لمن تدق أجراس النصر في الملعب المونديالي ؟
الدحيل والريان عند نقطة شروع واحدة للانطلاق نحو منصة الذهب
قمة من الوزن الثقيل لا تقبل التكهنات وتفتح أبوابها على كل الاحتمالات
مباراة بنت دقائقها التسعين وليس لها علاقة بسابقاتها بين الفريقين

متابعة – صفاء العبد:
رغم أن العديد من المؤشرات الفنية ترجح كفة الدحيل في مباراة القمة المرتقبة لنهائي أغلى البطولات على كأس سمو الأمير يوم غدٍ السبت إلا أن الأمر يبقى مجرد تكهنات ومن النوع الذي لا تعترف به كرة القدم على الإطلاق، وفقاً للعديد من التجارب والأحداث التي شهدناها في مناسبات كثيرة.
فهنا إنما نتحدث عن مباراة لا تشبه ما سبقها على مستوى اللقاءات التي جمعت بين الفريقين.. نتحدث عن قمة من الطراز الثقيل وعن مواجهة لا يختلف اثنان على أنها ستكون في غاية القوة وفي أعلى درجات الإثارة خصوصاً أن كلاً من الفريقين يمتلكان أسماء كبيرة ومتميزة وقادرة على أن ترتقي بالمباراة إلى المستوى الذي يأمله الجميع.
القراءة الفنية يمكن أن ترجح كفة الدحيل فعلاً وقد تمنحه الفرصة الأكبر لحسم هذا اللقاء وبالتالي ضرب أكثر من عصفور بحجر من خلال تتويج رحلته المتميزة لهذا الموسم بأغلى الألقاب وأهمها، وإضافة ذلك إلى لقبي الدوري والكأس ليحقق الثلاثية التاريخية التي لم يحققها فريق غيره سوى فريق السد في الموسم 2006 / 2007 .. وإلى جانب ذلك فإن فوزه في هذه المواجهة النارية يعني مواصلته للنجاح الباهر الذي يجعله ينهي المشاركة في البطولات الثلاث، الدوري وكأس قطر وكأس سمو الأمير، بدون أي خسارة وهو أمر يندر جداً حدوثه في عالم كرة القدم.
أما بالنسبة إلى الريان فإن له حظوظه المهمة هو الآخر وبالتالي إنهاء الموسم باللقب الأهم بعد أن كان قد اكتفى بالمركز الثالث في الدوري قبل أن يخرج من نصف النهائي لبطولة كأس قطر.. وفي الحقيقة فإن ما قدمه الريان هذا الموسم لم يكن سيئاً رغم أنه لم يرتق إلى طموحات جمهوره الكبير.. فلو عدنا لنستعرض أبرز مباريات الموسم لوجدنا أن الريان كان طرفاً فيها بما في ذلك تلك المواجهة التي جمعته مع الدحيل نفسه في القسم الثاني من الدوري والتي انتهت بالتعادل بثلاثة أهداف لكل منهما.. وكذلك تلك المباراة الكبيرة التي جمعته مع السد في نصف نهائي كأس قطر والتي خسرها الريان بطريقة دراماتيكية ومن خلال تقنية حكم الفيديو المثيرة للجدل.. وربما يكون من المهم جداً هنا أن نشير أيضاً إلى أن للريان خبرته الطويلة على صعيد نهائي هذه البطولة الكبيرة.. فهذه هي المرة السابعة عشرة التي يتواجد فيها في المباراة النهائية متوجاً ذلك حتى الآن بإحراز لقبها ست مرات، الأمر الذي لابد أن يؤخذ بالحسبان عند الحديث عن أي تفاصيل تتعلق بالمواجهة الصعبة هذه.
