فــيريـرا يســعى للــرد عــلى تفــوق بلماضـي
الاوراق مكشوفة لكن الترقب يبقى كبيراً بانتظار الجديد من كلا المدربين
متابعة – صفاء العبد:
تبقى الأنظار شاخصة صوب المنطقة الفنية لمراقبة ما يمكن أن يفعله المدربان، البرتغالي فيريرا مدرب السد والجزائري جمال بلماضي مدرب الدحيل، في مباراة مهمة وكبيرة تقود إلى نهائي أغلى البطولات على كأس سمو الأمير لكرة القدم.
المؤكد هنا هو أن كلاً من المدربين باتا يعرفان بعضهما بأدق التفاصيل، فالمواجهة هذه هي الخامسة بينهما هذا الموسم، وكل منهما سبق واستخدم الورقة والقلم لتسجيل الأرجحية في المرات السابقة من خلال ما يتمتعان به من جدارة تدريبية وحنكة تكتيكية، وفي الحقيقة فإن كلاً منهما كان قد أثبت الكثير من الجدارة فعلاً بغض النظر عن النتائج التي ترجح كفة بلماضي صاحب الانتصارات الثلاثة في المواجهات الأربع تلك، فقد يكون مهماً هنا التذكير بأن الحسم في آخر مواجهتين كان قد تحقق بطريقة دراماتيكية صعبة جداً إذ حسمها الدحيل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع في القسم الثاني للدوري ثم عاد ليحسمها في الدقيقة الثامنة من الوقت بدل الضائع لمباراتهما في نهائي كأس قطر وكان ذلك من خلال ركلة جزاء حسمتها تقنية حكم الفيديو.
والأمر هذا يعكس تقارباً كبيراً على مستوى الإمكانات لدى كل من المدربين بكل تأكيد وهو ما نتمنى تواصله بالطريقة التي يمكن أن تصب في الارتقاء بمستوى مباراة اليوم إلى الحجم الذي يتفق مع قدرات الفريقين وإمكانات مدربيهما اللذين
يشتركان بالعديد من العوامل التي تمنحهما حق التطلع لتحقيق الفوز في هذه المباراة الصعبة ومن ثم المرور نحو المباراة النهائيّة.
والإشارة هنا إلى تقارب إمكانات بلماضي وفيريرا لا تقف عند حدود انتمائهما معاً للمدرسة التدريبية الأوروبية وإنما أيضاً إلى اشتراكهما في الرغبة الهجومية التي يتميزان بها معاً وكذلك جدارتهما الواضحة في القراءة السليمة للمباراة وكذلك خيارات التدخل في تحديد الواجبات أو تغييرها ولا سيما في الشوط الثاني من المباراة. فالصفحات الماضية لكل منهما تشير إلى أن تدخلاتهما غالباً ما كانت إيجابية ومؤثرة ومن النوع الذي يمكن أن يحدث تحولاً مهماً في سير المباراة خلال نصفها الثاني. والأمر هذا يُعد بمثابة ورقة رابحة لكل من الفريقين.. ومع أن الأوراق باتت تبدو مكشوفة بينهما إلا أن ذلك لا يمنع من أن ننتظر من فيريرا أن يأتي اليوم بحلول جديدة يمكن أن يقلب من خلالها الكثير من التوقعات التي بنيت على أساس ما تحقق من نتائج رجحت كفة بلماضي الذي ننتظر منه في المقابل ما قد يساعد فريقه على تأكيد تفوقه. وفي كل الأحوال نشير إلى أن كلا المدربين يتميزان بالكثير من الجرأة الهجومية وهو ما يمكن أن يساعدهما كثيراً على استثمار الإمكانات المتميّزة التي يتمتع بها أكثر من لاعب مهم في كلا الفريقين لا سيما أنهما اعتادا أن يركزا كثيراً على تعزيز الجهد الهجومي عبر الكثافة العددية التي تجعل كلاً من الفريقين يندفعان بأربعة لاعبين على الأقل في الأمام وهو ما يمهد لمواجهة يمكن أن تحفل بالكثير من الإثارة على المستوى الهجومي، غير أن التركيز هنا على الشق الهجومي يجب ألا يُنسينا أن المهمة الأصعب التي تنتظر كلاً من فيريرا وبلماضي هي مهمة التنظيم الدفاعي وهو ما سبق أن نجحا به إلى حد بعيد من خلال دوري هذا الموسم حيث تشير الأرقام إلى أن مرمى السد لم يهتز سوى (25) مرة في (22) مباراة في مقابل (27) مرة اهتزت بها شباك مرمى الدحيل بنفس العدد من المباريات وهي أرقام تبدو مشجعة جداً على مستوى الصلابة الدفاعية، ورغم كل ذلك نبقى اليوم بانتظار أن نشهد ما يمكن أن يضيفه كل منهما لهذا الجانب تحديداً حيث سيكون كل منهما مطالباً بالبحث عن أقوى تماسك ممكن يمكن أن يتصدى فعلاً للخطر الداهم الذي يتأتى من خلال وجود كل تلك الأسماء الكبيرة المتواجدة في الخط الهجومي لكل منهما إلى جانب ما يمكن أن نشهده أيضاً على مستوى العوامل المشتركة الأخرى بين كلا المدربين من خلال اجتهاداتهما في استثمار مساحات الملعب والتركيز على الانفتاح عند الجانبين والمراهنة على التوغلات الجانبية إضافة إلى الاعتماد بشكل كبير على منطقة الوسط التي يتفق المراقبون في كل مكان على أنها بمثابة الدينامو الحقيقي الذي يمد أي فريق بما يحتاجه من القوة في الشقين الدفاعي والهجومي.
