لا ظالم ولا مظلوم في مباراة الريان والسد

حكم الساحة هو صاحب القرار في الملعب ومن حقه رفض قرار حكم الفيديو

حوار – أحمد سليم:

شهد نصف نهائي كأس قطر تطبيق تقنية الفيديو (VAR) لأوّل مرة وبصورة رسميّة في البطولات الكبيرة، والتي أعقبتها إثارة كبيرة خاصة في مباراة السد والريان، حيث تمّ تطبيقها على 3 حالات أحدثت جدلاً كبيراً بإلغاء هدفين لكل من السد والريان، وعدم احتساب ركلة جزاء للريان، الراية  الرياضية حاورت بدر بلال نجم منتخبنا الوطني السابق ومقدّم برنامج الحكم على قنوات الكاس، ليتحدث بشكل مفصل عن هذه الحالات، وأكّد بدر بلال أن تقنية الفيديو لم تظلم الريان أمام السد في المباراة التي أدارها طاقم التحكيم القطري بقيادة سلمان فلاحي، وكانت جميع القرارات التي تمّ اللجوء فيها لحكم الفيديو عبدالرحمن الجاسم صحيحة ولم يتعرض أحد للظلم، وكشف كابتن بدر بلال أسرار التجرِبة الجديدة في الحوار التالي:

• بداية كيف ترى القرارات التي اتخذت لـ (VAR) في مباراة السد والريان بكأس قطر؟

– جميع القرارات التي طلبها حكم الفيديو في لقاء السد والريان صحيحة بنسبة 100%، ولم يتعرض أي فريق للظلم والـ (VAR) حقّق العدالة في هذه المباراة، ومن يرى أن الريان تعرض للظلم لا يرى إلا بعين (أحمر وأسود).

• لكنْ هناك جدل كبير بسبب هدف مُلغى وركلة جزاء للريان ما تعليقك؟

– لا وجود لركلة جزاء للريان، خاصة أن حكم الفيديو أعاد اللعبة لوجود لمسة يد واضحة على محمد علاء، ولكن اللبس حدث عندما تحدث الجميع عن لعبة عبدالكريم حسن، وإذا لم يكن محمد علاء لمس الكرة بيده، كان لابد من احتساب ركلة جزاء للريان، لأنه كان هناك مجازفة من عبدالكريم حسن في محاولة لقطع الكرة، ولكن حكم الفيديو قراره جاء صحيحاً بوجود لمسة يد على علاء بصورة متعمدة، لأن الوضع التشريحي ليده كان «غير طبيعي»، وبالتالي هنا يجب أن ننسى اللعبة الثانية لأنه لا وجود لها بوجود خطأ في اللعبة الأولى، كما أن لعبة إلغاء الهدف كان لتسلل سبستيان سوريا الذي لم يره الحكم ولا المساعد وبالتالي القرار سليم.

• لماذا أعاد الحكم اللعبة ولم تستمر المباراة طالما أن ركلة الجزاء غير صحيحة، حتى لا يهدر الوقت؟

– حكم الفيديو أعاد لعبة ركلة الجزاء لأنه يوجد خطأ مؤثر؛ لأن هناك لعبة أخرى أوضحت للناس أن هناك ركلة جزاء للريان، فكان يجب قطع الشك باليقين، ومع احترامي، بعض النجوم والمحللين «يفتي» من دماغه بدون سند أو لائحة لأن الـ «فيفا» هو المشرّع ويجب على المحللين والنجوم القدامى الاطلاع على التعديلات الجديدة ومواكبة التطور من أجل توصيل الرسالة للمشاهد بشكل صحيح، خاصة أنه في آخر سنتين تمّ تشريع لوائح وقوانين جديدة للعبة.

• هل يجوز لحكم الفيديو العودة لأي لعبة رغم مرور وقت طويل؟

– دائماً تقنية الفيديو تتدخل في أي وقت ومن حق حكم الفيديو الإشارة لوجود خطأ لأنه لا يوجد استئناف للعبة جديدة، وبالتالي يعود الحكم للعبة الأولى، وهو ما حدث في بطولة العالم للأندية 2016 في مباراة لريال مدريد بعد أن اكتشفوا وجود ركلة جزاء بعد دقيقتين و39 ثانية، ولكن اللعبة كانت قد انتهت.

• ما هو الحل في حال تأخر تقنية الفيديو وسجل الطرف الآخر هدفاً؟

– من حقّ حكم الفيديو العودة للعبة الأولى طالما لم يتخذ حكم الساحة قراراً جديداً في لعبة أخرى، وبالتالي إذا احتسب الحكم هدفاً لا يجوز العودة للعبة الأولى حتى في حال وجود خطأ، وقبل أيام قليلة تسببت تقنية الفيديو في حدوث واقعة مثيرة في الدوري الألماني خلال مباراة ماينز وفرايبورج بعدما أنهى الحكم الشوط الأول ولكن حكم الفيديو أقرّ بوجود ركلة جزاء ليستدعي الحكم الفريقين من غرف خلع الملابس بين شوطي اللقاء لاحتساب ركلة جزاء، وهو خطأ فادح لأن المادة الخامسة في لوائح التحكيم تؤكد أنه لا يجوز للحكم العودة في قراره بعد إطلاق صافرته، لأنه يعتبر استأنف لعبة أخرى، وهناك تعليمات جديدة، للحكم تتطلب منه أن يتريث وينتظر ماذا سيحدث حتى لا يستعجل ويطلق صافرته.

