«ليفانتي» كلمة سر الريان في مواجهة الدحيل
مسيرة الانتصارات لا تكفي للحكم المُسبق على ما يمكن أن يحدث في موقعة السبت
الإعداد المعنوي قد يتفوق في أهميته على الإعداد الفني لمواجهة الحسم المرتقبة
نعم.. المؤشرات ترجّح كفة بطل الثنائية لكن الأبواب تبقى مفتوحة أمام كل الاحتمالات

متابعة – صفاء العبد:
سيكون على فريق الدحيل أن يتوقف طويلاً عند ما حدث في الدوري الإسباني أمس الأول .. فالخسارة التي لحقت بالبطل الكاتالوني على يد ليفانتي الذي يشغل المركز الخامس عشر في ترتيب الـ «La Liga»، يعود ليؤكد تلك الحقيقة التي تقول إنه ليس هناك كبير أو صغير في كرة القدم ..
فها هو برشلونة الذي لم يتعرّض لأي خسارة خلال هذا الموسم بعد ( 43 ) مباراة متتالية خاضها حتى أمس الأول في بطولتي الدوري والكأس، يُمنى بهزيمة غير متوقعة على الإطلاق وأمام فريق لم يُحقق سوى 10 انتصارات في ( 37 ) مباراة.. لا بل أن الهزيمة هذه كادت أن تكون مُذلة فعلاً بعد أن وجد البرشا نفسه متأخراً بخمسة أهداف لهدف حتى الدقيقة الستين من المباراة..
ومع أن هناك من يُسجّل استغرابه لمثل هذه الهزيمة، إلا أن واقع الحال يتحدّث عن العديد من السيناريوهات المماثلة في مناسبات عديدة.. فكرة القدم هي هكذا.. لا ثوابت فيها على الإطلاق، وما يمكن أن يراه الكثيرون على أنه أقرب إلى المستحيل يمكن أن يحدث فعل على أرض الملعب..
من هنا نقول: إن من الخطأ أن نتحدّث عن نهائي كأس سمو الأمير المرتقب والمقرّر يوم السبت المقبل على أنه محسوم مسبقاً لفريق الدحيل الذي لم يخسر منذ منتصف سبتمبر الماضي وعلى امتداد ( 22 ) مباراة في الدوري وأربع مباريات أخرى خاضها في بطولتي كأس قطر المتوج بلقبها والدورين ربع ونصف النهائي لكأس سمو الأمير ..
صحيح أن الدحيل اليوم يفرض نفسه كقوة كبيرة ومتميزة فعلاً على المستويين المحلي والآسيوي من خلال عروضه الكبيرة وسلسلة نجاحاته المتواصلة التي توّجته حتى الآن بثنائية الدوري وكأس قطر إلى جانب اقترابه من التأهل لربع نهائي دوري أبطال آسيا إلا أن الصحيح أيضاً هو أن منافسه فريق الريان لن يكون سهلاً هذه المرة وأن له هو الآخر حظوظه المهمة التي يتطلع لتحقيقها خصوصا أن له تاريخاً مهماً جداً على مستوى هذه البطولة الغالية التي سبق أن توج بلقبها 6 مرات وحل وصيفاً 10 مرات كان من بينها النسخة السابقة يوم خسر أمام السد بهدفين لهدف في الوقت بدل الضائع من المباراة ..
لن نقلل من شأن الفريق الدحلاوي المتميز والكبير بكل عناوينه المهمة بدءاً بمدربه، المرشّح بقوة لنيل لقب أفضل مدرب في الموسم، ومروراً بلاعبيه الذين أثبتوا الكثير من الجدارة وقدّموا موسماً رائعاً فعلاً حتى الآن، لكننا لابد أن نعود لنُذكّر بأنها كرة قدم وأن ما حدث فيها لبرشلونة أمس الأول يمكن أن يحدث في أي مكان ومع أي فريق، وهو ما يجب أن ينتبه له لاعبو الدحيل جيداً لكي لا يقعوا في فخ الاسترخاء أولاً أو في مصيدة التعالي على الفريق المنافس ثانياً..