جهد كبير ينتظر دفاعات الدحيل
يمتلك السد أسماء مهمة ومتميزة فعلاً في الجانب الهجومي على الرغم من غياب نجمه وهدافه المهم بغداد بونجاح الغائب بسبب الإيقاف، فهو يراهن على مثلث هجومي ضارب مؤلف من علي فريدون ومن خلفه حسن الهيدوس في اليمين وحمرون يوغرطة أو أكرم عفيف في اليسار مع تواجد صانع ألعاب عالمي كبير هو الإسباني تشافي في عمق الملعب. وأسماء كهذه لا بد أن تشكل ضغطاً كبيراً على دفاعات الدحيل رغم وجود لوكاس ومحمد موسى في قلب الدفاع وإلى جانبيهما خالد مفتاح ومراد ناجي في الجانبين والأخيران يمكن أن يواجها عبئاً كبيراً يتطلب منهما جهداً استثنائياً في مواجهة فريق يراهن كثيراً على تحركاته الجانبية من خلال حسن الهيدوس ومن خلفه حامد إسماعيل في الجبهة اليمنى للسد وحمرون ومن خلفه الخطير عبدالكريم حسن في الجهة اليسرى.
البطولة تفتقد المساكني
مرة أخرى نقول إن غياب التونسي يوسف المساكني يُعد خسارة كبيرة ليس للدحيل فقط وإنما للمباراة المهمة هذه في شكلها العام، فوجود لاعب بحجم المساكني لا بد أن يشكل إضافة كبيرة لجمالية المباراة في شقها الهجومي خصوصاً أنه يتمتع بإمكانات كبيرة جعلته مرشحاً بقوة للفوز بلقب اللاعب الأفضل هذا الموسم. غير أن الإصابة اللعينة حرمت المساكني من التواصل مع فريقه لما تبقى من هذا الموسم مثلما حرمتنا جميعاً من فرصة الاستمتاع بأداء هذا اللاعب الكبير الذي سبق أن استقطب كل الأنظار من خلال ما قدّمه طوال هذا الموسم.
سلاح خطير يهدد المرمى الأبيض
مثلما يراهن السد على أكثر من اسم مهم في الأمام كذلك هو الحال مع الدحيل الذي يمتلك أيضاً أسماء كبيرة تشكل ذراعه الهجومية الضاربة، وقد يكفي الإشارة هنا إلى وجود هداف الدوري لموسمين متتاليين هو يوسف العربي ومن خلفه المعز علي وإسماعيل محمد في الجانبين إضافة إلى تواجد لاعب كبير في عمق الملعب هو نام تاي الحاصل على لقب أفضل لاعب في الموسم الماضي وأحد المتنافسين على اللقب نفسه لهذا الموسم. والأسماء هذه كفيلة بأن تزرع الكثير من الحذر لدى دفاعات السد التي ستحتاج بكل تأكيد إلى جهد استثنائي وكبير من أجل الحدّ من خطورتها حيث سيكون على مرتضى كونجي وبيدرو وعبدالكريم حسن وحامد إسماعيل الارتقاء إلى أفضل حالاتهم من أجل أن يكونوا قادرين على تقليص مثل هذه الخطورة التي يمكن أن تهدّد المرمى الأبيض.