
بقلم – أحمد علي الحمادي :
يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم بسورة الشورى: “وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ” سورة الشورى: آية (38). تُعتبر الشورى من المصطلحات الإسلامية التي تُستخدم بكثرة، خاصة في علم الإدارة وخصوصاً عند الحديث في الأمور المتعلقة باتخاذ القرارات، والشورى تعني أخذ رأي أهل العلم والدراية والخبرة واستشارتهم في الأمور التي تحتاج إلى تحديد رأي، وهي الأخذ برأي الجماعة واعتماده، وللشورى أهمية كبرى، ولهذا أكد عليها الإسلام واعتبرها من المناهج الثابتة في التعامل بين الناس وفي النظر في الأمور، ولقد ورد في القرآن الكريم سورة كاملة سميت بسورة الشورى.
وقد ورد أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشاور أصحابه رضي الله عنهم في الأمور التي تنزل بالمسلمين، ولا يكون فيها نص شرعي يجب اتباعه، وإنما النظر والفكر والخبرة بالحياة والناس والتجارب والحس والمشاهدة. فقد قال أنس رضي الله عنه: «استشار رسول الله الناس في الأسرى يوم بدر، فقال: «إن الله قد أمكنكم منهم»، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «يا رسول الله اضرب أعناقهم»، فأعرض عنه رسول الله، ثم عاد… فقام أبو بكر رضي الله عنه: «يا رسول الله، نرى أن تعفو عنهم، وأن تقبل منهم الفداء…».
كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد، وذكره ابن كثير في تفسيره لآية 67 من الأنفال. وقال معظم العلماء: إن الشورى عبادة، وبحث عن الحق والصواب، ووسيلة للكشف عن المواهب والقدرات، واختبار لمعادن الرجال، وجمع للقلوب وتأليف بينها على العلم والخير والإيمان، وتربية للأمة، وبناء لقواها الفكرية، وتنسيق لجهودها، وإفادة من كل عناصرها، وإغلاق لأبواب الشرور والفتن والأحقاد.
مجرد رأي
نتمنى من جميع المدارس والوزارات والمؤسسات الصناعية والتجارية تأسيس لجان استشارية مركزية تتبع الإدارة العليا فيها من النخب الأكاديمية والمتقاعدين وأصحاب الكفاءات لكي تزدهر وتساهم في تنمية المجتمع بكل ما هو مُثرٍ ومفيد.