أطروحات الفنانين على طاولة وزارة الثقافة
العلي: الملتقى فرصة للتشاور وعرض الآراء المتعددة
مسرحيات الموسم اجتذبت ما يقارب 40 ألف متفرج
المسرح القطري سيشهد حضوراً على الساحة الخارجية
الملا: ما أنفقناه على الموسم المسرحي يوازي موازنة مهرجان واحد
الكواري: دورنا يتبلور في التخطيط والمتابعة والتمويل

- وزير الثقافة يتحدث إلى المسرحيين
- صلاح الملا وجاسم الكواري أثناء مناقشتهما مع الحضور
كتب – أشرف مصطفى
عقدت وزارة الثقافة والرياضة أمس الملتقى السنوي للمسرح بحضور جمع كبير من الفنانين والمسرحيين والمهتمين مع مسؤولي وزارة الثقافة في مسرح قطر الوطني تحت شعار (المسرح مرآة)، وذلك ضمن سلسلة ملتقيات تقدمها الوزارة مع الفنانين من مختلف التخصصات الإبداعية.
وفي كلمة له خلال الملتقى أكد سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة أن هذا الحدث السنوي المخصص للمسرح يُعد فرصة للتشاور بين الجميع سواء من جانب مسؤولي الوزارة أو من المسرحيين، لتكون محصلة الآراء والمعالجة لمختلف القضايا بآراء متعددة تدفع المسرح إلى الأمام، منوهاً إلى أن هناك العديد من الملتقيات التي سوف تعقد لمناقشة القضايا التي تخص كافة الفنون، وأضاف أن هذا ما يتيح تحقيق آليات واضحة وشفافة سواء كان الأمر في مجالات المسرح أو الموسيقى أو الفنون البصرية والسينما وغيرها من الفنون.
تقييم التجربة
وقال سعادته إنه مع انطلاقة رؤية الوزارة “نحو مجتمع واع بوجدان أصيل وجسم سليم” كنّا أمام خيارين، إما أن نواصل تجربة سابقة ونتوقع نفس النتائج وإما أن نطرح بدائل جديدة وفي نفس الوقت نقيّم تجربتنا، وهذا ما يتم حالياً، مؤكداً أن الحركة المسرحية شهدت حراكاً كبيراً خلال الموسم المنتهي من حيث الكم والكيف، الأمر الذي برهن عليه عودة الجمهور للمسرح حيث اجتذبت المسرحيات التي عرضت في الموسم ما يقارب 40 ألف متفرج. وقال سعادته إن توجهات الدولة ورؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى تقوم على أساس الاهتمام بالمسرح مع إعطائه مكانته المستحقة، وأكد أن الوزارة تسعى لوضع المسرح القطري على الخريطة العالمية وأن يكون مثالاً يُحتذى في المنطقة العربية والعالم. بما يضمن مسايرة النجاحات التي تحققها الدولة في كافة المجالات. ووعد وزير الثقافة والرياضة بالعمل الجاد نحو تحقيق حضور للمسرح القطري على الساحة الدولية، ليس فقط من خلال المشاركة في المهرجانات بل بتوفير فرصة لعرض المسرح القطري على خشبات المسارح للجمهور خارج قطر، مؤكداً أن الوزارة لا تمانع دعم عرض مسرحيات قطرية متميزة ذات مواصفات فنية راقية ترقى لتقديمها أمام جمهور عالمي سواء في لندن أو اسطنبول أو غيرهما من العواصم والدول الأخرى. هذا وقد أكد سعادته على أن العمل جار حالياً على جعل المسرح القطري مثالاً في عالمنا العربي والإسلامي والعالمي خاصة في ظل غياب مسرح جاد يخدم الأوطان وقال إنه على الرغم من تألق المسرح القطري في ظل الحصار الجائر على دولة قطر إلا أن هذه النجاحات لم ترض طموح الوزارة بعد التي تسعى دائماً نحو الأفضل.
