الســـودان يعـتزم سحــب قواتـــه مـن اليمـن
القوات السودانية مكشوفة الظهر ولم تحصل على رواتبها
الخرطوم – عادل صديق:
كشفت مصادر سودانية مطلعة لصحيفة أخبار اليوم السودانية عن معلومات شبه مؤكدة ببروز اتجاه قوي لدى قيادة الدولة لسحب القوات المسلحة السودانية من حرب اليمن بعد اتخاذ قرار مشاركتها استجابةً لقرارات الجامعة العربية ولتعزيز التضامن بين دولها الأعضاء فضلاً عن الإسهام في إعادة الشرعية اليمنية المفقودة كما وصفته المصادر التي جلست إليها (أخبار اليوم).
المصادر المطلعة ذكّرت بالوقفة القوية للشعب السوداني خلف القرار، قرار المشاركة وقد بدا عودة لروح التضامن مع دول الحلف بالغة الأهمية والإستراتيجية للسودان في قضاياه الداخلية والإقليمية والدولية، ووصفت المصادر المطلعة الإجماع حول المشاركة بالنادر.
وبعد نحو عامين أو يزيد على قرار المشاركة في حرب اليمن، أشارت المصادر إلى تنامي روح واتجاه عامين مطالبين بسحب القوات السودانية من حرب اليمن إثر دعم دول بالحلف لمصر غير المشاركة التي حظيت كذلك بزيارة سعودية عالية المستوى لم تحظ بها الخرطوم قريباً رغم مواقفها عطفاً على إفادات المصادر المطلعة التي أكدت نبل مقاصد المشاركة وعدم رهنها بمقابل، وزادت المصادر المطلعة أن هناك تنامياً واضحاً لدوائر المطالبة بالانسحاب من حرب اليمن شملت نواباً بالمجلس الوطني وكتاب رأي، الأمر الذي وضع الحكومة في مواضع ضغوط ومواجهة الرأي العام ومطالبتها بذكر الأسباب لاستمرار المشاركة في حرب اليمن، الأمر الذي أفضى لبروز خيار الانسحاب أمام القيادة وفقاً لإفادة المصادر المطلعة نزولاً للتيار الجارف. المصادر المطلعة عددت أسباباً أدت لبروز اتجاه سحب القوات من حرب اليمن لحمتها وسداتها: تطاول أمد الحرب بلا طائل وكلفتها الإنسانية الباهظة وخسائرها الفادحة في كافة الصعد، غير تأثيرها السالب على العلاقات بين الشعبين السوداني واليمني، وزادت المصادر أسباباً لبروز اتجاه الانسحاب من حرب اليمن كالأجندة الخاصة لدى بعض دول التحالف بإنشاء قواعد وتشكيلات عسكرية في اليمن ومنطقة القرن الإفريقي لضمان سيطرتها هناك.
خذلان المقاومة
وتعديداً وليس حصراً لأسباب بروز اتجاه الانسحاب من حرب اليمن، ذكرت المصادر أن دول التحالف خذلت المقاومة اليمنية الحية بحرمانها من أدوات وعتاد دونهما لا تقوم للمقاومة قائمة وأشارت المصادر المطلعة بصورة خاصة لمجموعة تعز والجيش الوطني، مما أذكى الحرب وأطال أمدها الأمر الذي عرض القوى المناط بها إعادة الشرعية للاستهداف،وجعلها هشة غير قادرة على البقاء بما ينبغي أن تكون عليه، ويزيد من طين المشاركة بلة كما تقول المصادر عدم وجود بارقة أمل لحل سياسي يلوح في الأفق بل تصعيد أحادي ليس من سبيل معه لخلق مسار للتفاوض مع الحوثيين.
الأزمة الاقتصادية
وأشارت المصادر كذلك لما أسمته بخذلان دول التحالف للسودان في أزمته الاقتصادية، حيث أجبرت ندرة الوقود السودانيين للاصطفاف لساعات طوال أمام مضخات الوقود، ويصطف الجنود السودانيون المشاركون في حرب اليمن في صفوف المعركة الأمامية في أكبر مفارقة يدفعون بسخاء السوداني المعهود لسداد كلفة الحرب بالمقاتلة والمدافعة وحده بينما الذين يفترض أن يسندوننا قاموا بخذلاننا، وبالفم المليان قالت المصادر المطلعة إن القوات السودانية في حرب اليمن مكشوفة الظهر.
حتى الرواتب
وفجرت المصادر مفاجأة حول أوضاع القوات السودانية في حرب اليمن بعدم صرف جنودها لرواتبهم، لتشكل هذه المفارقات عطفاً على إفادة المصادر ضغوطاً على الحكومة لمواجهة الموقف بما ينبغي واستشعار القيادة بعدم تقديم التحالف ما يجب تقديمه وبلغ التقاعس كما أسمته المصادر إلى عدم دفع رواتب جنود القوات السودانية رغم الأداء المتميز بشهادة الجميع، وعن موقف دول التحالف من أزمة الوقود، تعجبت المصادر من رد فعلها تجاه الأزمة مشيرة إلى أن وصول باخرة نفط من الصين يستغرق بضعة وعشرين يوماً، بينما وصولها من إحدى دول التحالف لا يتعدى بضع ساعات. كما قالت المصادر إن الاستهداف الحوثي الصاروخي ليس بعيداً عن السودان ووارد حدوثه كما عبر البعض عن هذه المخاوف، غير الاستهداف، كشفت المصادر المطلعة عن ضغوط دولية وأممية لتصنيف دول التحالف في قوائم سوداء تبلغ تهمها جرائم حرب جراء تطاول حرب اليمن، واختتمت المصادر إفاداتها التي لها ما بعدها، بوصف الشعب السوداني بالمسالم وبالصديق للشعب اليمني.