متابعة – رجائي فتحي:

استحق فريق السد التأهل للدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال آسيا بعد التعادل مع أهلي جدة السعودي في جدة بنتيجة 2-2 وسابقاً الفوز بالدوحة بنتيجة 2-1 في لقاء الذهاب ليضرب الزعيم موعداً مع الدور ربع النهائي والسير بصورة جيدة في البطولة القارية. وسبق وأن توج فريق السد بلقب البطولة القارية مرتين من قبل عامي 1989 و2011 وهو كان أول فريق عربي يفوز باللقب وآخر فريق عربي توج باللقب أيضاً.

ويسير فريق السد بخطى واثقة في البطولة القارية صوب المنافسة بقوة على الفوز بلقب البطولة والحصول على اللقب الثالث حيث أصبح الآن على بعد 3 خطوات فقط من تحقيق هذا الحلم حيث تنتظره خطوة ربع النهائي ثم نصف النهائي وأخيراً المباراة النهائية والجميع يتمنى أن يكون أحد ممثلي الكرة القطرية السد أو الدحيل في النهائي القاري وهما جديران بتحقيق ذلك.

وحقق فريق السد عدداً من المكاسب من خلال هذا التأهل والذي كان بمثابة إنقاذ للموسم حيث إن الفريق أنهى المسابقات المحلية دون التتويج بأي لقب بعد أن حل ثانياً في الدوري وكذلك في بطولة كأس قطر وخرج من نصف نهائي كأس سمو الأمير ولم يتبق للفريق سوى اللقب القاري ونجح وبامتياز في التأهل لربع النهائي. أول مكاسب السد حجز مقعد في الدور ربع النهائي والظهور القوي في نسخة هذا العام بحثاً عن لقب ثالث له.. وثاني المكاسب استعادة الثقة بعد الخروج من بطولة كأس سمو الأمير المفدى ووداع الموسم بلا أي لقب، وثالث المكاسب التأكيد على قدرات الفريق العالية وإظهار شخصية البطل في مثل هذه البطولات الصعبة والقوية، وآخر المكاسب إعادة الثقة في قدرات لاعبيه لدى جماهيره التي تثق باستمرار بأن السد بمثابة الشمعة المضيئة للكرة القطرية في البطولة القارية.

المفاجأة الهجومية

وعلى الصعيد الفني لعبت عدد من العوامل في تأهل السد لهذا الدور ويأتي في مقدمتها «المفاجأة» الهجومية في لقاء أمس الأول حيث لعب السد بطريقة هجومية من أول دقيقة عن طريق الثنائي القوي بغداد بونجاح وأكرم عفيف ومن خلفهما وجود أكثر من جبهة في اليمين عن طريق حامد إسماعيل واليسار عن طريق عبد الكريم حسن وكذلك في العمق عن طريق المايسترو تشافي هيرنانديز الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق مع فريق السد وقاد الفريق للفوز.

خبرة فيريرا

وثاني العوامل الفنية يتمثل في خبرة المدرب جوزفالدو فيريرا حيث إنه لعب بشكل مميز على نقاط الضعف في الفريق السعودي حيث جاء الهدف الأول من انطلاقة في الجبهة اليسرى للسد اليمنى لفريق الأهلي والتي شغلها عقيل بلغيث والذي مر منه بغداد بونجاح بصورة رائعة ونجح في التوغل وتسجيل الهدف الأول بعد ثلاث دقائق من البداية وهو الأمر الذي أعطى الثقة للسد وفي نفس الوقت صعّب من مهمة فريق الأهلي السعودي. وكذلك تعامل فيريرا مع المباراة والضغط على المنافس وإغلاق مفاتيح لعبه وكان ذلك بمثابة المفاجأة للمدرب فتحي الجبال مدرب الأهلي الذي لم يستطع أن يعدل من وضعية فريقه في اللقاء حيث كل من تابع اللقاء شعر وأن المباراة تلعب على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد وليس ملعب الجوهرة في جدة وذلك نتيجة السيطرة والاستحواذ من جانب فريق السد وسعيه لتسجيل المزيد من الأهداف في اللقاء.

