الراية الرياضية
لاختيار الأنسب من المحترفين بعد أن حسمت أمرها على مستوى الأجهزة الفنية

أنديتنا تستعد لاقتحام « سوق المونديال»

ركّزوا على اللاعب العربي في كأس العالم فأمامنا فرص نموذجية لاستقدام الأفضل

المحترف العربي أثبت تفوقه وجدارته.. واليوسفان وبونجاح نماذج في غاية الأهمية

أخطاء الماضي دروس للمستقبل والمطلوب تجنّب تكرارها لكي لا نعاني منها مجدداً

متابعة – صفاء العبد :

إذا كانت معظم أنديتنا قد حسمت أمرها على صعيد المُدرّبين، بتلك الطريقة التي قد نتفق أو نختلف بشأنها وفقاً لقناعات كل منا، فإنها ستكون مطالبة بالإسراع وليس «التسرّع« في حسم أمر محترفيها استعداداً للموسم الكُروي المُقبل.

فمن أصل (12) نادياً طال التغيير خمسة من المدربين، وأغلبهم بطريقة العودة إلى الماضي مثل الفرنسي جوركوف العائد للغرافة، ومواطنه بانيد العائد إلى أم صلال، والتشيكي ماتشالا العائد للأهلي، بينما استعان الخور بالتونسي عادل السليمي ليكون بديلاً لمواطنه ناصيف البياوي الذي انتقل بدوره إلى الخريطيات ..في حين احتفظت أغلب الأندية الأخرى بمدربيها، بدءاً من الجزائري بلماضي في الدحيل، والبرتغالي فيريرا في السد، والتونسي سامي الطرابلسي في السيلية، والكرواتي لوكا في العربي، ومدربنا الوطني عبدالله مبارك في نادي قطر، إضافة الإسباني خوسيه مورسيا في الشحانية العائد لدوري الكبار، باستثناء الدنماركي لاودروب الذي بات واضحاً أنه أصبح خارج حسابات الريان.

أما على صعيد اللاعبين المحترفين فإن واقع الحال يشير إلى تمسّك هذه الأندية بأغلب محترفيها السابقين لأسباب عدة، قد يكون بينها القناعة بإمكاناتهم، وبالتالي الرغبة في الاستقرار الفني الذي يمكن أن يصبّ في مصلحة الفريق أو ربما لضيق اليد وعدم القدرة على توفير الأموال التي تكفل لها إبدالهم بمن هم أفضل، إلا أن هناك في المقابل ماهو جديد بالتأكيد على هذا الصعيد، حيث تنهمك العديد من أنديتنا في البحث فعلاً عن محترفين جدد سعياً لتعزيز قدرات فرقها بلاعبين يمكن أن يشكّلوا إضافات حقيقية ومهمة قادرة على إحداث التحوّل الإيجابيّ الذي تبحث عنه من خلال الموسم الجديد.. ومع أن المُتغيرات المرتقبة، يمكن أن تكون محدودة هذه المرة، مُقارنة بالمواسم السابقة إلا أن الذي نأمله هو أن تستفيد أنديتنا من تجاربها السابقة، وأن تستثمر خبراتها الطويلة في هذا المجال في كيفية اختيار المحترف المُناسب الذي يرتقي بإمكاناته الفنية والبدنية إلى حجم الطموحات أو قريباً منها على الأقل، وأن تتجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي سبق أن عانت منها في المواسم السابقة، ومنها الموسم الأخير الذي حفل بأسماء عديدة لمحترفين لا يحملون من الاحتراف غير الاسم فقط بحكم تواضع إمكاناتهم أو محدودية قدراتهم التي بدت في بعض الأحيان وكأنها لا ترتقي حتى إلى إمكانات العديد من لاعبينا المحليين، الأمر الذي اضطرها إلى الاستعانة ببعض البدلاء من خلال الانتقالات الشتوية.

وعندما نتحدّث هنا عن إمكانات مثل هؤلاء المحترفين فإنما نتحدّث عن لاعبين كانوا بمثابة العبء على الفرق التي لعبوا في صفوفها وليس العكس ليصبحوا بالتالي أقرب إلى « مطب « وقع به هذا الفريق أو ذاك بحيث وصل الحال بهذه الفرق إلى البحث عن كيفية التخلص من بعض هذه الأسماء بأي طريقة ممكنة.

