ترجمات
تقنيات ووسائل بسيطة تجعلهم يتكيفون معه

ساعــدوا أطفــالكم عــلى هــزيمة القــــلق

كيف تجعل بعض التقنيات الأطفال أكثر قدرة على التعامل مع القلق؟

أعداد متزايدة من الأطفال يعانون من نوبات هلع واكتئاب

التغلب على القلق يمكن الطفل من اتخاذ القرارات وتجنّب المواقف الخطيرة

تشخيص أعراض القلق يساعد في تحديد كونه مشكلة لطفلك أم لا

يمكن مساعدة الأطفال الذين يعانون رغم أنهم لا يتحدثون عن مخاوفهم

العلاقات الصحية القوية مع الآباء تساعد في خلق أطفال مرنين

عندما يتحدث طفلك عن مخاوفه لا تقلل من شأنه ولا تضخم همومه

استخدام وسائل التواصل وتطور الوعي عوامل تزيد من حدّة القلق

ترجمة-كريم المالكي:

القلق ظاهرة تطوريّة تعود إلى فجر البشريّة، إلى وقت كان فيه الحذر واليقظة المفرطة للبقاء على قيد الحياة تجاه التهديدات المُحتملة يعنيان في كثير من الأحيان الاختلاف بين أن تكون حيّاً أو أن تكون فريسة سهلة لحيوان مُتوحّش. وبالنسبة إلى قلق الإنسان الحديث، فالتغلب عليه يمكن أن يساعدنا في اتخاذ قرارات معقولة وتجنّب المواقف الخطيرة.

وفي الوقت الذي يكون فيه الشعور بالقلق من حين لآخر أمراً شائعاً، فإنه يصبح مشكلة عندما يبدأ يأخذ طريقه للحياة الطبيعيّة. وتقول الدراسات إن أعداداً مُتزايدة من الأطفال يُعانون من القلق ونوبات الهلع والاكتئاب لكن على الجانب الآخر يمكن لبعض التقنيات والوسائل البسيطة أن تجعل الأطفال أكثر قدرة على التّعامل والتكيّف مع القلق.

جميعاً لدينا مخاوف، كبيرة وصغيرة، وقد يبدو طفلك أكثر عرضة للقلق أو الخوف من غيره ممن هم في سنّه.

القلق لا يخضع لمنطق

في بعض الأحيان، وبغض النّظر عن مدى طمأنتهم، يمكن لأشياء مُعينة أن تفترس عقولهم، حيثُ إنّ الشيء المُتعلّق بالقلق لا يخضع للمنطق. ويمكن أن يتخذ القلق شكل قلق واقعي وغير واقعيّ، وقد يكون من الصعب جدّاً على الأطفال تفسيره أو التخلّص منه.

ومن سنّ السّابعة فصاعداً، يمكن أن يشعر الطفل بأنّ لديه الكثير من القلق بشأن الامتحانات، ومآسي الصّداقة، والتغييرات الجسدية، والاهتمام الكبير بجاذبيتهم الجسدية، وبغيرها من التجارب، وكلها تجارب جديدة وأحياناً صعبة على الأطفال.

وقد يبدأ الأطفال في هذه السنّ باستخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ ويتطوّر وعيهم بالأخبار ووسائل الإعلام الشعبيّة والعالم ككل. ولا عجب في أن يكون هذا وقتاً قلقاً.

علامات القلق

البحث عن هذه العلامات وتشخيصها يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كان القلق مشكلة بالنسبة لطفلك أمْ لا.

وقد تظهر هذه العلامات في معظم الأوقات أو في حالات معينة فقط:

  • الإحجام عن تجربة أشياء جديدة.
  • يبدون غير قادرين على التعامل مع التحديات اليومية.
  • يجدون صعوبة في التركيز.
  • يواجهون صعوبة في النوم أو الأكل.
  • عرضة للنوبات الغاضبة.
  • يعانون من أفكار تدخلية غير مرغوب بها ويكافحون لإخراجها من رؤوسهم.
  • يشعرون بالقلق بشكل مفرط من أن أموراً سيّئة سوف تحدث.
  • يسعون لاطمئنان ثابت.

تذكّر أن القلق أمرٌ يصعب على الأطفال التحدّث عنه، ولكن لم يفت الأوان بعد للبدء بمساعدتهم في التغلّب على همومهم ومخاوفهم.

افصح عما بداخلك

عندما يعاني الطفل من القلق، يكون من المغري أن نحميه من الشيء الذي يشعر بالقلق بشأنه. وقد تدفعك غريزتك إلى أن تقول: «إذا كنت قلقاً بشأن الحفلة، فلا تذهب».

لكن الرسالة التي يتلقاها الأطفال، سلبية وهي أن مشاعر القلق التي لديهم تعني أنهم غير قادرين على القيام بأشياء يجدونها صعبة. ومن المهمّ التحدث عن الأمور مع طفلك، واستكشاف المواقف المحتملة بطريقة هادئة للوصول إلى جوهر قلقه وهمومه.

