متابعة – صفاء العبد:

لا صوت يعلو على صوت النهائي الكبير الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى يومين فقط حيث اللقاء المرتقب والمثير الذي يجمع بين فريقي الدحيل والريان والذي يقام على الملعب المونديالي، استاد خليفة الدولي، عند الساعة العاشرة والربع من مساء بعد غد السبت..

الفريقان يخضعان معاً لدرجة الإنذار القصوى عبر تصعيد استعداداتهما ومن ثم الوصول إلى المستوى الذي يليق باسميهما ويتفق مع مساعيهما الهادفة إلى تقديم المباراة التي ترتقي إلى حجم الترقب الكبير الذي يجعلها قمة حقيقية يسدل من خلالها الستار على موسم حفل بالكثير من الإثارة وتميّز بالعديد من العروض الساخنة خصوصاً تلك التي كان الفريقان طرفين فيها إلى جانب أكثر من فريق آخر ترك في الموسم بصمات مهمة مثل السد الذي اكتفى بمركز الوصيف في الدوري وفي كأس قطر وودّع هذه البطولة من دورها نصف النهائي..

وليس من شك طبعاً في أن التركيز الآن ينصب على كل ما يمكن أن تحفل به مواجهة السبت المرتقبة هذه حيث تتباين التوقعات وربما تتقاطع التكهنات ولكن بنسب قد تبدو وكأن الأرجحية فيها تصب في جانب الدحيل..

وفي تقديرنا أن التكهنات هذه قد تكون قريبة فعلاً من الواقع إذا ما أخذنا بالحسبان ما يميّز الدحيل اليوم باعتباره فريقاً متكاملاً يمتلك كل مقومات الإبداع والتألق بحيث كان مصدر إعجاب من قبل الجميع ليس فقط بسبب النتائج الكبيرة التي جعلته يخوض كل مباريات الدوري ومعها بطولتي كأس قطر وكأس سمو الأمير إضافة إلى دوري أبطال آسيا دون أي خسارة حتى الآن، ذلك إلى جانب تميزه أيضاً بامتلاكه لنخبة لامعة من اللاعبين الذين أثبتوا جدارة كبيرة فعلاً هذا الموسم سواء على مستوى المحترفين أو حتى اللاعبين المحليين، وكل ذلك إنما يمنح الفريق كل الحق في التطلع نحو تحقيق الإنجاز الكبير المتمثل بثلاثية الموسم..

غير أننا وفي مقابل ذلك يجب أن لا ننسى بأن للريان أيضاً كل الحق في أن يتطلع هو الآخر لإنجاز مهمته الأخيرة بأعلى درجات التألق، ليس فقط للتعويض عما فاته في الدوري الذي حلّ فيه ثالثاً وفي كأس قطر الذي غادره من الدور نصف النهائي وكذلك في دوري أبطال آسيا الذي خرج من دور المجموعات فيه، وإنما أيضاً لتأكيد قدرته على تحقيق ما عجز عنه الآخرون وهو إيقاف مسيرة الانتصارات المتتالية للدحيل وكذلك إثبات جدارته في أن يترك بصمة مهمة في الموسم من خلال إحرازه آخر وأهم ألقابه..

وهنا لا نتحدّث فقط عما يمتلكه الفريقان من أسماء كبيرة على مستوى اللاعبين وإنما أيضاً عن وجود اثنين من أفضل المدربين وهما الجزائري جمال بلماضي مدرب الدحيل والدنماركي لاودروب مدرب الريان وكلاهما في قائمة الترشيح الخاصة باختيار أفضل مدرب لهذا الموسم.. ومع أن أغلب الترشيحات يمكن أن ترجّح كفة بلماضي ولأكثر من سبب إلا أن ذلك لا يلغي طبعاً حجم العطاء الكبير لنظيره لاودروب مع الإشارة إلى أن الأخير سبق وأن درّب الدحيل وقاده إلى منصّة التتويج في الدوري قبل ثلاثة مواسم وهو ما يعكس جدارته وتميزه التدريبي أيضاً ليكون ذلك من بين العوامل الذي تجعلنا نذهب إلى أن الصراع بين كلا المدربين سيكون في أعلى درجاته .