سلسلة ملتقيات
وكان الملتقى السنوي الأول للمسرح قد بدأ بكلمة للسيد أحمد جاسم الكواري مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والرياضة أكد خلالها أن الملتقى السنوي للمسرح هو جزء من سلسلة ملتقيات تقدمها الوزارة مع مختلف التخصصات مثل ملتقى الكتاب وملتقى الشعراء وملتقى الموسيقيين وملتقى التشكيليين وذلك للتواصل المباشر مع أصحاب الشأن في كل تخصص والاستماع إلى ما يطور الحركة الثقافية والفنية في قطر، وأوضح أن دور إدارة الثقافة والفنون يتبلور في التخطيط الاستراتيجي والمتابعة والتمويل مع مراعاة مسؤولية الإدارة في التقييم المستمر لأعمالها للخروج بتوصيات تؤخذ بعين الاعتبار. كما تناول خلال كلمته دور الإدارة في توفير بيئة مناسبة لأداء مسرحي راق.
حصاد الموسم
وفي كلمة له أعرب الفنان صلاح الملا مدير مركز شؤون المسرح عن سعادته بنجاح الموسم المسرحي في تجسيد رؤية وزارة الثقافة والرياضة في تقديم مسرح يعالج قضايا المجتمع ويُعبّر عنه جيداً، مشيداً بجهد المسرحيين على مدار هذا الموسم ولافتاً إلى أن دور المركز انحصر في العمل الإداري لتهيئة الجو والدعم اللوجستي والمالي للمسرحيين تحقيقاً لرؤية الدولة في دعم كل مجالات الإبداع والابتكار، ووجه الملا التحية إلى جميع المسرحيين الذين عملوا بإخلاص وجهد لتحقيق الحراك المسرحي في قطر، مشيراً إلى أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لأحد الأعمال المسرحية هو تقدير من سموه للمسرح ولجميع المسرحيين الأمر الذي يُحتم على الجميع بذل المزيد من جهوده لتطوير المسرح. وحرص مدير مركز شؤون المسرح على استعراض حصاد الموسم المنتهي متطرقاً إلى الأعمال التي شهدها مسرح قطر الوطني على مدار عام وحقق حضوراً جماهيرياً كبيراً بلغ ما يقارب 40 ألف مشاهد، وأكد على أن مركز شؤون المسرح وضع معايير وآليات محددة لتتويج الفائزين في الموسم بكل شفافية، على عكس ما جاء في انتقادات البعض والتي تركزت في القول بعدم وضوح المعايير، وشرح للحضور آلية عمل لجان التقييم حيث تم العمل بطريقة غير تقليدية على المستوى التحكيمي فقام كل محكم بإبداء رأيه في العروض على حدة وبشكل سري ودون العلم من باقي أعضاء اللجنة بما جاء في تقييم كل منهم، فيما اكتفى المركز برصد تلك النتائج وجمعها ومن ثم إعلانها، منوها في الوقت ذاته إلى أن هذه المعايير ليست نهائية ويمكن أن يتم تعديلها في الموسم القادم وفق ما تجده الوزارة في صالح المسرح القطري. كما استعرض الملا ما قام به مركز شؤون المسرح من ورش عمل في مجالات المسرح المختلفة وإنشاء فرقة الدمى المسرحية والاهتمام بالمسرح الجامعي وكذلك بمسرح الطفل في فعالية عيالنا على المسرح في اليوم الوطني، معلناً أن المركز سوف يعلن قريباً عن خطته للموسم الجديد بما يحقق طموحات المسرحيين، كما هنأ الملا أول دفعة من خريجي قسم المسرح في كلية المجتمع معرباً عن أمله في أن يكونوا رافداً للحراك المسرحي.
