متابعة – صفاء العبد:

هل ننتظر بطلاً جديداً لبطولة كأس قطر في نسختها الخامسة التي تنطلق في دورها نصف النهائي غداً السبت؟.. الإجابة مؤجلة طبعاً، فنحن هنا نتحدث عن كرة القدم التي لا تعترف بالثوابت أبداً على الرغم من أن النسخ الأربع السابقة ظلت حكراً لثلاثة فرق فقط هي الجيش، الذي كان قد تم حله ودمجه مع لخويا مع نهاية الموسم الماضي، والدحيل بمسمّاه السابق لخويا وأخيراً السد الذي توج بالنسخة السابقة منها..

وربما يكون من المفارقات أن ينحصر نهائي هذه البطولة في النسخ الثلاث الأولى منها بين فريقين فقط هما الجيش ولخويا وكلاهما ينتميان إلى المنظومة العسكرية حيث تمكن الجيش من أن يتوّج بطلاً في النسختين الأولى والثالثة عامي 2014 و 2016، وكان في كلتاهما قد فاز على لخويا في النهائي بينما تمكن الأخير من أن يُحرز هذا اللقب مرة واحدة فقط، وكان ذلك في النسخة الثانية منها عام 2015 قبل أن يضع السد اسمه في القائمة الذهبية في الموسم الماضي عندما تغلب على الجيش أيضاً.. والملاحظة هنا تتحدّد في أن فريق الجيش كان الأكثر حضوراً في هذه البطولة قبل أن يُصار إلى حله حيث تواجد في النهائي منذ انطلاقتها في نسختها الأولى وحتى الموسم الماضي وهو ما يُحسب طبعاً لفريق كان قد نجح في أن يكون ركيزة مهمة وأساسية من ركائز المنافسة في كل بطولاتنا المحلية وبشكل خاص في بطولة كأس قطر على الرغم من حداثة عهده مع الكبار..

أما اليوم، وبعد أن غادرنا الجيش عقب دمجه مع لخويا، فإن الترقب يبدو على أشده بحثاً عن بطل النسخة الخامسة الحالية من هذه البطولة.. وقبل ذلك فإن الترقب يبدو كبيراً أيضاً بحثاً عن هوية الفريقين اللذين سيخوضان المباراة النهائية..

فمع أن أغلب الآراء تذهب إلى أن الدحيل، بطل الدوري، والسد، الوصيف، هما الأكثر قرباً لخوض المباراة النهائية المقرّرة يوم الجمعة المقبل إلا أن الأمر قد يكون هكذا إذا ما عدنا للتذكير بأننا نتحدّث عن كرة القدم التي لا تعترف بأي أحكام مسبقة وأن نتائجها قد تأتي في بعض الأحيان مختلفة تماماً مع كل ما سبقها من توقعات أو تكهنات..

