كتب – محمود الحكيم:

يلعب الفنان فالح فايز بطولة الفيلم السينمائي «امرأة في زمن الحصار»، والذي سيُعرض في عيد الفطر المبارك، حيث يرى أن هذا الفيلم سيمثل إضافة قوية إلى السينما القطرية. وكشف فالح في حوار لـ الراية  تفاصيل دوره في الفيلم والذي يمثل التجربة الأولى له في عالم السينما، مُطالباً في سياق آخر مؤسسة الدوحة للأفلام أن تصحح مسارها وأن تركز اهتمامها لدعم حركة السينما القطرية وأن تعطي مساحة أكبر من الاهتمام بالإنتاج المحلي. وفي سياق متصل أعرب عن تأسفه بسبب توقف الإنتاج الدرامي القطري مُناشداً التلفزيون بأن يعود سيرته الأولى في هذا الجانب وأن يحيي الدراما التلفزيونية من جديد.. فإلى التفاصيل.

  • كيف تصف أولى تجاربك السينمائية في فيلم «امرأة في زمن الحصار» ؟

– بالتأكيد تجربة مميزة جداً، وأنا مهتم جداً بأن تخرج بمستوى مميز واحترافي، وفي الحقيقة فهذه ليست التجربة السينمائية الأولى لي فحسب بل لأغلب الفنانين المشاركين بالعمل حتى الفيلم نفسه يعد أول فيلم روائي قطري طويل يُعرض في دور السينما. والتعويل الأكبر لنا على الجمهور لأن الفيلم جماهيري سيرى النور عبر الشاشات الكبيرة في قطر في عيد الفطر المبارك. وقد وضعت إيكوميديا خطة لعرضه في دور السينما القطرية وبعض الدول العربية والأوروبية بجانب المشاركة في المهرجانات الدولية، وعرضه على القنوات التلفزيونية وتطبيقات الهواتف الذكية.

  • وماذا عن دورك في الفيلم ؟

– أجسد دور الجد الذي يتحمل جزءًا كبيراً من المأساة بعد موت ابنه ومنع زوجة الابن من العودة إلى أبنائها. وقد جمعتنا عدة جلسات عمل مكثفة بالمخرج والسيناريست للحديث عن تفاصيل الشخصية التي أضع كل تركيزي فيها، وهي دور رئيسي ومحرك أساسي في الأحداث. ويشاركني في البطولة عبدالله غيفان ومحمد أنور ومحمد الصايغ وعلي الخلف وعبدالله المبارك وأسرار محمد وندى أحمد والطفلة مياسة المالكي. وهو قصة د. هاشم السيد وسيناريو وحوار طالب الدوس وإخراج محمد عبداللطيف ومدير التصوير بشير نمري والمنتج المنفذ غادة شكور وإنتاج شركة إيكو ميديا للإنتاج الفني.

  • ما الهدف أو المغزى من وراء هذا الفيلم ؟

– العمل يتحدث عن قضية إنسانية تجسدها عائلة قطرية لديهم ابن متزوج من امرأة إماراتية وفجأة حدث الحصار وقد عانت أسرة الابن كثيراً بسبب هذه الأزمة وأنا ألعب دور والد هذا الشاب القطري وجد أبنائه ويجسد دور ابني محمد أنور وزوجته الفنانة أسرار محمد والحفيدان يجسدهما عبدالله مبارك والطفلة مياسة المالكي. ويجسد دور أم زوجة ابني هدى المالكي، وأخواها محمد الصايغ وعلي الخلف. وأما الفنان عبدالله غيفان فيلعب دور صديقي المقرب من السعودية. والحقيقة أن أجواء التصوير احترافية ومميزة والمخرج يتحرى الدقة في كل مشهد حتى إن المشهد الواحد يستغرق 3 ساعات لكي يلتقطه من عدة زوايا. كما أن الأداء العام للممثلين ممتاز. ومدة الفيلم 90 دقيقة. وسننتهي من تصويره يوم الخميس المقبل.

  • في رأيك ما أهمية هذا الفيلم للحركة السينمائية المحلية ؟

– الفيلم يمثل إضافة قوية إلى حركة السينما القطرية؛ وهو كما أسلفت أول فيلم روائي قطري طويل يُعرض في دور السينما. ولعل أهم ما يميزه أنه يتعامل مع أزمة الحصار من الناحية الإنسانية، وهذا يُعد توثيقاً لمرحلة تاريخية مهمة في مسيرة الوطن. وهذا هو دور الفن في التعامل مع الأحداث الكبرى والمؤثرة ليس لمجرد المشاهدة فقط ولكن لتبقى في ذاكرة الأجيال ليستلهموا منها الدروس والعبر. لاسيما في هذا العصر الذي تعتبر وسائل الإعلام فيه من أهم مصادر المعلومات بما تقدمه من أعمال درامية وفنية تجذب فئات كبيرة من المشاهدين خاصة الشباب.

