
جاسم عيسى المهيزع
شهر رمضان الكريم يحمل لنا العديد من القيم التربوية التي ينبغي علينا أن نستفيد منها ونعلمها لأولادنا ولعل من أهمها قيمة الصبر، فالصبر هو أساس أي نجاح يحققه الإنسان وبالصبر ينال الفرد ما يريده إذا اقترن صبره بالعمل الجاد، ومن أهم المبادئ التي يتعلمها الطالب الصبر على مشاق العلم وصعابه وبالصبر والاجتهاد تتحقق الفائدة ويجني الطالب ثمار علمه، ولذلك كانت قصة سيدنا موسى والخضر عليهما السلام نموذجاً حياً للدعوة إلى الصبر على العلم.
ومما لا شك فيه أن صيام رمضان يعودنا على الصبر وتحمل المشاق وضبط النفس وهي كلها قيم تربوية لا غني عنها لأي طالب للعلم، وقد أثبتت الدراسات التربوية أن تعويد الطفل على الصبر في صغره ومقاومة شهوته للعب في غير وقته وللطعام تؤهله مستقبلياً للانتظام في صفه الدراسي وتحمل الجلوس وقتاً طويلاً لطلب العلم ويكون الطالب الصبور على تحمل مشاق العلم متفوقاً وقادراً على التركيز عن غيره من الطلاب ذوي فرط النشاط والحركة الزائدة أثناء أوقات تلقي العلم.
إن شهر رمضان فرصة طيبة لتعويد طلابنا وأبنائنا على الصبر والمثابرة وهي قيم طيبة حرص علماؤنا عليها وربوا طلابهم عليها وهو ما أوجد للحضارة الإسلامية مكانة سادت لقرون طويلة بين الأمم، وفق الله طلابنا لما فيه الخير، وكل عام وأنتم طيبون.