الراية الرياضية
لقاء من العيار الثقيل بين مدربين أنتجتهما كبار الأندية الأوروبية

مواجهة تكتيكية شرسة في الطريق إلى المنصة

بلماضي يسعى لتتويج تألقه الكبير بإحراز ثالث ألقاب الموسم

لاودروب يبحث عن فرصة أخيرة تتفق مع إمكانات فريقه وطموحاته

متابعة – صفاء العبد :

سيكون الصراع شرسًا بين مدربين يتمتعان بالكثير من الكفاءة التي يمكن أن تدفع بلقاء اليوم بين القطبين، الدحيل والريان، إلى أعلى درجات القوة والإثارة بحثا عن اللقب الكبير لأغلى الكؤوس.

وجود لاودروب على رأس الجهاز الفني للربان يمنح الفريق بالتأكيد قدرًا كبيرًا من إمكانية الارتقاء إلى أفضل حالاته وذلك من خلال ما يتمتع به من كفاءة متميزة سبق أن مكنت الفريق من الظهور بالمستوى الذي أهله لتقديم العديد من العروض الكبيرة.

وقد يكون مهمًا هنا الإشارة إلى أن لاودروب سبق أن قاد الدحيل، تحت مسماه السابق لخويا، إلى الفوز بدرع الدوري وهو ما يعكس حقيقة إمكاناته الكبيرة التي يحاول اليوم ترجمتها بإحراز أغلى الألقاب ولكن مع الريان هذه المرة.. وفي المقابل فإن بلماضي كان قد أكد جدارته وتميزه فعلا من خلال نجاحه في إحراز لقب الدوري مع الدحيل للمرة الرابعة والثانية على التوالي وهو أمر لم يحققه غيره على صعيد بطولاتنا المحلية..

وعلى مستوى التعامل مع بطولاتنا المحلية فإن لكل من المدربين تجربتهما المهمة في ذلك غير أن تجربة بلماضي تكاد تكون هي الأرجح خصوصًا أنه سبق أن انضم إلى صفوف الغرافة والخريطيات يوم كان لاعبًا قبل أن يتحول إلى مدرب ويقود لخويا مع أول ظهور له مع الكبار إلى جانب أنه سبق أن تولى مهمة تدريب العنابي وقاده للفوز ببطولة كأس الخليج..

أما بالنسبة إلى لاودروب فإن الريان هو ثاني فريق يقوده بعد لخويا لكنه في مقابل ذلك قد يتفوق على مستوى الخبرة العالمية كلاعب وكمدرب أيضا .. فاذا كان بلماضي قد لعب في فرق مهمة مثل باريس سان جيرمان ومارسيليا في فرنسا وسلتا فيغو في إسبانيا وساوثهامبتون في انكلترا إضافة إلى الاتحاد السعودي ومن ثم الغرافة والخريطيات إلى جانب تمثيله لمنتخب الجزائر بين عامي 2000 و 2004 فان لاودروب مثل أندية أكبر من حيث المستوى إذ لعب في صفوف برشلونة وريال مدريد في إسبانيا ويوفنتوس في إيطاليا قبل أن يتحول إلى التدريب ويصبح مساعدًا لمدرب منتخب الدنمارك بين عامي 2000 و2002 علمًا أنه كان قد مثل منتخب بلاده في (104) مباراة دولية وشارك في نهائيات كأس العالم مرتين في عامي 1986 بالمكسيك و1998 في فرنسا..

فنيا يبدو واضحا أن كلا المدربين يتميزان بالتركيز على الجانب الهجومي حيث نجح كل منهما في صنع فريق يتمتع بإمكانات هجومية عالية مثلما أن كليهما يلعبان بأسلوب متشابه إلى حد بعيد حيث يعتمدان معًا على رأس حربة واحد ومن خلفه ثلاثة لاعبي ارتكاز إلى جانب مراهنتهما معا أيضا على التوغلات الجانبية ومحاولة استثمار كل مساحات الملعب بأفضل صورة ..

