
بقلم – أحمد علي الحمادي:
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» (القلم 4) عند الثناء على نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهذا يدل على عظمة خـُـلق سيدنا محمد وقدوة البشرية أجمعين، تعرف الأخلاق لغةً بأنها الطّبع، والسّجية، والدين، علماً أن الدّين هو الصورة الباطنية للإنسان، أمّا الأخلاق فهي الصورة الظاهرة له، ويوصف الشخص بأنه حَسَن الباطن، والظّاهر إن كان حَسَن الخُلُق والخَلْق، أمّا الأخلاق اصطلاحاً فهي قيم راسخة في النفس، تنمُّ عنها الأفعال، ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذه الأفعال قد تكون محمودةً فيكون الخُلُق حَسَناً، أو قد تكون مذمومةً فيكون الخُلُق سيّئاً، ومن هنا تأتي أهمية الأخلاق في بناء المجتمعات، وفيما يأتي سنعرفكم على هذه الأهمية.
تعتبر الأخلاق قاعدة أساسية لبناء المجتمعات، حيث تُبنى عليها جميع القوانين والأحكام، وهي الأساس الذي تقوم عليها مبادئ الشريعة الإسلامية، الأمر الذي يجعلها أساس صلاح المجتمع، والدرع الواقي من المسبّبات المؤدّية لانهياره، وتحويلها إلى مجتمعات تحكمها الشهوات أو الغرائز، وبالتالي سيادة قانون الغاب فيها.
تحية شكر وتقدير إلى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على إطلاقها جائزة «أخلاقنا»، في حفل تخرّج طلاب المدينة التعليمية لعام 2017 للتأكيد على الارتباط الوثيق بين العلم والأخلاق الحميدة التي تتشاركها جميع الثقافات والأديان حول العالم، وتعزيز رسالة الأخلاق كأساس للنجاح في شتى مناحي الحياة وتهدف الجائزة لتكريم ذوي الخلق الكريم من النشء والشباب، الذين يجسّدون مثالًا يحتذى بطموحهم لنشر أخلاق الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ومن ضمنها الرحمة والتسامح والصدق والكرم، من خلال إطلاق مشروعات تخدم مجتمعهم ووطنهم.
خاطرة أعجبتني
التخصص الوحيد الذي لا يدرس بجامعات الدنيا هو الأخلاق، فقد ينجح به عامل النظافة ويرسب به المتخصص الأكاديمي.