نقول إن ما حدث خلال الموسم المنتهي لم يكن ليختلف كثيراً عما حدث في مواسم أخرى سبقته.. فالأخطاء هذه باتت تتكرر مع كل موسم بحيث كانت هناك العديد من الأسماء التي حملت صفة الاحتراف لكنها في الواقع ليست أكثر من فقاعات لأنها لم تحقق أي إضافات مقنعة من خلال تواجدها في دورينا. وفي تقديرنا أن تكرار مثل هذه الأخطاء يكشف عن سوء عملية الاختيار في هذا النادي أو ذاك أو ضعف القدرة على اختيار الأنسب من اللاعبين، وهذا أمر يرتبط هو الآخر بأسباب متعدّدة من بينها الجانب المالي بالتأكيد.. غير أن الجانب المالي هنا يمكن تجاوزه إذا ما وسعنا رقعة البحث عن اللاعبين المحترفين دون التركيز فقط على بعض الجنسيات، خصوصاً من أوروبا وأمريكا اللاتينيّة.. فالتجارب السابقة أثبتت أن الجنسية لا يمكن أن تكون هي من يدلّنا على اللاعب الأفضل أو صاحب المستوى الذي نبحث عنه .. فكم من لاعب برازيلي لم يكن مقنعاً في مستواه .. وكم من لاعب أوروبي كان دون مستوى الطموح.. ثم في المقابل كم من لاعب عربي أثبت جدارته بعد أن قدم ما يفوق كل التوقعات.

ليس المهم الخوض في التفاصيل أو الأسماء لكننا يمكن أن نتوقف، على سبيل المثال، عند تلك الأسماء المهمة من لاعبينا العرب الذين قدموا الكثير وأضافوا ماهو أكثر للفرق التي لعبوا فيها .. وحتى لا ننسى أحداً من المواسم السابقة دعونا نتحدث عن الموسم المنتهي هذا لنشير إلى حجم الفارق الواضح بين اللاعب العربي وبين مثيله من حملة الجنسيات الأخرى .. نتحدث عن المغربي يوسف العربي والتونسي يوسف المساكني في الدحيل والجزائري بغداد بونجاح ومواطنه حمرون يوغرطة في السد.. كما نتحدث عن المغربي محسن متولي في الريان ومواطنه رشيد تيير في الخريطيات، والجزائري نذير بلحاج في السيلية، مثلما نتحدّث عن اللاعب السوري الذي لفت الأنظار محمود المواس في أم صلال، وأسامة أومري في قطر.. ومثلما نجح هؤلاء في تجربتهم مع دورينا كذلك يمكن أن نشهد نجاحات قد تكون أكبر من لاعبين عرب آخرين قادرين فعلاً على أن يشكّلوا إضافات في غاية الأهمية لفرقنا متى ما أتيحت لهم الفرصة المناسبة.. وهنا نقول إننا على أبواب كأس العالم، وهناك أربعة منتخبات عربية متواجدة في هذه البطولة الكبيرة.. والمؤكّد أن ذلك يمثل فرصة مهمة جداً لاختيار من هو مناسب من خلال الصورة الواقعية التي سيظهر عليها في هذا المونديال، خصوصاً بالنسبة إلى منتخبي تونس والمغرب على اعتبار أن اللاعب المغربي والتونسي باتت له تجربته المهمة جداً مع الدوري القطري من خلال تواجد العديد منهم في فرقنا.. ومن هذا المنطلق نقول إن أمام فرقنا الباحثة عن محترفين جدد فرصة ثمينة جداً عبر التوجّه نحو ملاعبنا العربية الزاخرة بالإمكانات المتميزة أولاً، إضافة إلى أن تكلفتها المالية ليست بالضخامة التي ننفقها على لاعبين أقل مستوى من جنسيات أخرى. والأهم هنا هو أننا سنكون أمام الصورة الحية والواقعية لإمكانات هؤلاء اللاعبين عبر المتابعة الميدانية لما سيقدمونه في ملاعب المونديال وليس عبر الاعتماد على السماسرة الذين اعتادوا ترويج بضاعتهم بطريقة سبق أن كشفت لنا الكثير من الزيف والتزويق للإيقاع بالمعنيين في أنديتنا في شرك الوهم وبالتالي التورط مع أنصاف المحترفين مثلما حدث لنا في أكثر من تجربة ..!

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X