الراية الرياضية
بحضور نخبة من الخبراء والعلماء والمتخصصين

انطلاق فعاليات الملتقى السنوي لمكافحة المنشطات

د. المعاضيد: مناقشة تحديات المكملات الغذائية أصبحت أمراً مثيراً للاهتمام

متابعة – عبد الناصر البار:

افتتح يوم أمس مُختبر مُكافحة المُنشطات أعمالَ الملتقى السنوي الثامن في قاعة الشعلة بجانب فندق الشعلة بمنطقة أسباير زون، والذي يُقام هذا العام تحت عنوان «المكملات الغذائية القوة ونقاط الضعف.. الفرص والتهديدات»، حيث يبحث العلماء والمتخصصون من الحضور كل ما يتعلق بالمكملات الغذائية واستخداماتها سواء بالنسبة للرياضيين أو الأشخاص بشكل عام، وقد حضر فعاليات المؤتمر سعادة الدكتور مُحمّد غانم العلي المعاضيد رئيس مجلس أمناء المُختبر، والدكتور أوليفيه نيجيلي مُدير المُنظمة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا)، والسيدة مشاعل الأنصاري مديرة إدارة التسويق والاتصالات، وكذلك ضيوف المؤتمر من الشخصيات البارزة في مجالات مكافحة المنشطات من شتى أنحاء العالم، من بينهم الدكتورة أندريا جوتزمان رئيسة اللجنة الوطنية لفحص المنشطات في ألمانيا، والدكتور آلان فيرنيك المدير الطبي في وادا، والدكتور دافيد موترام أستاذ الصيدلة في ليفربول بالمملكة المتحدة، والبروفيسور مارا كريستينا من معهد الصيدلة في جامعة برلين.

وألقى سعادة الدكتور مُحمّد غانم العلي المعاضيد رئيس مجلس أمناء المُختبر الكلمة الافتتاحية خلال الملتقى مرحباً بالحضور من العلماء والمُتخصصين، مُؤكّداً أن اختيار عنوان الملتقى هذا العام يعدّ مثيراً للاهتمام، وذلك بمُناقشة موضوع المكملات الغذائية، مُشيراً إلى أن طرح المؤتمر العديد من التساؤلات بخصوص المكملات الغذائية، حيث يعدّ هذا الأمر من المواضيع الشائكة، خاصّة عندما يتعلق الأمر بالجميع، وليس بالرياضيين فقط .

صحّة عامة للجميع

وقال المعاضيد نحن نناقش إحدى القضايا المتعلقة بالصحة العامة، وأحد المواضيع التي تهمّ الجميع، وندرك أن الغذاء المتوازن يعدّ مهماً ليس للرياضيين فقط ولكن للناس العاديين كذلك، مُشيراً إلى مشاركته في وضع إستراتيجيّة الصحة العامة في قطر، متوجهاً بالنصيحة إلى الجميع بالتوازن في الغذاء، وعدم استخدام عقاقير وبعض المكملات التي قد تضرّ بمُستخدميها.

وتابع قائلاً: كثيرٌ من المُدربين يشجّعون على استخدام المُكملات، وهي موجودة في العديد من المنازل، ويرى البعض أنّ منها ما يحتوي على بعض الفوائد، ولكن السّؤال المطروح هل يمكن أن نؤكّد ذلك بشكل يضمن الأمان لمستخدميها، فهذا هو التساؤل المهمّ، مُشيراً إلى مُحاولات الوصول إلى نتائج في هذا الصدد.

شكوك عن دقّة محتوى المكملات

وأشار المعاضيد إلى سعي الجميع إلى التمتع بصحة أفضل دون ممارسة الرياضة أو التوازن الغذائي، وفي ذلك يستعينون ببعض المكملات الغذائية لتبدو قوتهم وطاقتهم وبشرتهم أفضل، وقال بعض المكملات غير معتمد من منظمة الغذاء والوكالة الفدرالية، ما يُثير شكوكاً عن دقة محتوى هذه المكملات والخطورة التي تمثلها على الناس، فقد تؤدّي إلى تحقيق نتائج إيجابية، ونجد تسويقاً لها كبيراً على الإنترنت، ولا يوجد براهين على جدوى استخدام المكملات، والعثور عليها أمر سهل عن طريق الإنترنت.

يشكل قطاعاً اقتصادياً كبيراً

وأضاف لابد من دراسة هذه القضية ليس بهدف مكافحة المكملات والمنشطات فقط، ولكن كأمر مهم للرياضيين والجماهير، ولابدّ من توفر الإرادة لدى الحكومات لدراسة هذا الأمر، وفهم الحكومات لهذا الأمر، فهو يشكّل قطاعاً اقتصادياً كبيراً ولكن القوانين المنظمة غير واضحة وغير كافية وفي الغالب الرياضيون لا يعرفون المواد التي تدخل ضمن صناعة هذه المواد، وهذه مشكلة كبيرة، وهناك أماكن صغيرة وغير معروفة تنتج هذه الأشياء، وفي ظل رغبة الرياضيين في تحسين مظهرهم الكثير يتجهون إلى هذه المواد. وقال إن المخاطر تكمن في التلوث المتقاطع في مجال مكافحة المنشطات، حيث تقوم الشركات المصنعة بإنتاج منتجات بعضها محظور وبعضها غير محظور، ولا يتمّ إدراج بعض المواد على المُنتجات.

