المرأة تشارك بقوة في نهضة قطر
القطريون منفتحون على الثقافات العالمية
ناطحات السحاب شاهدة على التطور العمراني بالدوحة
7000 مـواطن روسي يعملـون بقـطر
إعفاء حاملي تذاكر المونديال من الفيزا
المرأة الروسية زوجة محبّة وأم عطوفة
أجور الروسيات مازالت أقل من الرجال
حوار- ميادة الصحاف:
قالت السيدة جوليستون خولوفا حرم سفير روسيا في الدوحة إن علاقات بلادها مع قطر متينة وفي تطور مستمر في مختلف المجالات، لافتة إلى ارتباط البلدين بعلاقات متميزة في الاستثمار والطاقة والغاز.
وأشادت خولوفا في حوار مع لـ الراية بانطلاق فعاليات العام الثقافي بين روسيا وقطر بالحي الثقافي كتارا، واعتبرتها تتويجاً للعلاقات الدبلوماسية الجيدة بينهما وفرصة ممتازة للتوصل إلى تفاهم أفضل لبعضهما البعض.
كما امتدحت ذكاء المرأة القطرية ورقيها ودورها الكبير في الجانب الاقتصادي للبلد، وأشارت إلى أن المرأة الروسية لا تختلف عن مثيلتها القطرية في هذا الشأن، وتلعب دوراً لافتاً في مجتمعها وتحتل مناصب إدارية عليا، وتبلي بلاءً جيداً في مجالات عديدة. وتحدّثت عن استعدادات بلادها لمونديال 2018، والتسهيلات الكبيرة التي ستقدّمها الحكومة الروسية لكل من يحمل بطاقة دخول للمباريات، كالإعفاء من الفيزا، وحصول المشجّعين على نقل مجاني إلى الملاعب، وأنظمة ملاحة مرتبة ومناطق مخصّصة للمشجّعين، مشدّدة على ضرورة عدم تأثير المشاكل السياسية على الرياضة.
- عرفينا عن نفسك؟
– جوليستون خولوفا، درست فقه اللغة الفارسية، لدي ابن وثلاث بنات. ابني دبلوماسي مثل والده وهذه عادة مستمرة في عائلتنا، وأنا جدة سعيدة لخمسة أحفاد.
وبسبب عمل زوجي الدبلوماسي وترحالنا المستمر، وأيضاً الاعتناء بالأطفال لأن عائلتنا كبيرة، عرقل ذلك مسيرتي المهنية عدة مرات.
- منذ متى تقيمين في قطر؟
– في يناير 2018 أكملنا 4 سنوات. قطر بلد جميل ويتطور بسرعة فائقة ولديه إمكانات كبيرة، كما أنه آمن ويحتضن المقيمين من مختلف الجنسيات والثقافات.
ويتميز الشعب القطري بطيبته وكرم الضيافة بالإضافة إلى انفتاحه على الثقافات الأخرى. وهناك العديد من الأماكن الجميلة في قطر، لكن أكثر ما يلفت انتباهي، البنايات الجميلة في الدوحة، لاسيما ناطحات السحاب الشاهقة بشكل مميز بجانب الصحراء.
- حدثينا عن العلاقات الروسية القطرية، وما مدى التعاون بين البلدين؟
– العلاقات الروسية القطرية متينة وفي تطور مستمر في مختلف المجالات، خاصة في مجالات الطاقة، والاقتصاد، والتجارة، بالإضافة إلى اهتمامات مشتركة في منطقتي الخليج والعالم.
وقد قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بزيارة إلى روسيا للمرة الثانية في مارس الماضي، والتقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما يعكس التطورات المهمة في العلاقة بين البلدين وشعبيهما المتحابين.
كما شهدت الفترة الأخيرة العديد من الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين التي تؤكد عمق التعاون الإستراتيجي بين الدوحة وموسكو.
كما تربط البلدين علاقات ثنائية تتعلق بالطاقة والغاز، كونهما عضوين في جمعية الدول المصدّرة للغاز، بالإضافة إلى العلاقات الإيجابية المتعلقة بالاستثمار في البلدين.
- هل هذه تجربتك الأولى في الشرق الأوسط؟
– منذ مدة طويلة ونحن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. اليمن كانت محطتنا الأولى في السلك الدبلوماسي، كما عملنا أيضاً في العراق، والأردن، وسوريا، ومصر، لذلك فالعقلية والعادات والتقاليد العربية ليست غريبة عليّ ومفهومة جداً بالنسبة لي.
