أماني إسماعيل علي
لقد حل شهر رمضان المبارك علينا و قطر ما تزال تحت حصار جائر غير مبرر، وبالرغم من أن الحصار سيكمل عامه الأول في غضون أسابيع قليلة إلا أن الحياة تسير بصورة طبيعية في البلاد بفضل من المولى عز وجل؛ والشاهد على ذلك أن المحلات و المجمعات التجارية وفرت كل أصناف المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية التي يقبل على شرائها المواطنين و المقيمين بأسعار مناسبة.
إن أجمل ما قدمه لنا الحصار هو انتعاش الصناعات المحلية و بالأخص الغذائية، فقد امتلات الرفوف بالمنتجات الوطنية بشكل أكبر من قبل لتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين، و أصبحت الخيار الأول و المفضل لدى كثير منهم لسببين أولهما جودة المنتج المحلي التي تضاهي بل تفوق المنتجات المستوردة و ثانيهما تشجيع الصناعات المحلية. لم يتمكن الحصار من حرمان من يعيش في قطر من الاستعداد لشهر رمضان المبارك كما اعتادوا عليه قبل الحصار؛ فقد ترقبنا حلوله علينا بشوق و استقبلناه بفرح، إلا أننا نفتقد أمراً واحداً فقط ألا و هو زيارة بيت الله الحرام، و نحنُّ شوقاً لأداء العمرة، و نتساءل عن الجرم الذي اقترفناه ليتم حرماننا من أداء العمرة للعام الثاني على التوالي، فهل وجود المشاعر المقدسة في المملكة العربية السعودية يعطيها الحق في منع من تريد من زيارتها؟!
أخيراً، كان يفترض منذ بداية الأزمة الخليجية ألا تزج المملكة العربية السعودية بالأمور الدينية في الخلافات السياسية، إلا أنها تصرفت و كأن المشاعر المقدسة أملاك خاصة، و لا شك أن هذه الممارسات التعسفية و القرارات غير الصائبة لن تمحى من الذاكرة، و ستظل نقطة سوداء في تاريخ المنطقة.