عواصم – وكالات: بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتّفاق النووي الإيراني الموقع مع الدول الكُبرى في 2015 ووسط بحث الأوروبيين عن مخارج تنقذ الاتفاق، يُعقد الثلاثاء اجتماع أوروبي إيراني، تسبقه جولة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى روسيا والصين. وأعلن مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، أمس أنّها ستلتقي، الثلاثاء المقبل، نظراءها من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، على أن ينضم إليهم وزير الخارجية الإيراني لاحقاً.
إلى ذلك، أعربت المستشارة الألمانية عن أسفها لقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، واصفة الخُطوة بأنها «خطيرة ومدعاة للقلق الشديد وتلحق ضرراً كبيراً بالمجتمع الدولي وتشعر المرء بمزيد من الالتزام بالاتفاق»، وذلك خلال كلمة لها في مؤتمر الكاثوليك الذي عُقد أمس في مدينة مونستر غرب ألمانيا. وانتقدت ميركل في خطابها الخروج أحادي الجانب للولايات المتحدة من الاتفاقيات الدولية، وأن القرار انتهك الثقة بالنظام الدولي.
إلى ذلك، قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير إن على أوروبا أن تمارس سيادتها الاقتصادية لا أن تظل تابعة للولايات المتحدة، وذلك قبل اجتماع بين إيران وكل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا في بروكسل الثلاثاء، وقال لومير في رد على فرض الولايات المتحدة عقوبات على الشركات العاملة بإيران إن الوقت حان لأن تنتقل أوروبا من الأقوال إلى الأفعال وتستخدم نفس الوسائل التي تستخدمها الولايات المتحدة للدفاع عن مصالحها الاقتصادية. وأضاف «الجواب هو ما حدّده رئيس الجمهورية يوم أمس، أي السيادة الاقتصادية الأوروبية، لقد حان الوقت لأن تستخدم (أوروبا) نفس الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة للدفاع عن مصالحها الاقتصادية». ورفض لومير ما وصفه باحتكار الولايات المتحدة دور شرطي الاقتصاد العالمي لنفسها، وأكّد استمرار بلاده في القيام بأعمال تجارية مع إيران في إطار مصالحها الاقتصادية. وتساءل لومير «هل نريد أن تكون الولايات المتحدة الشرطي الاقتصادي للكوكب أم نريد أن نقول -نحن الأوروبيين- إن لدينا مصالح اقتصادية مع إيران ضمن إطار اتفاق إستراتيجي معها، نعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح وسنواصل القيام بأعمال تجارية مع إيران».
ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان العقوبات التي أعاد الرئيس الأمريكي فرضها على الشركات الأجنبية العاملة في إيران بأنها غير مقبولة، ودعا الأوروبيين إلى وضع الإجراءات اللازمة لحماية مصالح شركاتهم المتعاقدة مع إيران وبدء مفاوضات مع واشنطن في هذا الشأن. وتأتي التصريحات الفرنسية قبل اجتماع من المقرر أن يعقد بين إيران وكل من المسؤولة العليا لشؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في بروكسل الثلاثاء المقبل لبحث مستجدات الاتفاق النووي. وقال مكتب موغيريني إنها ستجري أولاً محادثات مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ونظيره الفرنسي ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وذلك قبل أن يلتقوا جميعهم مع ظريف بشكل مشترك.
ويأتي الاجتماع عقب قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي تمّ التوقيع عليه في يوليو 2015 بعد مفاوضات شاقة استمرّت سنوات بين إيران والدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا) بالإضافة إلى ألمانيا. ورغم مُناشدة العديد من حلفائه الأوروبيين خصوصاً، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء انسحاب بلاده من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على إيران مُقابل التزام إيران عدم حيازة السلاح النوويّ.