية في العديد من المجالات مثل ترشيد الإنفاق والحدّ من الاستهلاك الترفي، وتعزيز الوعي المجتمعي لتحقيق الأمان لكافة أفراد الأسرة.
راشد الدوسري: دعم الأسرة لمواجهة التحديات
قال راشد الدوسري، المدير التنفيذي لمركز وفاق، إن احتفال يوم الأسرة في قطر مناسبة طيبة لاستشعار دور وأهمية الأسرة في تماسك واستقرار المجتمع، ومن هذا المنطلق يأتي إيماننا العميق بضرورة دعم الأسرة بكافة السبل التي تعينها على مواجهة التحديات والأزمات التي قد تعصف بكيانها وتهز منظومتها القيمية، وتهدد توازنها وبنيانها، وتمنعها من أداء رسالتها السامية، ومن هنا جاء اختيارنا لموضوع هذا العام «إدارة الأزمات الأسرية الواقع والتحديات»، حيث فرض هذا الموضوع نفسه على الساحة القطرية والخليجية وعلى النسيج الاجتماعي للأسر، فهي فرصة ثرية تجمعنا مع نخبة من الخبراء والمختصين في مجال العمل الاجتماعي والأسري لمناقشة وتبادل الآراء والأفكار، والاستفادة من الخبرات والتجارب، والوقوف على أفضل الإجراءات والممارسات والأساليب العلمية والمهنية للتعامل مع الأزمات الأسرية وكيفية إدارتها واحتوائها، بما يضمن تنمية وتعزيز الصلابة الأسريّة والتماسك والاستقرار في المجتمع القطري وبما يدعم رؤية قطر الوطنيّة 2030.
آمال المناعي: نقص الوعي يقلل فرص حل الأزمات الأسرية
أوضحت آمال المناعي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، أن أسرة اليوم تعيش وتتأثر في عالم يتغير بسرعة مذهلة ويعيش الإنسان في بيئة اجتماعية طالتها مشكلات التغيير السريع، وأن الكثير من العمليات الاجتماعية بدأت بدورها تنطلق على هواها، متذبذبة بعنف جامح، مقاومة كل جهد لتوجيهها، وفي نظر المتشائمين، تلك هي حالة الأزمة الأسرية لأنها تعيش في محيط اجتماعي وتكنولوجي لا يستطيع أن ينظم إيقاعات سرعة التغيير إلى الحد الذي بعده يفتقد القدرة على التحكم فيه.
وأضافت: إن نقص الوعي والإدراك أو عدم المعرفة وقلة الخبرة بكيفية التعامل مع الأزمات الأسرية يعتبر من أهم العوامل التي تقلل من فرص الوصول إلى الحلول الصحيحة لتلك الأزمات أو النجاح في إدارتها بالشكل العلمي المطلوب، كما أن نقص الوعي في حد ذاته يلعب دوراً كبيراً أيضاً في ظهور تلك الأزمات.
ومن هنا تتضح أهمية وضرورة تنمية الوعي المجتمعي بإدارة الأزمات الأسرية، من خلال إكساب الأفراد والأسر والمؤسسات الاجتماعية المعلومات والمعارف والمهارات المتصلة بكيفية التعامل مع أزماتها المختلفة بالشكل الصحيح، إلى جانب كيفية الاستعداد الجيد للأزمات المتوقعة التي تعترض مسيرة حياة الأسرة بما يكفل حماية وتحصين أفراد الأسر من أضرارها والوقاية منها.
ولما كانت الأزمات الأسرية الحادة من جانب آخر تؤثر على مختلف مناحي الحياة ويشكل استمرارها بالضرورة تهديداً لأمن واستقرار الأسرة وأهدافها الموضوعية، فإن الامر يتطلب تضافر وتكامل جهود وأدوار كافة المؤسسات الاجتماعية المسؤولة لمواجهة واحتواء تلك الأزمات ودرء المخاطر المترتبة عليها ويقتضي ذلك بالضرورة توظيف خبرات تلك المؤسسات وتنظيم أدوارها المختلفة واستثمار وحشد كافة مواردها المادية والبشرية من أجل مواجهة التغيرات المتسارعة للأزمات الأسريّة.