الكأس الغالية .. مشوار حافل بالإثارة والمتعة
السد صاحب الرقم القياسي والخور المفاجأة الوحيدة

متابعة: بلال قناوي
تعد بطولة كأس قطر استمراراً تاريخياً لبطولة كأس سمو ولي العهد، وبطولة كأس المربع الذهبي، حيث مرّت البطولة الغالية بعدة مراحل، حيث بدأت باسم المربع الذهبي لموسم واحد في 1995، ثم أصبحت بطولة كأس سمو ولي العهد من موسم 1996 وحتى 2014، حيث أصبحت كأس قطر.
ومنذ نسختها الأولى وحتى نسخة 2008 كانت البطولة بنظام الذهاب والإياب في نصف النهائي، واعتباراً من بطولة عام 2009 أصبح الدور نصف النهائي بمشاركة الفرق الأربعة من مباراة واحدة يتأهل الفائز منها إلى المباراة النهائية مباشرة.
وقد ساهمت البطولة الغالية في تطور كرة القدم عبر تاريخها الطويل الذي قارب العقدين من الزمن ببلوغها 19 موسماً لتشهد مسيرتها منعطفاً نوعيّاً بولادة بطولة جديدة عملاقة تحمل اسماً غالياً على الجميع وهو اسم «كأس قطر».
وأقيمت النسخة الأولى لكأس قطر في الموسم 2013 / 2014، وتوج باللقب الأول فريق الجيش بعدما تغلب على الدحيل في المباراة النهائية بركلات الترجيح 4 / 3 عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.
ويعتبر السد صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها سواء كبطولة كأس ولي العهد أو كأس قطر، وحققها 6 مرات وهو من أكثر الفرق وصولاً إلى النهائي برصيد 8 مرات وحقق لقب الوصيف مرتين، ويأتي الريان في المركز الثاني برصيد 4 القاب وحقق الوصيف 3 مرات، وجاء الغرافة وقطر في المركز الثالث برصيد 3 ألقاب لكل منهما، وحققها العربي والوكرة والخور مرة واحدة.
ويُعد الدحيل من الفرق التي نالت شرف الفوز باللقب تحت مسمّى كأس ولي العهد وهو آخر من حقق اللقب موسم 2013 قبل أن تتحول إلى كأس قطر، وأيضاً حقق اللقب بمسمّاه الجديد كبطولة كأس قطر موسم 2015، وحقق الجيش اللقب بمسمى البطولة الجديدة وهو أول من انتزع الكأس موسم 2014 و2016.
وشهدت البطولة مفاجآت كثيرة منذ انطلاقها، لكن أكبر المفاجآت كانت فوز الخور باللقب موسم 2005، وتأهل للمشاركة في البطولة للمرة الأولي بوصفه صاحب المركز الثالث، وحقق الخور نتائج مدوية في البطولة الغالية هذا الموسم الذهبي، حيث هزم الريان وصيف الدوري 4-1 وتأهل للنهائي وهزم الغرافة بطل الدوري وقتها 2-1. ونال شرف الفوز باللقب منذ 1995 وحتى الآن 9 فرق هي: السد والريان والغرافة والعربي والوكرة وقطر والخور والدحيل والجيش.
تطور كبير في اللوائح
أقيمت النسخة الأولى للبطولة التي انطلقت تحت مسمى بطولة «كأس المربع الذهبي» في موسم 1994- 1995 بمشاركة أندية المربع الذهبي لبطولة الدوري وهي الأندية الأربعة الأولى بالدوري وكانت آنذاك العربي والغرافة «الاتحاد سابقاً» والريان والشمال، وفاز بكأسها الريان، وكانت تقام بنظام الذهاب والإياب، حيث يلتقي الأول مع الرابع والثاني مع الثالث في الدور قبل النهائي، ثم ألغي الإياب بعد ذلك لتخفيف الضغوط على الفرق بسبب ضغط روزنامة للموسم، وفي موسم 2012 أقيم الدور نصف النهائي والنهائي دون وقت إضافي، لتجنيب اللاعبين الضغط والإرهاق مع انطلاق تصفيات كأس العالم 2014، وعاد الوقت الإضافي منذ الموسم سواء في نصف النهائي أو النهائي.
ومرّت المباراة النهائية أيضاً بعدة مراحل حيث تطبيق نظام الهدف الذهبي الذي دخل حيّز التنفيذ في موسم 99، وحقق الوكرة الفوز بالهدف الذهبي على الغرافة (2-1)، كما طبّق نظام الهدف الفضي لعدة مواسم، وحسمت به البطولة أيضاً مرة واحدة موسم 2004 عندما فاز قطر على السد 2-1.
الدحيل والجيش يقلبان الموازين
شهدت البطولة في مسمّاها كأس ولي العهد في موسم الأخير 2013، ثم كأس قطر في موسمها الأول 2014، تطوراً قلب كل الموازين السابقة بانضمام الدحيل والجيش على خط المنافسة على كل الألقاب بما فيها كأس ولي العهد، ثم كأس قطر والتي شهدت سيطرة الجيش والدحيل قبل أن يعود السد وينضم للمنافسة ويحقق اللقب الموسم الماضي.
تحفة فنية رائعة مستوحاة من العلم القطري
الكــــأس صنعــت من الياقــوت والــذهــب
تستحق كأس قطر أن تكون تحفة فنية رائعة بعد أن صنعت بأيد وطنية من أجل البطولة الغالية كأس الفخر والعز، فالهوية الوطنية كانت هي الأساس وراء فكرة إقامة البطولة.
والكأس الغالية التي ظهرت للنور للمرة الأولى في 2014 صمّمت بأيد قطرية، وتم تصنيعها في أحد المصانع القطرية من الياقوت كونه أقرب إلى لون علم قطر، كما تم تصنيعها من الذهب، ويبلغ وزنها 5,8 كيلو جرام، كما وضعت على واجهة الكأس خريطة دولة قطر.
وكأس قطر تحفة فنية رائعة مستوحاة من علم قطر «الأدعم»، وصنعت في عام 2014، وقاعدة الكأس عبارة عن تسع زوايا تمثل الأسهم التسعة للعلم القطري، واستخدم في تصنيعها 732 حبة من الحجر الكريم المعروف بالياقوت أو الروبي. وتحمل هذه القاعدة تحفة ذهبية من عيار 18 قيراطاً، تتشكّل من 3 أسهم مضلّعة تشير إلى الولاء إلى الله.. الوطن.. الأمير.. وتم حفر النشيد الوطني على سهمين من الأسهم الثلاثة، بينما حمل السهم الثالث خريطة دولة قطر بمضلّعات سداسيّة، تمثل كرة القدم واسم البطولة.
وتزن الكأس 5.5 كلج وترتفع 50 سم، هذه الكأس فكرة وصناعة قطرية متكاملة، أبدعها عيسى الهتمي وأشرف على تنفيذها طارق النعمة، وحفْر النشيد الوطني فكرة أحمد الحرمي، وقام بخطه الفنان التشكيلي علي حسن.