- ما هو انطباعك عن المرأة القطرية؟
– أرى أن المرأة القطرية جميلة جداً وتبلغ درجة عالية من الرقي، ومن الواضح أنها تلعب دوراً كبيراً في الجانب الاقتصادي ونهضة قطر الحديثة، حيث برزت السيدات القطريات بشكل ملحوظ في مجالات مختلفة، مثل التعليم، والثقافة، والدبلوماسية، وإدارة الأعمال، والرياضة، والأزياء.
ولدى قطر العديد من السيدات البارزات في العديد من القطاعات واللائي يشغلن مواقع قيادية هامة بالدولة.
- وماذا عن العلاقات الثقافية بين الدوحة وموسكو؟
– تعد هذه السنة بمثابة احتفالية للعلاقات الدبلوماسية الجيدة بين قطر وروسيا منذ 1988، حيث شهد منتدى بطرسبورج الثقافي الدولي توقيع اتفاقية تبادل ثقافي بين البلدين، وأنا على يقين من أن إطلاق عام الثقافة الروسية القطرية يُعد فرصة ممتازة للبلدين للتوصل إلى تفاهم أفضل لبعضهما البعض، وسيشهد العام مختلف المعارض والأحداث الثقافية.
كما أحيت فرقة الباليه الروسية الشهيرة «إيغور موسييف باليه» حفل افتتاح هذا الحدث المهم. وشهد الحي الثقافي كتارا مطلع فبراير عرض لوحات فنية وعروض أزياء فلكلورية من جمهورية إنجوشيا الروسية وكذلك رقصات وأغاني من جمهورية القوقاز.
- وكم يبلغ عدد الروسيين في الدوحة ؟
– منذ عام 2014، قدّر مجلس تنسيق الرعايا الروس عدد المقيمين الذين يعيشون في قطر بنحو 7000 روسي، يعملون في مجالات متنوعة مثل، الطب، والفيزياء، والهندسة، والرياضة، والطيران، وموسيقيين أيضاً.
المرأة الروسية
- شهدت حقوق المرأة الروسية تطورات كبيرة، حدثينا عن ذلك؟
– شهد دور المرأة تغيراً دراماتيكياً على مدار التاريخ. كما أن دورها في القوة العاملة وإلى حد ما في السياسة كان مماثلاً إلى حد كبير لدور الرجل.
وكانت النساء تتمتع بمساواة في الوظائف من حيث المبدأ، لكن ليس على أرض الواقع. فأرباب العمل مازالوا يفضّلون الرجال على النساء في بعض المجالات.
وتبقى روسيا بلداً محافظاً وذكورياً نوعاً ما، حيث يتمتع كل من النساء والرجال بحقوق قانونية واقتصادية متساوية، ولكن هناك أدوار اجتماعية معروفة قد تقيّد المرأة.
دور فضائي رائد
- للمرأة الروسية دور رائد في الفضاء فهل لا تزال المرأة تحتفظ بدورها الهام في هذا المجال؟
– فالنتيا تيريشكوفا من الاتحاد السوفيتي السابق كانت أول امرأة سافرت إلى الفضاء في رحلة فوستوك 6 في العام 1963، وتبعتها سفيتلانا سافيتسكايا وهي أول امرأة في العالم قامت بالسير في الفضاء عام 1982. ثم جاءت إيلينا كونداكوفا وهي رائدة فضاء روسية نشطت في مجال الطيران في الفضاء في تسعينيات القرن الماضي. وجميعهن أصبحن عضوات في مجلس الدوما الروسي.
دور حيوي
- عرفينا عن دور المرأة الروسية في المجتمع؟
– تلعب المرأة الروسية دوراً كبيراً في المجتمع، وحالياً هناك عدة نساء يشغلن مناصب في الدولة، مثل وزيرة الصحة، ووزيرة التعليم، ورئيسة بنك روسيا المركزي، ورئيسة محكمة مراجعي الحسابات، ورئيسة مجلس الاتحاد، ونائبة وزير الدفاع، بالإضافة إلى الفتاة الشابة كسينيا سوبتشاك التي رشّحت نفسها للرئاسة هذه السنة.
كما تدعم إيرينا فينر- اوسمانوفا، رئيسة اتحاد الجمباز الروسي والمدرّبة الرئيسية للفريق الوطني، الفتيات الموهوبات منذ سنوات عدة كي يصبحن بطلات اولمبيات. وتعد تاتيانا تاراسوفا من أشهر مدربات التزلج في العالم.
وعلينا أيضاً ألا ننسى النساء الكثيرات اللاتي يعملن في إدارة الأعمال، والثقافة، والموضة، والصحافة.
