أسـعى لنشـر رســالتي الفنية من خــلال البورتريه
هدفي رسم المزيد من اللوحات لأشخاص برزوا خلال الحصار
البورتريه يحتاج للتدقيق في ملامح الوجه وتهمني نظرة العين
أفضل استخدام الفحم وأغلب لوحاتي تتجه ناحية الأبيض والأسود
أسعى لإقامة معرض كبير خلال الفترة المقبلة

كتب – أشرف مصطفى:
أكدت الفنانة التشكيلية نورة الهاجري أن ارتباطها بفن البورتريه جاء بقصد تسليط الضوء على الشخصيات البارزة التي لعبت دوراً هاماً في أزمة الحصار الجائر على دولة قطر، منوهةً إلى أن اختيارها للصور التي تقوم برسمها يأتي بعد شعورها بأن ثمة حكاية وراءها، جاء ذلك خلال حوار أجرته معها الراية تحدثت فيه عن بدايتها وعن الأشكال الفنية التي تتميز بإبداعها علماً بأن موهبة نورة قد تجلت بعد الحصار، حيث تفجرت مكامن الإبداع لديها، وإبراز كل ما لديها من طاقات فنية دفينة، جعل البعض يلقبونها برسامة الحصار لأنها كانت سباقة في رسم وتجسيد الحدث الخاص بالشخصية التي ترسمها.
• كيف جاءت بداياتك في فن الرسم؟
– في البداية لم يتعد الأمر كونه هواية، فكنت أمارس الرسم بين الحين والآخر على سبيل الهواية في نطاق محدود بين نفسي وعائلتي لا أكثر، ولم يكن هدفي أن أكون رسامة معروفة، أو ربما لم يكن لديّ الجرأة الكافية للظهور، إلا أن البداية الحقيقية التي ألهبت حماسي ودفعتني لخوض غمار هذا المعترك، كانت مع بداية الحصار الجائر على بلدي والذي فجر مشاعري وإبداعي، فرأيت أن القيام بدوري تجاه الوطن من خلال ما أجيده هو أقل ما يمكن تقديمه لقطر، حيث ينبغي على كل شخص من موقعه إظهار الحب لهذا الوطن والولاء له، ولحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه.
• في أي اتجاه فني تميلين في أعمالك، وكيف تختارين موضوعاتك؟
– أتخصص في فن البورتريه بما به من تفاصيل تعتبر كل واحدة منها علامة من علامات الوصول للمتلقي، فالبورتريه يحتاج للتدقيق في ملامح الوجه وتعبيراته، مثلاً يهمني كثيراً إظهار نظرة العين، وكذلك الابتسامة التي أشعر أنها تحكي قصة ما، واختياري لموضوعاتي يتم بعناية شديدة، فأنتقي الصور التي أشعر أن وراءها حكاية، أو التي تتكلم عن نفسها بطريقة ما، كما أحب رسم “البورتريهات” التي تُظهر عفوية الشخصية، ومن الشخصيات السياسية التي رسمتها، وجذبتني نظرة العين فيها كانت صورة لسعادة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وكذلك صورة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد حاكم سلطنة عُمان.
• وما هي الرسالة التي يمكن أن تحملها لوحاتك التي تصورين فيها شخصيات بارزة ؟
– بالفعل أركز جهودي حالياً على رسم البورتريه لشخصيات بارزة من القيادة الرشيدة حفظها الله، وكذلك الشخصيات المؤثرة التي كان لها دور مهم خلال الحصار في الدفاع عن الحق وإسكات صوت الباطل، ومنها شخصيات سياسية وإعلامية وأدباء وشعراء وغيرهم، ورسمي لهذه الشخصيات بمثابة رسالة حب لهم، وشكر على مواقفهم النبيلة في خدمة الوطن.
• هل هناك أشكال أخرى من الرسم تنوين الاتجاه إليها إلى جانب البورتريه؟
– يلبي رسم البورتريه أهدافي ورسالتي التي أسعى لنشرها حالياً، لذلك فإنني سأواصل إبداع المزيد من الأعمال في هذا الإطار، لكنني أنوي في المستقبل تنويع الأعمال وتقديم المختلف من الفنون، وأسعى كذلك لتنويع أدواتي ومواصلة صقل مهاراتي، ففي مجال الفن الواقعي أحب رسم الخيول والبيوت القديمة والسفن.