الاستماع للفنانين
هذا وقد استمع سعادة وزير الثقافة والرياضة خلال الملتقى السنوي لآراء وأطروحات المسرحيين التي تناولت العديد من الجوانب مثل أهمية الاهتمام بمسرح الطفل أو المشاركات الخارجية، فضلا عن إعادة النظر في طريقة تقييم الموسم المسرحي والاهتمام بالفرق الأهلية وغيرها من أمور تساعد في نهضة المسرح القطري، حيث رد سعادته على مختلف الأطروحات واعداً بالعمل على تحقيق مطالب المسرحيين ودراسة جميع المقترحات بما يحقق صالح الحركة المسرحية. كما حرص كل من مدير إدارة الثقافة والفنون ومدير مركز شؤون المسرح على الرد على أسئلة الحضور ومنها ما استفسر عنه الفنان خالد الزيارة حول غياب المسرح القطري عن الفعاليات الخارجية، حيث أجابه الفنان صلاح الملا بأن هناك استعدادات للمشاركة في العديد من الفعاليات الخارجية وذكر منها مهرجان المسرح الجامعي في عمان الأسبوع المقبل، ومهرجان المسرح العربي في الأردن فضلاً عن المشاركة في العديد من الفعاليات العربية والدولية فيما قبل، فيما شارك المسرح القطري مؤخراً في مهرجان المسرح الشبابي في الكويت. وتساءل الفنان علي ميرزا عن أسباب غياب الفرق الأهلية، فيما قال مدير مركز شؤون المسرح إن الفرق الأهلية لم تقدم خلال الموسم الأعمال التي تتماشى مع رؤية الوزارة وشعارها القائل “نحو مجتمع واع بوجدان أصيل وجسم سليم” وحول دمج فرقة الغد المسرحية مع فرقة الوطن قال إن ذلك يرجع لسبب ترخيص الفرقة الذي منحها 3 سنوات ينبغي أن تقدم فيها عدداً معيناً من الأعمال وأن يكون لها عدد معين من المنتسبين وهو ما لم يتم فتم دمجها مع فرقة الوطن لتكون فرقة واحدة قوية.
كما طرح الفنان محمد الصايغ أزمة الممثل النجم، منوهاً إلى أن سبب غياب الجمهور عن بعض الأعمال المسرحية يرجع لعدم العمل على صناعة الممثل النجم الذي تستطيع الدراما التلفزيونية إنجابه ومن ثم تحظى أعماله بالحضور الجماهيري، كما استفسر الصايغ عن أسباب حجب جائزة أفضل ممثلة أولى، وعن الآلية والمعايير التي يتم من خلالها اختيار الفائزين، وأجابه الفنان صلاح الملا بأن هناك حداً أدنى من الدرجات التقييمية يجب أن يحصل عليها من يحصد الجائزة وهو ما لم يتوافر في عنصر التمثيل النسائي بجائزة أفضل ممثلة أولى فضلاً عن أن الأعمال المشاركة خلت من الدور الأول للممثلات باستثناء عمل واحد فقط.
كذلك فقد طرح الفنان سعد بورشيد عدداً من الاستفسارات حول المعايير التي تم من خلالها اختيار الفائزين بجوائز الموسم المسرحي مطالباً بالإعلان عنها وعن أعضاء لجنة التحكيم، كما انتقد وضع عدد من الأسماء ضمن اللجنة لها صلة ببعض العروض التي تم تقديمها ضمن الموسم، وعبر عن استيائه عن غياب مهرجان المسرح الذي قال عنه إنه بدأ في مستهل بداية المسرح الخليجي منذ عام 1979، فيما أكد الفنان صلاح الملا أن أسماء لجنة التحكيم معروفة سلفاً وتم الإعلان عنها من قبل، بينما قد تم استثناء من لهم صلة ببعض العروض من أعضاء لجنة التحكيم من تقييم تلك الأعمال، وأكد الفنان صلاح الملا أن معايير اختيار العروض كانت واضحة للجميع منذ البداية حيث طالبت الوزارة المسرحيين بالعمل على إعادة الجمهور إلى المسرح من خلال طرح أعمال تتماس مع قضاياهم، وهو ما نجح فيه المسرحيون، حيث تمكنوا من تحقيق نسب حضور عالية جداً وتبشر بمستقبل متميز للمسرح القطري، وأكد الملا أن الموازنة التي كانت تنفق في مهرجان مسرحي واحد، توازي ما تم إنفاقه خلال موسم مسرحي متكامل شهدته الساحة على مدار عام كامل بما فيه إنتاج عدد من العروض المسرحية الجماهيرية، وكذلك تحديث البنية التحتية للمسرح وتطوير المعدات الفنية، وغيرها من الأمور التي كانت تحتاج إلى مراجعة، علماً بأن الموسم المسرحي أصبح يمتد على مدار العام ويحقق حضوراً جماهيرياً كبيراً، فيما يتم الاحتفال في نهايته باليوم العالمي للمسرح ويتم توزيع الجوائز على المتميزين بعد أن تمكنوا من إمتاع الجمهور على مدار الموسم وهو ما يُعد مهرجاناً حقيقياً طوال العام.