قد تبدو الآراء تلك هي الأقرب إلى المنطق من حيث الإمكانات الفنية التي تتمتع بها الفرق الأربعة، وربما هي الأقرب عملياً إلى واقع الحال عطفاً على ما قدّمته الفرق الأربعة في دوري هذا الموسم، لكننا نعود لنُذكر من جديد بأن مباريات الكؤوس تختلف في الكثير من تفاصيلها عن مباريات الدوري ومن هنا سيكون علينا أن لا نتسرّع في الأحكام وأن لا نجعل من نتائج الدوري مؤشراً لوحده لإصدار أي تكهنات أو توقعات في هذا الجانب.. وربما يكون مهماً جداً هنا أن نُذكر بما حدث في النسخة السابقة من هذه البطولة عندما اتفقت كل الآراء تقريباً على أن لخويا، قبل دمجه مع الجيش، والحاصل على لقب الدوري يومها هو المرشّح بكل قوة للانتقال إلى المباراة النهائية على حساب الجيش الذي يواجهه في نصف النهائي.. غير أن الذي حدث هو أن فريق الجيش استطاع أن يقلب كل تلك التوقعات من خلال فوزه على لخويا بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة ذات طابع تكتيكي بحت رجّحت فيه كفة مدرب الجيش يومها صبري لموشي على كفة مدرب لخويا جمال بلماضي ليقود فريقه إلى النهائي.. وما حدث في تلك المباراة سبق أن حدث في مناسبات عديدة سواء على مستوى بطولاتنا المحلية أم بطولات الكؤوس في كل مكان.. والأمر هذا تحديداً هو من يجعلنا نتحاشى أي تكهنات مسبقة بشأن ما يمكن أن تنتهي إليه مثل هذه المباريات. وفي الحقيقة أن كل ذلك يصب في مصلحة البطولة لأنه يزيدها إثارة ويرفع من درجات الترقب بشأن مبارياتها أو بما يمكن أن تنتهي إليه من نتائج . من هنا نقول إن أي تكهنات بما يمكن أن يحدث يومي غد في مباراة السد والريان أو بعد غد في مباراة الدحيل والغرافة لا يعدو أن يكون مجرد انطباعات عامة قد لا يكون لها أي نصيب على أرض الواقع وأكثر فإن النتائج قد تأتي مخالفة لها تماماً..

في كل الأحوال نقول إننا إزاء مباراتين من المباريات التي يصعب التكهن بنتيجتيهما.. فحتى لو افترضنا جدلاً بأن هناك بعض المؤشرات الفنية التي يمكن أن ترجّح كفة فريقين على آخرين في نصف النهائي إلا أن علينا أن لا ننسى بأن الأمر يبقى مرتبطاً باجتهادات المدرّبين ومدى جدارة كل منهم في التعامل مع مباريات الكؤوس خصوصاً أن التجارب السابقة كانت قد أكدت أن بين المدربين الأربعة من يجيد التعامل مع مباريات الدوري أكثر من إجادته التعامل مع مباريات الكؤوس وربما ينطبق ذلك بدرجة أو بأخرى على مدرب الدحيل جمال بلماضي أكثر من غيره إلا إذا استطاع هذه المرة أن يثبت العكس..!

وفي المقابل فإن مدرب السد البرتغالي فيريرا قد يبدو الأكثر حنكة وتجربة في هذا الجانب بينما ننتظر ما يمكن أن يفعله مدرب الريان الدنماركي لاودروب ونظيره في الغرافة التركي بولنت خصوصاً أن كلاً منهما سيكون أمام الاختبار الأصعب لكليهما حتى الآن ..

احذروا التوقعات

إن ما يجعلنا نحذر كثيراً من أي توقعات هو أن حتى مباريات الدوري التي سبق وأن جمعت بين هذه الفرق لم تكن لتحسم الأمور على صعيد مثل هذه التوقعات.. فمع أن الدحيل كان قد فاز على الغرافة بخمسة أهداف لهدف في القسم الثاني إلا أن التعادل بينهما كان حاضراً في القسم الأول إضافة إلى أن سلسلة النتائج الإيجابية التي سجّلها الغرافة في الجولات الأخيرة تعكس واقعاً جديداً للفريق، واقعاً يمنحه كل الحق في التطلع نحو إمكانية الفوز على الدحيل في مباراة بعد غد الأحد.. والقول نفسه ينسحب نحو فريقي السد والريان.. صحيح أن القراءة الفنية يمكن أن ترجّح السد وخصوصاً بعد أن فقد الريان أحد أبرز أوراقه الهجومية المهمة جداً وهو هدّاف الفريق عبدالرزاق حمدالله الذي يغيب بسبب الإصابة، إلا أن الصحيح أيضاً هو أن مباراتي الفريقين في الدوري كانت قد عكست الكثير من التقارب وهو ما جعلهما يتبادلان الفوز حيث فاز الريان ذهاباً بهدفين لهدف بينما فاز السد إيابا بهدفين نظيفين..