في بريطانيا أُعلن قبلَ أيّام عن تعيين ساجد جاويد وزيراً جديداً للداخليّة، ليتولّى شؤون الهجرة وإدارة الأمن ومُكافحة الإرهاب في البلاد. وهذا المنصب من بين المناصب السياديّة.. فمن هو جاويد البالغ من العمر 48 عاماً، الذي أمامه محنة مهاجري «ويندراش» الكاريبيين واستقالة الوزيرة السابقة آمبر راد، حيث يواجه في مهمته الجديدة تحدياً كبيراً في إيجاد حلّ لهذه المُشكلة؟. يقول جاويد لصحيفة صنداي تلغراف:» إن إحدى المزايا التي أتمتّع بها لهذا المنصب هو أنّني مهاجر من الجيل الثاني، فقد هاجر والداي من باكستان، تماماً مثل جيل ويندروش، ولكن من جزء آخر من العالم، من جنوبيّ آسيا وليس منطقة الكاريبي. أمّا عدا ذلك فالتشابه قائمٌ في جميع الأوجه تقريباً».

وبالنسبة لأولئك الذين لم يُتابعوا قصّة ويندراش، فقد كانت الضجّة تدور حول من هاجروا إلى المملكة المُتّحدة بشكل قانونيّ من دول الكومنولث قبل عام 1973، والذين يُعاملون الآن كمهاجرين غير شرعيّين، إذ لم يكونوا ممن مُنحوا جواز سفر بريطانيا في الماضي أو لم يكونوا قادرين على تقديم وثائق رسميّة وأدلّة كافية تثبت أنّهم عاشوا في المملكة المُتّحدة منذ ذلك الحين.

صاحب قضيّة

وقال جاويد، وهو أوّل وزير داخليّة من أقليّة عرقيّة، للصّحيفة: «عندما سمِعت عن قضية ويندراش، فكّرت بأن يكون ذلك الشخص أمّي أو والدي أو أحد أقاربي أو حتّى أنا». وساجد جاويد: أوّل بريطانيّ من أصول مُهاجرة يتولّى منصب وزير الداخليّة، فوالد ساجد جاويد هاجر إلى المملكة المُتّحدة منذ أن كان عمره 17 عاماً بحثاً عن عمل.

ولد جاويد في روشديل، بمدينة مانشستر شماليّ غرب إنجلترا، لأبوين مُنحدرَين من قرية صغيرة في باكستان. هاجر والده إلى المملكة المُتّحدة عندما كان في الـ17 من عمره بحثاً عن عمل، وجاويد واحد من خمسة إخوة.

كفاح والده

استقرّ والده في روشديل، وعمل في مصنع للقطن. لكنه رأى أن أجرة سائقي الحافلات أفضل، فعمل سائقاً، وكانوا يلقبونه بـ « سيد الليل والنهار»؛ لأنّه كان يعمل ساعات طويلة جدّاً. وأمضى جاويد سنوات دراسته في بريستول، جنوبيّ غرب إنجلترا، بعد أن تولّى والده إدارة محلّ لبيع الألبسة النسائيّة وسكنت العائلة في شقّة من غرفتين فوق ذلك المحلّ. وقال لصحيفة ديلي ميل في عام 2014 «المدرسة كانت متشدّدة جداً وكنت شقياً، أفضل مشاهدة برنامج غرانغ هيل على واجباتي المدرسيّة». ولكن الأمور تغيّرت عندما حذّرني والدي تحذيراً شديداً، قائلاً:» هذا ما مرّرت به، لا تخذلني أنت أيضاً، حينها انتابني شعورٌ سيئٌ، وارتفع أدائي الدراسي بوضوح». ويُعتبر جاويد من المعجبين بمارغريت تاتشر منذ سن الحادية عشرة، ودرس السياسة والاقتصاد في جامعة إكستر ومنها اتّضح توجّهه المهنيّ.

الحي التجاري

والتقى جاويد زوجته المستقبليّة لورا أثناء قيامه بعمل صيفيّ، كما قال لصحيفة ديلي ميل. ووصف نفسه بأنه «مُسلم لا يُمارس الطقوس الدينيّة». وبعد أن تخرّج من الجامعة، وضع نصب عينيه عملاً في الحيّ التجاريّ بلندن «لكن بعض الأصدقاء قلّلوا من شأن توقّعاتي بطريقة ودّية، وقالوا إن لم تنحدر من عائلة ذات علاقات واسعة وتخرّجت من مدارس معروفة، فلن تحصل على فرصة للعمل في المدينة». ويضيف « لكنهم كانوا مُخطئين».سارت مسيرته المهنيّة بشكل جيّد، ومع بلوغه سنّ الـ 25، أصبح نائباً لمدير بنك» تشيس مانهاتن»، وبعد ذلك انتقل إلى «دويتشه بنك» ليعمل مُديراً إداريّاً، قبل أن يُغادر في صيف عام 2009 للتركيز على مهنة السّياسة.

وجاويد مُؤيّد لحزب المُحافظين منذ أوائل الثمانينيات، وحضر لأوّل مرّة مُؤتمر الحزب العام عندما كان عهد تاتشر يُشرف على نهايته. وبعد عقدَين من الزّمن، وفي عام 2010، تمّ انتخابه لأوّل مرّة، نائباً عن روشديل، ومنذ ذلك الحين حقّق تقدّماً سريعاً. وقبل أن يصبح أوّل بريطانيّ من أصول مُهاجرة يتولّى وزارة الداخليّة، تقلّد مناصب وزاريّة مُهمّة، وهي وزارات الثّقافة والرّياضة، والأعمال، والحكومة المحليّة.