والطريقة الأكثر أهمية التي تجعل الحياة أسهل بالنسبة لهم هي الإصغاء والاستماع إليهم. حاول أن تسألهم أسئلة عامة حول المدرسة وأصدقائهم وهواياتهم بطريقة مفتوحة وسيشعرون أنهم قادرون على التحدث معك حول مخاوفهم وقلقهم.

من المُؤكّد أنّ العلاقات الصحية القوية مع الآباء ومُقدّمي الرعاية تساعد في خلق أطفال مرنين، حتى إذا كانت هناك بعض السقطات على طول الطريق. وأخبرهم بأنك موجود من أجلهم، وأنك ستأخذ احتياجاتهم على محمل الجِدّ وتساعدهم في حلّ أيّ مُشكلة يواجهونها، مهما كانت كبيرة أو صغيرة.

وعندما يتحدّثون إليك عن مخاوفهم، من المُهمّ عدم التقليل من شأنهم، ولكن أيضاً لا تضخّم همومهم. وركّز على الحلول عندما تكون هناك مشكلة يجب حلّها واشرك طفلك في إيجاد حلّ لها. ومع ذلك قد يرغبون فقط في التحدث عن مشاعرهم لذلك عليك أن تقتنص تلميحاتهم. وإذا أصيب طفلك بالذعر أو القلق، تذكّر أن عقله الذي يخبره بأنه قد يكون في خطر، وأنّه ليس مُخادعاً.ساعده على التعامل مع الهجوم المضادّ.

انزل إلى مُستوى طفلك وخذا سوية نفساً عميقاً. أخبره أنك تفهم بأنه يشعر بالقلق من أي شيء. وامسك يده إذا كان يريد ذلك. وانتظر حتى يشعر طفلك بالهدوء ثم ناقش الحلول لمخاوفه.

التعامل مع الصدمة أو الإجهاد

إذا كانت عائلتك تمرّ بفترة مزعجة مثل الفجيعة أو الطلاق، تجنب إعطاء معلومات لطفلك لا يحتاجها، وحاول التحدث معه باستخدام اللغة التي سيفهمها وتشجيعه على التحدّث عن مشاعره وطرح الأسئلة. ولكن لا تخف من الاعتراف بأنك لا تعرف جميع الإجابات.

في بعض الأحيان يكون من الأسهل على الأطفال التحدث عن مواضيع مزعجة عندما يكونون مشغولين بشيء آخر مثل الرسم أو التلوين.

من الطبيعي أن يحرص الوالدان المحبان لأطفالهما على حمايتهم من المشاعر السلبية، ولكن تجنّب الأشياء التي تجعل طفلك قلقاً فقط سيكون لديه فائدة قصيرة الأمد لأنه قد يجعل المشكلة أسوأ على المدى الطويل. وكلما تمّ تجنّب الوضع، أصبحت المقترنات السلبية مع هذا الوضع أقوى.

بناء الثقة بالنّفس

بدلاً من التفادي، امنح طفلك فرصاً تدريجية وبلطف لتشكيل ذكريات إيجابية ليربطها بالحالة، وإذا كان خائفاً من الظلام، اذهب إلى المخيمات وأوقد النار عند المخيم بعد غروب الشمس.

وإذا كان قلقاً بشأن التحدث في الأماكن العامة، فعليك اللعب معه في المنزل لتطوير قابلياته. وهناك الكثير من الطرق المُمتعة لتوجيه طفلك نحو الشعور بالشجاعة. إذا كان يسأل باستمرار عن الطمأنينة، حاول الوصول إلى قلب سبب سؤاله. وتحدّث عن سيناريو الحالة الأسوأ وما هو الأكثر احتمالاً أن يحدث. وشجعه على تجربة أشياء جديدة والتأكيد على أنه أمر جيد أن تذهب ولا تحصل على شيء صحيح في المرّة الأولى.

شجع الطفل على إبداء رأيه في قضيّة مُعيّنة واتحْ له الفرصة على تحمّل بعض المسؤوليّات الصغيرة للاعتماد على ذاته، اعمل على التحفيز المُستمرّ مع جميع تجاربه الناجحة، وتجاهل المُحاولات الفاشلة.

ماذا لو لم أستطعْ مُساعدة طفلي؟

القلق على المدى القصير من حين لآخر حالة تجعل الطفل لا يشعر بالرضا ولكنه من الأمور الطبيعية. أما إذا بدأ القلق يدخل إلى الحياة اليومية لطفلك، فتحدّث مع الطبيب. وتحدّث إلى مدرسة طفلك إذا كان يعاني من أي شيء مُتعلّق بالمدرسة.

لا يوجد حلّ واحد يناسب الجميع للقلق بل إنه يأتي في العديد من الأشكال ودرجات الخطورة. يمكنك الحصول على المُساعدة والمشورة من بعض الجهات الاختصاصيّة إذا اضطررت إلى ذلك.

هامش: المعلومات في الموضوع مأخوذة من كتاب بعنوان: «لا تقلق، كن سعيداً: دليل الطفل للتغلب على القلق» للاختصاصية البريطانية بوبي أونيل.

عن صحيفة الديلي إكسبريس البريطانيّة

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X