  • ما هي أسباب تأخر مسيرة السينما القطرية ؟

– أكاد أقول إنه لا وجود للسينما الطويلة إلا فيما ندر ولذلك فالأمر يحتاج إلى وقفة تصحيحية نعيد من خلالها تقييم مواطئ أقدامنا في هذا الطريق ونبعث الروح في هذا الفن المهم الذي يمثل قوة ناعمة لا يستهان بها فالسينما الطويلة تعد من أذرع التأثير الفاعلة والتي يجب التنبه لها والعمل على تدعيمها. ولا أستطيع أن أسمي الأفلام القصيرة التي نراها على الساحة أعمالاً سينمائية لأن السينما الحقيقية هي التي تصنع للتقديم في دور العرض وتنجح في استقطاب الجمهور وحملهم على أن يسعوا إليها بشغف.

  • وما الجهة المنوط بها القيام بهذا الدور الداعم للسينما في قطر؟

– مؤسسة الدوحة للأفلام لأنها المؤسسة التي أنشئت بالأساس من أجل هذا الهدف لكنها للأسف بعدت عنه ولم تحقق منه شيئاً إلى الآن، وأنا وغيري من الفنانين لا نعرف عن الأعمال التي تقدمها أي شيء فكل اهتمامها بأفلام المهرجانات التي تقدم للصفوة ، أو إنتاج أفلام أجنبية أو لجهات خارج قطر، أو على أحسن الظن إنتاج أفلام قصيرة لشباب قطريين ولا ندري أيضاً عن أعمالهم شيئاً. وهذا المسار عموماً يحتاج إلى تصحيح لأنها ابتعدت عن الدور المرسوم لها وهو دعم صناعة السينما في قطر وهو ما لم يحدث حتى الآن.

  • المؤسسة تقدم الكثير من الأعمال والمهرجانات السينمائية. فما وجه اعتراضكم؟

– قلت سلفاً إنها تستهدف من أعمالها المهرجانات وليس الجمهور وتهتم بالخارج أكثر من الداخل ولذا فأنا أرى أن هناك خللاً في بوصلتها يجب عليها إصلاحه ، فإن أهل الدار أولى بخيرها ، ونحن أولى بالاهتمام والدعم وإنتاج الأفلام من الأجنبي. وهي ترى أن السينما المحلية لا وجود لها من الأساس ولكنها لم تحرك ساكناً لتغيير هذا الواقع المرير. وأنا أقولها بكل شفافية يجب أن يكون توجه مؤسسة الدوحة للأفلام نحو إحياء والنهوض بصناعة السينما في قطر أولاً وقبل كل شيء، وأما الجهات الأجنبية فستجد لها بديلاً عن دعم مؤسسة الدوحة للأفلام بينما نحن هنا لا نجد البديل. ونحن لا نطلب الكثير نحتاج إنتاج فيلم واحد احترافي كل عام يعرض في السينمات ويتم الترويج له بشكل جيد.

  • هل الدوحة للأفلام تتحمل المسؤولية وحدها ؟

– بالطبع لا ولكنها تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، كما أناشد أيضاً شركات الإنتاج الخاصة أن تدخل على خط إنتاج الأفلام السينمائية لإثراء هذه الصناعة المهمة.

  • وماذا عن الدراما التلفزيونية ؟

– للأسف الشديد، نحن نفتقد وجود الدراما التلفزيونية في قطر، والحقيقة أنها العامل الرئيسي لصناعة النجم الجماهيري لأن الناس تعرف الممثلين عبر الشاشة الصغيرة أولاً وبعدها تتابعهم عبر خشبة المسرح أو غيرها ولذلك فإن توقف الدراما القطرية وضع ستاراً بين الممثلين القطريين والجمهور. وقد تخلى التلفزيون عن دوره في هذا الجانب ويجب أن يعود سيرته الأولى لإنتاج المسلسلات وإحياء الدراما القطرية من جديد. ولقد كان من تبعات هذا الفراغ الذي تركته الدراما أن اتجه الفنانون إلى اليوتيوب ليقدموا أعمالهم من خلاله مثل غانم السليطي وفالح فايز وسالم المنصوري وغيرهم.