أما على مستوى اللاعبين فنرى أن الأوراق باتت مكشوفة تماماً وكل فريق يعرف الآخر بكل التفاصيل غير أن ذلك لا يمنع من أن نترقب ما هو جديد من حيث حجم العطاء وتميزه بالنسبة للعديد من الأسماء التي سجّلت هذا الموسم حضوراً ملفتاً حقاً.. وقد يكون مهماً جداً هنا الإشارة إلى أن أبرز ما يميّز الفريقين هو الجدارة الهجومية حيث يمتلكان معاً أسماء لامعة وكبيرة رغم أن كلاً منهما كان قد خسر خدمات واحد من تلك الأسماء المهمة جداً إذ غادر الدحيل اللاعب التونسي الكبير يوسف المساكني، بينما غادر الريان الهدّاف المغربي اللامع عبدالرزاق حمد الله وكلاهما بسبب الإصابة.. إلا أن ذلك لا يقلل من حجم الإمكانات الهجومية لكلا الفريقين.. فلكل منهما أسلحته الضاربة في هذا الجانب حيث يعتمد الدحيل على هدّاف الموسم يوسف العربي ومن خلفه المعز علي وإسماعيل محمد، وكلاهما قدّما موسماً رائعاً جداً هذه المرة.. أما الريان فإنه يعتمد على النجم المخضرم وصاحب الخبرة الكبيرة سبستيان ومن خلفه المغربي محسن متولي والخطير جداً تاباتا وأيضاً الكوري الجنوبي مايونجين كو.. وفي تقديرنا أن الكفة الهجومية هذه تبدو متقاربة إلى حد كبير غير أن الأمر لا يتوقف فقط على ما يمكن أن يفعله كل هؤلاء في الأمام وإنما يحتاج إلى دور مهم جداً على مستوى التحضير في منطقة العمليات التي ستبرز من خلالها بشكل واضح بصمات كلا المدربين على اعتبار أن الجهد الأكبر ينصب على هذه المنطقة تحديد سواء من حيث التحضير الهجومي أو من حيث القدرة على الإسهام في الشق الدفاعي.. ومع أن المراهنة الأكبر تركز على الإمكانات الهجومية ومدى قدرة أي فريق على ترجمة تلك الإمكانات بالشكل الأمثل إلا أن واقع الحال يقول إن الحسم الحقيقي يمكن أن يتأتى من خلال التنظيم الدفاعي تحديداً .. فمتى ما كان الفريق منظماً دفاعياً وقادراً على الحد من الخطورة الهجومية لمنافسه متى ما كان قادراً على أن يمهّد للفريق طريق الفوز في مثل هذه المواجهة النارية الشرسة..

نقول إنها مباراة من الوزن الثقيل، وإن الأبواب فيها تبقى مفتوحة أمام كل الاحتمالات حتى وإن وجد البعض أن الاحتمال الأكبر هو ذاك الذي يرجّح كفة الدحيل الذي كسب هذا الموسم إعجاب الجميع ..

اتحاد الكرة يسابق الزمن

كما جرت العادة في كل موسم يُسابق اتحاد الكرة الزمن من أجل إخراج النهائي الكبير بالصورة التي تتفق مع حجم البطولة وتاريخها الساطع حيث تواصل مختلف اللجان العاملة جهودها الجبّارة لتهيئة كل سبل النجاح الذي ظل ملازماً لها منذ انطلاقتها الأولى قبل أربعة عقود ونصف..

فمثلما يحرص الفريقان المؤهلان للنهائي على تقديم أفضل ما لديهما فنياً كذلك هو الحال على المستوى التنظيمي الذي يحظى بكل هذا الاهتمام الكبير سعياً لرسم أجمل لوحة في اليوم الأخير لموسم كان حافلاً فعلاً بكل عناوين الإبداع والتألق والإثارة..

ترقب جماهيري يفوق التوقعات

يبقى الترقب في أعلى درجاته على المستوى الجماهيري.. فالكل يتحدّث عما يمكن أن تنتهي إليه هذه المواجهة الكبيرة، والكل يتساءل عما يمكن أن تنتهي إليه وعما إذا كان الدحيل سيمضي بقوة نحو هدفه الكبير المتمثل بإحراز ثالث ألقاب الموسم بعد أن كان قد نجح حتى الآن في إحراز لقب الدوري ولقب كأس قطر إلى جانب نجاحه المتميز في دوري أبطال آسيا الذي بلغ فيه الدور ربع النهائي.. والكل يتساءل أيضاً عن فرصة الريان ومدى قدرته على إيقاف عجلة الدحيل، وبالتالي حرمانه من الثلاثية والعودة إلى منصّة التتويج التي سبق وأن اعتلاها ست مرات حتى الآن ..

14 هدفاً للفريقين في مباراتين

تشكّل موقعة السبت ثالث مواجهة بين الفريقين الكبيرين هذا الموسم.. فقد سبق وأن التقيا مرتين في دوري هذا الموسم، فكان الفوز من حليف الدحيل في القسم الأول وبنتيجة ( 5 – 3 ) بينما انتهت مواجهتهما الثانية في القسم الثاني بالتعادل ( 3 – 3 ) .. والواضح من خلال هاتين النتيجتين حجم القوة الهجومية الضاربة لكل منهما إذ بلغ مجموع الأهداف المسجّلة في كلا المباراتين ( 14 ) هدفاً كان نصيب الدحيل منها ثمانية أهداف بينما كان نصيب الريان ستة أهداف.