كتبت – هناء صالح الترك:
أطلقت جامعة قطر أمس دار نشر خاصّة بها تهدف إلى دعم وتطوير التعليم والبحث العلمي والإنتاج الفكري والثقافي في الجامعة عبر نشر وتوزيع الكتب والأبحاث والمجلات العلمية المحكمة بالعربية والإنجليزية، وفي مختلف الحقول العلمية وفق رؤية محلية وشراكات عالمية.

وتعدّ دار النشر الجديدة (QU PRESS) التي أعلن عن تفاصيلها أمس خلال مؤتمر صحفي، مؤسسة غير ربحية، تعمل تحت مظلة الجامعة لتلبية حاجتها وحاجة المكتبات ومراكز البحوث في قطر والعالم في مجال النشر العلمي والأكاديمي في حقول العلوم والتكنولوجيا والطاقة والصّحة، إضافةً إلى بقية حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية ذات العلاقة بالأولويات الوطنية وبرؤية قطر 2030 لبناء مجتمع المعرفة والتقدّم.

وقالت د.مريم المعاضيد، نائبة رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، رئيسة المجلس الاستشاري لدار النشر الجديدة، إن الدار ستعمل على تعزيز الحوار حول القضايا المعاصرة والحرجة التي تهم المجتمع في قطر بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، وستقدّم للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من جامعة قطر مواد عالية الجودة للتدريس والتعلم.

وأضافت إن الدار ستدعم جهود جامعة قطر لإعداد جيل قادر على المشاركة في عملية التنمية الوطنية وتحقيق التطلعات الوطنية نحو اقتصاد قائم على المعرفة، وذلك بتحسين نوعية الأبحاث والتعليم والبرامج الأكاديمية، وترفع من كفاءة الطلاب والباحثين وتقوّي دور الجامعة في إنجاح برامج التنمية المستدامة للمجتمع.

رفع التصنيف
ونوّهت د.مريم المعاضيد إلى أن الدار ستسدّ فراغاً كبيراً في الإنتاج العلمي باللغة العربية، وتعزّز الإنتاج الأكاديمي القطري والعربي الأصيل وتصبح محط أنظار الباحثين والطلاب من كل الأرجاء.
وتوقعت أن تساهم الدار في رفع تصنيف الجامعة على المستويين العربي والعالمي وفي دعم مؤشرات أدائها الأساسية، وحفظ ملكيتها الفكرية وحقوقها وبراءات اختراعها وحمايتها من الانتحال أو التزوير وما إلى ذلك من إيجابيات تساعد في تحقيق تميز الجامعة الأكاديمي، وتعزّز شراكاتها وتُعرّف بمنتجاتها العلميّة المبدعة على أوسع نطاق.

وحول طبيعة الإنتاج العلمي المتوقع للدار، أوضحت أن الدار ستتولّى منتجات مراكز البحوث والكليّات وأطروحات الطلاب ووقائع المؤتمرات والمشاريع وتترجم بعض الكتب والمقالات الأجنبية الهامّة وما إليها، وترفد أنشطة المكتبة الوطنية ومؤسسة قطر ومركز الجزيرة للدراسات ومعهد الدوحة وغيرها من المؤسسات الرائدة، مضيفة إن الدار ستساعد مراكز البحث التابعة لمختلف وزارات الدولة وقطاعات الصناعة والصحة والجهات الخاصّة وغيرها.

ولفتت إلى أن تزامن إطلاق دار النشر مع احتفال البلاد بالافتتاح الرسمي لمكتبة قطر الوطنية، خير دليل على مدى الاهتمام الذي توليه الدولة للعلم والثقافة، وبناء مُجتمع المعرفة.
  
 
د.طلال العمادي: ضمان دقة المخطوطات العلمية

حاضنة للأفكار
وقال الدكتور طلال العمادي، رئيس تحرير دار النشر، «إن تأسيس دار نشر جامعة قطر يأتي دعماً لدور الجامعة كحاضنة للأفكار والابتكار ما انعكس في التزامها بجودة التعليم وكفاءة البحوث وذلك لزيادة المعرفة وتلبية احتياجات المجتمع وتطلعاته».

 وأضاف: سيتم استثمار دار النشر لضمان دقة المخطوطات العلمية والمجلات المراجعة من قبل المتخصصين وقراءتها واعتمادها، كما سيكون للدار شراكات مع مؤسسات عالمية رديفة وستحتل مكانها بين دور النشر الجامعية المعروفة وأولها اتحاد دور النشر الجامعي العالمي الشهير بهدف الامتثال لمعايير النشر الدوليّة.

 وفي رد على سؤال لـ الراية أكد د.العمادي أن مراحل العمل في الدار تتمحور على 4 مراحل أساسيّة، المرحلة الأولى الكتب العلمية والتقارير، المرحلة الثانية المجلات العلمية والبحوث، والمرحلة الثالثة ترجمة الكتب وتعزيز الشراكة والتعريف بالمنتجات العلميّة المبدعة بالإضافة إلى التركيز على الكتب الإلكترونية والمجلات.
  

 
د.فاضل السعدوني: تسويق الإنتاج العلمي لأساتذة الجامعة

وقال د.فاضل السعدوني، أستاذ باحث في مركز العلوم التطبيقية، نائب لجنة تأسيس دار النشر لجامعة قطر لـ الراية، إن مشروع الدار جارٍ العمل عليه منذ سنتين تقريباً، والفكرة أن الجامعة الآن بدأت تتنج كمية من الفكر، وهناك عدد كبير من الأساتذة يؤلفون الكتب أو ينشرون أبحاثاً في مجلات علمية محكمة، فجاءت الفكرة بإيجاد طريقة لتسويق هذا الفكر، وتم تأسيس دار نشر للجامعة.

وأضاف: الدار سوف تعنى بالدرجة الرئيسية بالتركيز على المواضيع المهمة لدولة قطر مثل المواضيع التي تتعلق بالأمن الغذائي والأمن المائي والأمن السيبراني والأمراض والبيئة والدراسات الصحراوية، وستركز على الأولويات البحثيّة والعلميّة الخاصّة بالدولة.