ومع أن الخبرة هنا تصب في مصلحة الريان إلا أن علينا ألا ننسى حقيقة أن الدحيل ربما يكون أكثر جاهزية من الناحيتين الفنية والمعنوية عطفاً على نجاحاته الكبيرة والمتميزة هذا الموسم.. صحيح أن هذه هي المرة الثانية التي يتأهل فيها إلى نهائي في مقابل ( 17 ) مرة للريان .. وصحيح أن تاريخه مع البطولة لا يتعدى الفوز بلقبها مرة واحدة في مقابل ست مرات للريان إلا أن كل ذلك قد لا يشكل إضافات كثيرة عند المقارنة الفنية التي تؤشر أكثر من حقيقة مهمة يمكن أن ترجح الكفة الدحلاوية.. ولعل في مقدمة تلك الإضافات ما يتعلق بالإمكانات الهجومية التي كانت قد جعلته صاحب أقوى ذراع هجومية ضاربة وفقاً للأرقام التي تشير إلى أنه كان قد سجل أعلى رصيد تهديفي في الدوري بلغ ( 86 ) هدفاً في مقابل ( 54 ) هدفاً للريان .. وحتى على المستوى الدفاعي فإن الأرقام نفسها تتحدث عن أرجحية الدحيل إذ لم يسجل في مرماه سوى ( 27 ) هدفاً في ( 22 ) مباراة خاضها في الدوري في مقابل ( 39 ) هدفاً سجلها في مرمى الريان في نفس العدد من المباريات.. أضف إلى ذلك ما تقوله الأرقام أيضاً بشأن النتائج، حيث سجل الدحيل ( 19 ) فوزاً وثلاثة تعادلات دون أن يتعرض لأي هزيمة بينما سجل الريان ( 13 ) فوزاً وأربعة تعادلات وتعرض لخمسة هزائم.. كل ذلك إنما يعكس صورة واضحة عن تلك الأرجحية التي يمكن أن نتحدث بها عند المقارنة بين الفريقين.
غير أن كل هذه الأرقام ومعها كل الانطباعات الأولية يمكن أن تتحول إلى مجرد أرقام هامشية وانطباعات سطحية في مباراة كبيرة مثل المباراة النهائية هذه.. فالصراع هذه المرة هو صراع الدقائق التسعين فقط، وإن كلاً من الفريقين كانا قد وصلا إلى أعلى درجات الاستعداد سعياً لتحقيق الفوز في هذا اللقاء تحديداً وبالتالي خطف اللقب الأغلى في الموسم.
من هنا نقول إن كل الاحتمالات واردة وإن الحديث عن أرجحية فريق على آخر قد لا يكون صائباً أو دقيقاً بحكم ما يمكن أن يحدث من متغيرات على مستوى عطاء لاعبي كل من الفريقين في شوطي المباراة.
غير أن ما نتفق عليه جميعاً هو أننا سنكون إزاء قمة حقيقية.. قمة من الطراز الثقيل.. فكل من الفريقين مؤهلان لتقديم أجمل عروضه وأقواها لا سيما على المستوى الهجومي بحكم الأسماء المهمة والكبيرة التي يمتلكها كل منهما.. وقد يكفي أن نشير مثلاً إلى تواجد لاعب بمستوى يوسف العربي ، هداف الموسم ، ومعه الخطير نام تاي وكذلك المعز علي وإسماعيل محمد في صفوف الدحيل وكذلك النجم المخضرم والكبير سبستيان والمتألق دائماً تاباتا ومحسن متولي والكوري مايونجين كو في صفوف الريان.. أسماء لامعة وتتمتع بإمكانات متميزة فعلاً على المستوى الهجومي بحيث ستكون قادرة على لفت كل الأنظار من خلال ما يمكن أن تقدمه في القمة المرتقبة هذه.
وبقدر ما ستكون هذه الأسماء تحت الأنظار لمتابعة ومشاهدة ما يمكن أن تفعله على أرض الملعب بقدر ما ستتجه الأنظار أيضاً صوب المنطقة الفنية حيث الصراع سيكون شديداً أيضاً بين مدربين أثبتا معاً نجاحات متميزة وكبيرة في أكثر من مناسبة وأكدا أيضاً أنهما يمتلكان القدرة الكاملة على لعب دور في غاية الأهمية للارتقاء بالمباراة إلى أعلى القوة والإثارة من خلال تحضيراتهما واختياراتهما وكيفية توظيف المتوفر لهما من إمكانات.