لا نقارن هنا بين الفارق الكبير على مستوى الإمكانات لبرشلونة البطل وليفانتي صاحب المركز الخامس عشر في الدوري الإسباني من جهة وبين الدحيل بطل الثنائية حتى الآن والباحث عن الثلاثية عندنا ونظيره الرياني صاحب المركز الثالث في دوري هذا الموسم من جهة أخرى. لكننا نشير فقط إلى أن ما يبحث عنه الدحيل سيحتاج إلى جهد استثنائي وكبير، فالوصول إلى الثلاثية، التي لم يحققها قبله سوى فريق السد في موسم 2006 / 2007، وكذلك مواصلة المشوار دون هزيمة في سابقة فريدة ونادرة ستتطلب تحضيراً من نوع خاص واستعداداً على أعلى درجة وعلى المستويين الفني والمعنوي خصوصاً أن الريان يبدو عازماً بكل قوة على إيقاف مسيرة الانتصارات الدحلاوية هذه والتطلع للفوز باللقب الكبير وارتقاء منصّة التتويج التي غاب عنها منذ أربعة مواسم يوم توج باللقب السادس له في تاريخ البطولة..
ومع أن التكهنات الأولية تبدو وكأنها تصب في مصلحة الدحيل الذي سبق وأن هزم الريان بخمسة أهداف لثلاثة في القسم الأول من دوري هذا الموسم إلا أن علينا أن لا ننسى بأن آخر مواجهة بينهما كانت قد انتهت بالتعادل بثلاثة أهداف لكل منهما بعد عرض كبير ومتكافئ إلى حد بعيد بين الفريقين وهو ما يجعلنا نذهب اليوم إلى أن مباراتهما هذه المرة لن تقل عن ذلك وسيكون من الصعب جداً الحديث عنها بطريقة ترجّح كفة أحدهما على الآخر..
وإذا ما كان هناك من يشير إلى أن الصورة قد تختلف هذه المرة بعد أن افتقد الريان هدّافه الخطير المغربي عبدالرزاق حمدالله بسبب الإصابة بعد أن كان قد هزّ شباك الدحيل ثلاث مرات في كلتا المباراتين فإننا نقول في المقابل أن الدحيل يفتقد هو الآخر لأحد أهم لاعبيه بسبب الإصابة أيضاً وهو التونسي يوسف المساكني المرشّح بقوة لنيل لقب أفضل لاعب لهذا الموسم.. أما عدا ذلك فإن كل الأسلحة الأخرى حاضرة لدى كلا الفريقين وأن الأسلحة هذه كفيلة بأن تقدّم لنا مباراة من العيار الثقيل..
وفي تقديرنا أن الإعداد لمثل هكذا مواجهة لا ينحصر فقط بالجوانب الفنية رغم أهميتها الكبيرة وإنما يتعدى ذلك إلى الإعداد النفسي والمعنوي وهو ما ذهبنا إليه في المقدّمة عندما قلنا أن كرة القدم لا تعترف بالثوابت وأنها تفتح أبوابها أمام كل الاحتمالات وأن مسيرة النجاحات أو الانتصارات المتتالية قد لا تكفي أبداً للجزم بحتمية فوز فريق على آخر مثلما أثبتت مباراة برشلونة مع ليفانتي التي ستكون درساً مهماً لابد من أن تستوعبه الفرق الكبيرة والمتميزة بشكل خاص مثل الدحيل الذي انفرد كما برشلونة في تحقيق تلك السلسلة الطويلة من الانتصارات المتتالية هذا الموسم ..
جماهير الرهيب تعد بدعم الفريق بقوة
الريان يبدأ الاستعدادات للنهائي اليوم
متابعة ـ سمير البحيري
يبدأ الريان اليوم تدريباته استعداداً للمباراة النهائية على أغلى الكؤوس ضد الدحيل، التي ستقام السبت المقبل على استاد خليفة الدولي، تحت قيادة مدربه الدنماركي لاودروب وبمشاركة جميع اللاعبين.
كان لاودورب أعطى لاعبي الفريق راحة لمدة 48 ساعة عقب الفوز على الغرافة بثلاثة أهداف مقابل لا شيء مساء السبت الماضي في الدور نصف النهائي من بطولة كأس سمو الأمير، ليتأهل الرهيب للمباراة النهائية عن جدارة ليضرب موعداً مع الدحيل.
وسادت حالة من الارتياح الريانيين بعد التأهل للنهائي الحلم، بعدما أصبح الفريق على بعد خطوة من التتويج بأغلى الكؤوس، وهي آخر بطولات الموسم الحالي التي ينافس عليها الريان.
تدريبات يومية
وستستمر تدريبات الريان يومياً إلى مساء الجمعة المقبل على أن يكون التدريب الرئيسي بعد غد الخميس، للوصول إلى أعلى جاهزية بالفريق قبل المواجهة المرتقبة على أغلى الكؤوس، وبدأت جماهير الريان من الآن شحذ الهمم لدعم الفريق في المباراة النهائية، خاصة أن جماهير الريان دائماً ما تكون عند الموعد، وتزيد من حماس لاعبيها، في كل المباريات المصيرية.