• حدثينا أكثر عن التقنيات الفنية التي تتبعينها في تنفيذ أعمالك الحالية؟
أفضل استخدام الفحم، وأغلب لوحاتي تتجه ناحية الأبيض والأسود، فلا ألجأ لاستخدام الكثير من الألوان على اللوحة كما أقوم باستخدام الباستيل والأكرليك إلى جانب الفحم، وأتعمد إضافة لون واحد فقط على الفحم.
• ما هو دور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر إبداعاتك؟
– ألقى متابعة كبيرة على صفحاتي في تلك المواقع، وتلقى رسوماتي قبولاً كبيراً من قبل المتابعين، كما ساعدتني تلك المواقع في وضع ألقاب للشخصيات التي أقوم برسمها، فهناك ألقاب أطلقها الناس على بعض تلك الشخصيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال الدور الذي تميزت به في الحصار، فهناك ألقاب أخذتها بعدما اشتهر أصحابها بأسماء معينة على تويتر وعندما لا يكون للشخصية لقب أضع لها اللقب الذي تستحقه استناداً إلى دورها في المرحلة الراهنة، خاصةً أني متابعة جيدة للأحداث سواء عبر الوسائل الإعلامية أو وسائل التواصل الاجتماعي، والحمد لله أغلب الألقاب التي وضعتها نالت إعجاب الشخصية والناس.
• كم عدد رسوماتك حتى الآن وما هو أبرز التعليقات التي كانت تأتيك عليها؟
بلغت رسوماتي تقريباً 76 رسمة حتى الآن، وهذا كان أحد أسباب إطلاق لقب “رسامة الحصار” عليّ، ولقد شجعني وألهب حماسي للاستمرار في هذا المجال آراء الكثيرين ممن أقدر آراءهم وكذلك التعليقات التي ذيلت أعمالي فالكثيرون أحبوا الدقة برسمي، وكذلك سرعتي في رسم الشخصيات المتتالية، فأنا غالباً ما أرسم الشخصية المرتبطة بالحدث في اليوم نفسه، أو بعده كأقصى حد.
• ما هي خططك المستقبلية لنشر أعمالك من أجل الوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية ؟
– أحظى حالياً بمتابعة جيدة على مواقع التواصل، مكنتني من الوصول إلى قاعدة كبيرة من الجمهور لكنني لن أكتفي بذلك مستقبلاً حيث أخطط لإقامة معرض شخصي، إلا أن هدفي الآن هو رسم المزيد من اللوحات لأشخاص جدد برزوا خلال الحصار، إضافة إلى جمع كل اللوحات التي رسمتها من قبل للشخصيات المؤثرة، وأتمنى إقامة معرض كبير خلال الفترة المقبلة في مكان يتواجد فيه الناس باستمرار كمول الحزم أو ما يشبهه، علماً بأن هدفي الأول هو تقديم رسالة لخدمة بلدي، فلا أتلقى أي ربح مادي من وراء فني ولن أتاجر بالأزمة، ويسعدني أن أقدم هذه الرسومات مجاناً، فالرسمة الأصلية أقدمها لصاحبها، والنسخ متاحة للجميع، ولأي نوع من الاستخدامات مثل ستيكرات أو ما شابه ذلك، وهي متوفرة على الإنستجرام وبجودة عالية لكل الناس بدون أي شروط للاستخدام، وهنا أردت التنويه على أنني أتمنى أن أهدي كل رسوماتي لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، خاصةً أنها وجهت دعوة للمواطنين للمشاركة في بناء محتوى متحف قطر الوطني بما لديهم من مقتنيات تمثل جزءاً من ذاكرة قطر، ولدي رغبة كبيرة بأن يتم حفظ هذه الرسومات لتراها الأجيال القادمة، وتكون شاهدة على كل من كان له دور مهم في الحصار وقدم الحب والولاء لوطننا الحبيب.
• ما أجمل اللوحات التي نالت إعجاب الناس، وكانت الأقرب إلى قلبك؟
– لوحة عام الصمود من أحب اللوحات لي، كذلك لوحة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وذلك أثناء استقباله بالكورنيش من قبل الشعب، بعد عودته إثر مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهناك كذلك اللوحة الكبيرة لقطر بتصميم خاص، يتضمن جميع شيوخنا الأكارم “حفظهم الله”، وكذلك لوحة لسعادة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.