رقم قياسي

وأهدر فريق السد عدداً ليس بقليل من الفرص السهلة للتهديف منها الانفراد مرتين من جانب أكرم عفيف بالمرمى وكانت من أسهل الفرص للتسجيل ولو نجح في التسجيل وكذلك من زميليه بغداد بونجاح وتشافي هيرنانديز حيث أهدر الأخير 3 أهداف محققة في الشوط الثاني وهو منفرد لخرج السد من تلك المباراة برقم قياسي من الأهداف وفوز تاريخي على الفريق السعودي وسيكون مستحقاً لو تحقق لأن السد كان المسيطر على الأداء والمتحكم في إيقاع المباراة. بصفة عامة السد يؤكد في كل مشاركة له أن الفريق عندما تتوافر له كل عوامل النجاح يكون بمثابة رقم صعب ومؤثر وقادر على تحقيق الانتصارات والمنافسة على مختلف الألقاب والبطولات.

أكرم إضافة تحتاج الخبرة

قدم أكرم عفيف لاعب السد مستوى فنياً مميزاً جداً خلال لقاء الأهلي ورغم أنه أهدر أكثر من فرصة في اللقاء منها انفراد تام بالمرمى وكان من أسهل الفرص للتهديف في هذه المباراة إلا أن ذلك لا يقلل من قدرات اللاعب العالية.

ويحسب لأكرم عفيف الجرأة والإقدام صوب المرمى والبحث عن التسجيل وتشكيل الخطورة المطلوبة وينقصه فقط الحصول على المزيد من الخبرات التي يمكن من خلالها التصرف في الكرة لاسيما في اللحظات الحاسمة.

بصفة عامة أكرم عفيف كان بمثابة إضافة قوية لتشكيلة السد ورغم أن البعض طالب المدرب بتغييره مع حالة عدم التوفيق التي كان عليها في اللقاء إلا أنه أدى المطلوب منه وبصورة طيبة.                  

تكرار سيناريو 2008

 

تكرر ليلة أول أمس سيناريو مواجهتي السد مع أهلي جدة في البطولة القارية وكان ذلك في دور المجموعات من البطولة القارية حيث فاز السد في الدوحة بنتيجة 2-1 وعاد في جدة ونجح في التعادل بنتيجة 2-2، وهذا السيناريو هو ما تكرر في مواجهتي 2018 حيث فاز الزعيم في الدوحة بنتيجة 2-1 ثم تعادل أيضاً في جدة بنفس النتيجة 2-2.

وأثبت فريق السد تفوقه وعلو كعبه على الفريق السعودي واستحقاقه الوصول للدور ربع النهائي من البطولة القارية مؤكداً أن الفريق قادر على الذهاب بعيداً في البطولة.

توهج تشافي صنع الفارق

شهدت مباراة السد مع أهلي جدة تألق النجم الإسباني تشافي هيرنانديز بصورة كبيرة جداً أعادت للأذهان تشافي عندما كان يلعب في صفوف فريق برشلونة الإسباني حيث فعل كل شيء في كرة القدم.

تشافي كان بمثابة مصدر القوة الكبير للفريق في تلك المباراة والعقل المفكر والدينامو الذي يحرك كل شيء في فريقه ونجح وبامتياز في قيادة السد لتحقيق النتيجة التي صعدت به لربع النهائي وهو يلعب خارج ملعبه وأمام جماهير متحمسة وكذلك يغيب عنه عدد من اللاعبين المتميزين وأبرزهم حسن الهيدوس للإصابة.

التوهج الذي ظهر عليه تشافي أعطى للاعبي السد ثقة كبيرة في عملية نقل الكرة بالملعب وهو الأمر الذي جعل السد في وضعية متميزة جداً والأخطر طوال شوطي اللقاء.

بغداد هداف بالإرادة والمهارة

واصل بغداد بونجاح هداف فريق السد في البطولة القارية تألقه في لقاء فريق أهلي جدة وسجل هدفين قاد من خلالهما السد للتأهل للدور ربع النهائي من البطولة القارية.

بغداد نجح في صناعة الفارق في هذه المباراة وكان بمثابة مصدر الرعب لدفاع فريق الأهلي وكذلك حارس مرماه محمد العويس الذي حاول كثيراً حتى ضربة الجزاء التي نجح في صدها عاد بغداد واستلم الكرة وسجل الهدف الثاني.

بغداد بونجاح يمتلك إرادة قوية صنعت الفارق للفريق وكذلك المهارة العالية التي من خلالها سجل الهدف الأول وهو من أبرز عوامل عبور السد لهذا الدور مع بقية زملائه ولكنه عوض الفرص التي أهدرها في لقاء الذهاب.