الدوحة – قنا: انطلق أمس معرض “أبيض وأسود” للمصور أحمد الخليفي في مقر المركز الشبابي للهوايات بالمؤسسة العامة للحي الثقافي، ومن المزمع أن يستمر المعرض لمدة شهر حيث يقدّم لزائريه لحظات أحادية مؤثرة استقت جمالياتها من ثقافات متعدّدة جابت عواصم بلدان كثيرة منها قطر وأمريكا وتركيا والصين والبوسنة. وفي هذا المعرض يحول الفنان الفوتوغرافي أحمد فهد الخليفي بعدسته مشاعر الناس في معترك الحياة إلى لقطات محفورة في الذاكرة دون تحوير، فحين تتوقف عدسته في لحظات مختارة تسجّل صورة إنسانية مليئة بالعبر والخيال الفني عبر مسافات ومساحات شاسعة طوتها عدسته لتحفظ مشاهد مختلفة مؤثرة تشع جمالاً. ويقدّم المعرض الذي تحتضنه المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” حوالي 60 صورة التقطتها عدسته بعفوية وحريّة مجرّدة من الألوان الطبيعية، فقد جعلها الخليفي تحاكي ذاكرة الإنسان البسيطة باللون الأبيض والأسود وهو العنوان الذي اختاره لمعرضه “أبيض وأسود” رغبة منه في أن تصل هذه اللقطات، التي استغرقت منه سنوات طويلة إلى قلب ووجدان المشاهد، ليكون سفر العدسة في أرجاء العالم هو البطل الذي ينقل نبض الإنسان وحركته في الحياة كما هي دون تزوير أو تجميل، ويكون المتلقي الحكم على الصورة كما تراها ذاكرته الإنسانية.
وأوضح الفنان أحمد الخليفي أن المعرض يُعد الأول من نوعه لمصوّر قطري بشكل “ستريت فوتوغرافي” جاء نتاج سنوات طويلة قضاها في أشهر عواصم العالم ومنها الدوحة، متنقلاً بين أرجائها لإبراز الصورة كما هي في مفهوم الناس وتجريدها من المفهوم الشائع الآن وهو الاعتماد في أغلب الأحيان على صور الانستغرام ووضع علامة الإعجاب تحتها فقط، ونزعها من الأبعاد الجمالية والفلسفية للصورة وما تحمله من معانٍ إنسانية، هي أبعد بكثير مما تقدّم به وما تريد أن تصل إليه.