د.الصيرفي: 205 مليارات دولار حجم تجارة المكملات الغذائية

أكّد الدكتور محمد الصيرفي المُدير العام لمُختبر قطر لمُكافحة المنشطات أنّ موضوع الملتقى السنوي الثامن الذي يتعلق بالمكملات الغذائية يُعتبر من الموضوعات المهمة التي تختلف عما تمّ طرحُه من موضوعات في السنوات السابقة، مُستعرضاً بداية عمل مختبر قطر لمكافحة المنشطات في عام 2012، وتطوّر المُختبر، وتمحوره حول النزاهة الشخصيّة ومُكافحة المنشطات، ومُشاركة العلماء في مُكافحة المُنشطات في كلّ مكان في العالم ودعوتهم المُلتقيات التي يناقشها المُختبر، والنجاح الكبير الذي حقّقه طوال الأعوام الماضية، مُشيراً إلى محور الملتقى في العام الماضي حول استخدام المنشطات بالنسبة للحيوانات، وإلى الاستفادة التي تحقّقت من هذا الموضوع.

وتابع الصيرفي: يوجد خطورة كبيرة في استخدام المكملات الغذائية، وعدم إفصاح الشركات المنتجة عن المواد المستخدمة فيها، ما يمثل خطورة كبيرة على صحة مستخدميها، مُشيراً إلى حجم تجارتها العالميّ الذي يفوق 205 مليارات دولار سنوياً.

إقبال كبير ومشاركة قياسية

حظي المُلتقى السنويّ الثامن الذي ينظمه مُختبر مُكافحة المنشطات والخاص بالمكملات الغذائية وما مدى خُطورتها على صحة الإنسان بإقبال كبير من العلماء والمُتخصصين؛ نظراً لطرح محور مهم في هذه النسخة يتباحث فيه المتخصصون من خلال أوراق عمل تثري محور النقاش، وقد حقّقت النسخ السابقة للملتقى نجاحاً كبيراً جعلت من الملتقى واحداً من أهمّ التّظاهرات العالمية العلمية التي تجمع الخبراء والمتخصصين في هذا المجال من كافّة دول العالم، ويهدف الملتقى إلى مُكافحة المُنشطات والتأكيد على تطبيق الاتّفاقيات الدولية لتحقيق العدالة في الرياضية إلى جانب المجالات البحثية والقضايا التي تهمّ المُجتمع بصفة عامّة.

ويولي مجلس الأمناء في مختبر قطر لمُكافحة المنشطات اهتماماً كبيراً بتنظيم هذا الحدث السنويّ الذي بات تظاهرة علميّة سنويّة يتمّ من خلالها تبادل الخبرات واستعراض آخر المُستجدات في قضايا مُكافحة المُنشطات، فضلاً عن التعاون والتعارف ورفع مُستوى التّنسيق بين المؤسّسات البحثية والمُختبرات في مُختلف دول العالم، الأمر الذي يؤدّي إلى التقدم في مجال الرياضة عامّة، وفي مجال مُكافحة المُنشّطات خاصّة.

أوليفيه نيجيلي مدير منظمة وادا:

المكملات الغذائية عالم معقد يرتبط بمخاطر كبيرة

أكّد الدكتور أوليفيه نيجيلي مدير المنظمة الدولية لمُكافحة المُنشطات (وادا) أن موضوع المُكملات الغذائية هو عبارة عالم معقّد ويرتبط بمخاطر كبيرة قد تقع على الرياضيين، وفي هذا الصدد لابدّ من توعية الرياضيين وتثقيفهم، ولكن في المُقابل يعجز الكثيرون أحياناً عن توفير إجابات وافية بشأن المكملات.

وأضاف مدير الوادا نتطلع للاستماع للخبراء المتخصصين في المكملات الغذائية، ورغم عملي في مجال المنشطات لمدة 20 عاماً إلا أنه لا يوجد حل مُرضيّ لموضوع المكملات الغذائية، ونقول للرياضيين لا تتناولوا المكملات، ونحاول وضع بعض القوانين واللوائح، ولكن هناك تردّد من السلطات المحلية، وبعد 20 عاماً لا أعلم أين وصلنا، وربما استطلع من المؤتمر أين نحن حالياً بالنسبة للمُكملات الغذائية التي يُعتبر الحصول عليها سهلاً ومتاحاً، وهو موضع لافت ومعقد، ونحن بحاجة للبحث عن حلول أفضل، ويجب وضع قواعد لما هو مسموح، وما هو ممنوع في هذا الصّدد.

أجندة الملتقى اليوم

تضمّ أجندة أعمال الملتقى الدولي لمكافحة المنشطات على مدار يومين مجموعة من الجلسات، يتحدث فيها علماء من الوكالة الدولية لمُكافحة المنشطات (الوادا) ومن المختبرات المعتمدة لديها، إلى جانب علماء وخبراء ومُتخصصين في مجال مُكافحة المنشطات من داخل قطر وخارجها، وسيتمّ التطرّق لكل ما يتعلّق بعنوان المؤتمر (المكملات الغذائية) من خلال الحضور من العلماء والمتخصصين والباحثين، وكذلك الضيوف، ويبحث العلماء والمتخصصون في اليوم الثاني عدداً من الموضوعات المُهمّة والمُتعلّقة بموضوع المُؤتمر، ومنها البيئة التنظيميّة واللوجستيّة لإنتاج المُكمّلات الغذائيّة والدورة الدموية.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X