• إذاً لماذا حكم الساحة لا يتخذ قرار إيقاف اللعب مباشرة؟

– الفيديو لا يتدخل إلا في لعبة راحت ما شاهدها الحكم، وحكم الساحة هو صاحب القرار النهائي، وإذا شكّ حكم الساحة في أي لعبة له الحق أن يوقف اللعب وأن يطلب من حكم الفيديو أن يتأكد من اللعبة لاتخاذ القرار المناسب، كما أن لحكم الساحة الحق في عدم الأخذ بقرار حكم الفيديو، وهذه التقنية جاءت لإنصاف الفريقين حتى لا يخرج فريق مظلوم بسبب خطأ تحكيمي.

• هل للاعبين الحق بالتدخل ومطالبة الحكم باللجوء للفيديو؟

– لا، فهذا لا يجوز وانتشر مؤخراً أن اللاعبين هم من يطلبون بالعودة للفيديو، وهذا كلام «فاضي» لأن البرتوكول الجديد لتقنية الفيديو لم يقرّ مثل هذه الأمور، وقد يعرض ذلك اللاعبين للعقوبات.

• ما مدى رضائك عن تجربة الفيديو؟

– ناجي الجويني المدير التنفيذي لإدارة التحكيم باتحاد الكرة، أكد أنه تواصل مع الـ «فيفا» واطلعهم على التجربة القطرية من خلال فيديو للمباراة، وأكد لنا أن الفيفا أشاد بالتجربة وعندما يأتي مدير دائرة الحكام في الفيفا وهو السويسري ماسيمو بوساكا ويؤكد أن التجربة ناجحة فهي كذلك؛ لأنه لايوجد مجال للمجاملات في الفيفا لأنه هو المشرّع الأول للقوانين، وهو أيضاً من يطلب تطبيق تقنية الفيديو ويجب علينا مواكبة التطور، وعندما طبقنا تجربة الحكم الإضافي كأول دولة كان هناك حملة على إدارة الحكام وبعد فترة تقبل الجميع الفكرة، وفي كأس العالم القادمة سيتم تطبيق تجربة الفيديو، وهي فرصة لحكامنا خاصة أن حكمنا عبدالرحمن الجاسم سيتواجد كحكم فيديو.

• لماذا تمّ استبعاد الحكم الإضافي بوجود حكم الفيديو المساعد؟

– تواجد الحكم الإضافي كان هدفه مساعدة الحكم وبالتالي استبعاده طبيعي لأن حكم الفيديو لديه القدرة على مساعدة الحكم ويكشف كافة أرجاء الملعب.

• ما الذي تحتاجه التجربة بعد الظهور الرسمي الأوّل؟

– التجربة نفذت بشكل احترافي، ولكن يبقى فقط تسريع اتخاذ القرار، والتفاهم بين حكم الساحة وحكم الفيديو ومخرج المباراة حتى يكون القرار في نفس اللحظة، وفي مباراة السد والريان التأخير لم يكن من حكم الفيديو ولكن الصورة كانت تأتي للحكم متأخرة وبالتالي التجربة في حاجة للصبر لكي تنجح وسوف تثبت نفسها قريباً، وعلى اللاعبين أن يقوموا بدورهم في الملعب، وأيضاً الجماهير يجب أن تتقبل التجربة.

برنامج الحكم في معسكر حكّام المونديال بإيطاليا

قال بدر بلال إن برنامج الحكم يشارك حالياً في معسكر حكام المونديال في إيطاليا بدعوة من دائرة الحكّام في الفيفا لتغطية آخر معسكر للحكّام قبل المونديال والمنعقد في الفترة من 15-28 أبريل الجاري، بمشاركة حكمنا الدولي المساعد سالم طالب، وهو البرنامج الوحيد الذي يتمّ دعوته للمشاركة في معسكرات حكام الفيفا منذ 7 سنوات، وذلك لثقة الفيفا الكبيرة، وسوف يُشارك برنامج الحكم في معسكر الحكام الذي ينعقد قبل انطلاق مونديال روسيا في الفترة من 3-12 يونيو المقبل.

نهائي طموح

أكد بدر بلال أن مباراة الدحيل والسد ستكون بمثابة نهائي طموح بين فريقين كبيرين، فالسد يكطمح للتتويج بعدما فقد لقب الدوري، كما أن الدحيل يريد تأكيد أنه الأفضل طوال هذا الموسم، ولكن المباراة صعبة، وتفاصيل صغيرة قد تحسم المواجهة بينهما.