غير أن التركيز هنا على الشق الدفاعي لم يكن ليعني التقليل من أهمية الجانب الدفاعي حيث إن كل منهما سجلا نجاحا طيبا في هذا الجانب أيضا ولا سيما المدرب بلماضي حيث إن شباك مرمى الدحيل لم تهتز سوى (27) مرة في (22) مباراة وهو ثاني أفضل رقم في دوري هذا الموسم وبالتالي فإن ذلك قد يرجح كفة فريقه على مستوى خط الدفاع حيث يتفوق في ذلك على الريان بفارق (12) هدفا ..

وفي الجانب الذي يتعلق بالخيارات المتاحة على مستوى اللاعبين البدلاء فإن لكل من المدربين العديد من الأوراق المهمة التي يمكن اللجوء إليها خلال المباراة إلى جانب تلك التي يراهنان عليها في التشكيلة الأساسية وهو ما يجعلهما متكافئان في هذه الجزئية لكن يبقى الأمر مرتبطا بمدى نجاح أي منهما في خياراته تلك .. غير أن كل ذلك لايمنع من أن نقول إن بلماضي كان أكثر نجاحًا خلال هذا الموسم حيث نجح حتى الآن في قيادة فريقه للظفر بلقبي الدوري وكأس قطر وهو يطمح في أن يجعلها ثلاثية من خلال الفوز في مباراة اليوم إلى جانب نجاحه القاري الكبير المتمثل بقيادة فريقه إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا دون خسارة في حين أن أفضل ما حققه لاودروب مع الريان هو الوصول إلى المركز الثالث في الدوري قبل أن يخرج من نصف نهائي كأس قطر وقبلها كان قد ودع دوري أبطال آسيا في دور المجموعات ..

وفي كل الأحوال نقول إن لكل من المدربين فرصته في تأكيد تفوقه من خلال مباراة اليوم وبالتالي الصعود إلى منصة التتويج لأغلى البطولات ذلك أن الفوز في مباراة صعبة مثل هذه المباراة يعكس بالتأكيد حجم نجاح أو أرجحية مدرب على آخر وفق حسابات الفوز والخسارة رغم أن واقع الحال يقول إن الفريقين فائزان معا بنيلهما شرف مصافحة سمو الأمير في اللقطة الأخيرة لموسم الكرة الحالي ..

بطل البطولتين يشهر سلاحه الهجومي الضارب

لا يختلف اثنان حول قوة السلاح الهجومي الذي يمتلكه كل من الفريقين .. فكل منهما يراهن على أسماء لامعة وكبيرة .. فالدحيل ينتظر الكثير من هداف الموسم يوسف العربي ومن خلفه صانع الألعاب المتميز جدًا نام تاي إلى جانب الجناحين الخطيرين إسماعيل محمد والمعز علي وكلاهما في أفضل حالاتهما .. وبسبب من كل ذلك نرى أن دفاعات الريان ستكون مطالبة بجهد خارق فعلاً من أجل الحد من خطورة مثل هذه الأسماء المخيفة فعلاً.. فمثلما سيكون أحمد ياسر وفييرا مسؤولان بشكل مباشر عن يوسف العربي عبر المراقبة المشددة كذلك سيكون الأمر بالنسبة إلى الظهيرين محمد علاء ومحمد جمعة وهما يواجهان أخطر التوغلات من خلال إسماعيل محمد والمعز علي مع الإشارة إلى أن التمريرات الجانبية باتت تشكل السلاح الأخطر الذي يهدد به الدحيل مرمى خصومه.

بلماضي في سطور

– الميلاد : في فرنسا 27 /‏ 3 /‏ 1976 ( 42 عامًا) جزائري الأصل

– المركز كلاعب : وسط

– الطول : 175 سنتيمترا

– الفرق التي مثلها كلاعب : باريس سان جيرمان ومرسيليا وكان في فرنسا وسلتا فيغو في إسبانيا وساوثهامبتون في انكلترا ثم الغرافة في الموسم 2003 /‏ 2004 والخريطيات في الموسم 2005 /‏ 2006

– لعب لمنتخب الجزائر بين عامي 2000 و2004

– قاد لخويا إلى لقب الدوري في أول موسمين مع الكبار 2010 /‏ 2011 و 2011 /‏ 2012 وعاد إليه في الموسم الماضي ليستعيد اللقب قبل أن يكرر ذلك للمرة الرابعة الموسم الحالي.

– قاد منتخب قطر للفوز بلقب غرب آسيا ولقب البطولة الخليجية.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X