- هل تتمتع المرأة الروسية بحقوق متساوية مع الرجل؟
– أظهر التقرير الخاص بعمل المرأة في مجال البزنس للعام 2015 «الطريق إلى القيادة» أن 5/2 من المناصب الإدارة العليا في الشركات الروسية تحتلها النساء، وهذا أكثر من أي بلد آخر في العالم. وفي العادة، تبلي المرأة الروسية جيداً في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والبيع، والإعلام، والتصنيع، والتنقل، وأيضاً في شركات التواصل.
كما تفوقت الكثيرات أيضاً في القطاع الاقتصادي، ابتداءً من بالفيرا نابيولينا، التي عُينت رئيسة بنك روسيا المركزي في 2013، وهي سابقة أن تترأس امرأة السلطة المالية الأقوى في بلدها في (مجموعة الـ 8). بينما مازالت مجالات النفط والغاز والمعادن يتخصّص فيها الرجال أكثر.
كذلك، تشغل النساء نسبة كبيرة جداً في مجال السياسة.
وعلى الرغم من أن المرأة الروسية تشارك في مجالات العمل بنسبة أكبر من العديد من الدول المتطورة، لكن مازالت هناك فجوة كبيرة بين أجورها والأجور التي يتقاضاها الرجل، حيث تأخذ حوالي 30% أقل من الرجل.
صديقة مخلصة
- تعرف المرأة الروسية بجمالها، ما أبرز مواصفاتها الأخرى؟
– الروسية هي صديقة مُخلصة، وزوجة محبّة، وأم عطوفة. وبصورة عامة، النساء الروسيات نشطات ومستقلات، ولديهن القدرة ليصبحن قويات ولكنهن عطوفات في نفس الوقت.
مواصفات دبلوماسية
- كثير من النساء يتمنين موقعك الدبلوماسي، ما تعليقك على ذلك؟
– أعتقد أن السلك الدبلوماسي مشوّق للمرأة، في حالة إن كان الشخص دبلوماسي الشخصية، وهو أمر موجود لدى كل مرأة، كحرصها على تحقيق السلام بين جميع أفراد العائلة.
أما من الناحية السياسية، لكي يؤخذن بعين الاعتبار، على السفيرة أن تثبت جدارتها، ويعتمد ذلك على كيفية إدارتها للعلاقات الثنائية، سواء من حيث التطور والتجارة والمساعدة، فضلاً عن طريقة إدارتها لسفارة بلدها في الدولة المضيفة.
وبمناسبة الحديث عن المرأة في السلك الدبلوماسي، من الجدير بالذكر أن أول امرأة تتبوأ منصب سفيرة كانت الروسية اليكساندرا كولونتاي في عام 1923. كذلك كانت رئيسة البرلمان فالنتينا ماتفييانكو سفيرة في اليونان ومالتا، وحالياً متحدّثة وزارة الخارجية الروسية هي ماريا زاكاروفا.
لذلك فإن عدد النساء العاملات في مناصب في وزارة العلاقات الخارجة لروسيا كبير، ولا تكتفي المرأة الروسية بأن تكون زوجة الدبلوماسي، بل تشارك بنفسها في العمليات الدبلوماسية أيضاً.
القراءة ممتعة
- بعيداً عن الدبلوماسية، كيف تمضين يومك؟
– أحب قراءة الأدب الكلاسيكي، وممارسة التمارين الرياضية، خاصة رياضة البايلتس، كما أحب أيضاً زيارة المعارض ولحسن الحظ فإن الدوحة تحتضن العديد منها. أحب جداً التعامل مع الأزهار، كما أحب زراعة أنواع مختلفة من الورود، بالإضافة إلى استمتاعي بالسفر.
استعدادات المونديال
- ما هي استعدادات روسيا لكأس العالم؟
– كأس العالم يعد تحدياً كبيراً لدولتنا، ويتعين علينا إنجاز هذه المهمة، وسيشارك 70% من المواطنين الروس في كأس العالم وستوحد كرة القدم جميع سكان روسيا لإنجاح هذه البطولة. وسيحضر الاحتفالات التي ستقام في جميع المدن المستضيفة للحدث أشهر اللاعبين في العالم، والسياسيون المهمون، بالإضافة إلى نجوم الفن.
- ما هي التسهيلات التي ستوفرها الحكومة الروسية لاستقبال المشجّعين والسياح في كأس العالم؟
– إسقاط شروط الحصول على الفيزا لكل من يحمل تذكرة للمباراة، كما سيحصل المشجّعون على نقل مجاني إلى الملاعب، بالإضافة إلى أنظمة ملاحة جيدة ومناطق مخصّصة للمشجّعين، بحيث يستطيع الجميع مشاهدة المباريات مجاناً.
وستظهر هذه المناطق في مختلف المدن – من حدود روسيا الغربية إلى سيبيريا وأقصى الشرق.