الشيف القطرية نورة الكواري لـ الراية :
متخصصة في الأكلات الشعبية وطلب كبير على منتجاتي
بدأت تحضير الطعام وأنا في الثامنة من عمري
كنت أصنع خبز الرقاق بنفسي بالاتكاء على العكاز
أتمسك بعادات الطبخ الأصلية وأرفض اختصار الخطوات
تأتيني طلبات لوجبات الإفطار والغبقات خلال رمضان

زرعت خضراوات في بيتي وفزت بجائزة في «قطر خضراء»
أهلي دعموني لتنمية موهبتي في الطهي وتفصيل الملابس
أتمنى توسيع نشاطي والعمل في محل بسوق واقف
أرغب في تفصيل ملابس أطفال دريمة
وإلى تفاصيل الحوار:
حوار – ميادة الصحاف:
أكدت الشيف نورة الكواري أنها تفتخر بعملها في مجال الطبخ وأن وصفاتها لا يمكن تقليدها مشيرة إلى أنها تعلمتها من والدتها وجدتها وقامت هي بتطوير بعض الخلطات من مخيلتها.
وقالت في حوار مع الراية إنها متخصصة في الأكلات الشعبية وهناك طلب كبير على منتجاتها مشيرة إلى أنها بدأت تحضير الطعام وهي في الثامنة من عمرها.
وأضافت أنها حصلت على الجائزة الثالثة من «قطر خضراء»، بعد أن زرعت أصنافاً مختلفة من الخضراوات والفواكه في حديقة منزلها.
وأوضحت أن الخجل الاجتماعي والعادات والتقاليد القطرية، تجعل مهنة الطهي حكرا على المرأة، رغم تفوق العديد من الرجال القطريين على النساء في هذا المجال.
- متى دخلت ركن المطبخ؟
– أهوى الطبخ منذ طفولتي، ونظرًا لحالتي الصحية وكوني من ذوي الاحتياجات الخاصة، فرغت كل طاقتي في ركن المطبخ، وبدأت تحضير الطعام منذ أن كنت في الثامنة من عمري.
تميزت في الأكلات الشعبية المستمدة من التراث القطري الأصيل، تعلمتها من والدتي وجدتي رحمهما الله، كما كنت أراقب خالاتي عندما يطهين الطعام. كنت أصنع خبز الرقاق بنفسي وبالاتكاء على العكاز، كما أعد أصنافا متنوعة من المأكولات القطرية وأجهز للطلبيات الخارجية أيضًا، مثل المضروبة، الهريس، العصيدة، الحسو، البلاليط، المرقوقة، النخي، الباقلاء، بالإضافة إلى طلبيات الشاي والقهوة، والكرك المطلوبة في كافة المناسبات القطرية.
- ومتى بدأت عمل المخللات؟
– بالإضافة إلى المأكولات الشعبية القطرية، برعت في عمل مخلل (أجار) الطماطم منذ أن كان عمري 20 عامًا. ويعتبر هذا المخلل بنكهتيه العادية والحارة مع الدقوس والثوم من أكثر الأنواع طلباً في الدوحة، ولدي طلبيات عديدة عليهما.
المرأة القطرية منتجة
- الصورة النمطية عن المرأة القطرية أنها مرفهة ومحاطة بالخجل الاجتماعي، كيف استطعت تجاوز ذلك بنجاح؟
بالعكس، المرأة القطرية منتجة وعضو فعال في مجتمعها، وفي السنوات الأخيرة خاصة بعد الحصار، برز دور القطرية في كافة المجالات، ووقفت الى جانب أخيها الرجل، وتبوأت مناصب هامة في الدولة. ومادام العمل لا يتنافى مع الدين والعرف، فلاخجل منه أبدا، بل هو فخر بأن تنتج والاعتماد على النفس.
دعم الأهل
- هل واجهت معارضة من الأهل؟
كلا، على العكس تمامًا، حظيت بدعم كبير من الأهل، خاصة والدتي وخالاتي وجميع المقربين، وكذلك صديقاتي، والجميع شجعني لتنمية موهبتي في الطهي وتفصيل الملابس.
أفتخر بعملي، ولا أعتمد على الخادمات أو العمالة مطلقا، بل أتبضع وأحضر المواد الأولية بنفسي. وأنتقد أي شخص يعتمد على الآخرين سواء كان رجلاً أو امرأة، لأن العمل الدؤوب والإنتاج المبدع يشعران الإنسان بقيمته الحقيقية، ولولا حالتي الصحية ما أدخلت أي عمالة خارجية إلى بيتي.
شاركت في معارض عديدة للأكلات الشعبية، منها في مستشفى حمد، وقسم الولادة فيه، بالإضافة إلى معارض كثيرة أخرى أقيمت في مدارس وأماكن متنوعة.
المواد الأولية متوفرة
- هل تجدين صعوبة في الحصول على المواد الأولية؟
كلا، لا أجد صعوبة في الحصول على المواد الأولية مطلقا، فجميع الخضراوات والفواكه واللحوم والدجاج والأسماك متوفرة بكثرة في قطر، لاسيما مع توفر المزارع القطرية، وتوجه المواطنين نحو الزراعة المنزلية، والاعتماد على المنتجات المحلية، ساعدنا كثيرا في الحصول على المواد الأولية الطازجة وبأسعار جيدة.
أهوى الزراعة كثيرا، وأزرع الأزهار بنفسي في حديقة منزلي، لذلك سجلت منذ خمسة أعوام في «قطر خضراء» التي تعنى بتشجيع القطريين على الزراعة المنزلية، وفزت بالجائزة الثالثة. ومع بداية الحصار، اقتنيت شتلات متنوعة من الخضار من السوق العماني وزرعتها في حديقة بيتي، مثل الليمون، والطماطم، والفلفل الحار، والبقدونس، والكزبرة، والبصل الأخضر والملوخية، والنعناع، والباذنجان.
- هل تعانين من غلاء أسعار المواد الأولية، وهل تحققين مردودًا مادياً جيدًا؟
كلا، لا أعاني من غلاء أسعار المواد الأولية مطلقا، ومعظمها في متناول اليد، ويستطيع ذوو الدخل المحدود اقتناءها. وكذلك الحال بالنسبة للأسماك واللحوم، فكما أشرت آنفا، إنشاء المزارع القطرية والاعتماد على المنتجات المحلية بالدرجة الأولى، إلى جانب البدائل الجيدة وذات الجودة العالية، جميعها ساهمت في توفر المواد الأولية الطازجة وبأسعار جيدة.
وعلى الرغم من عدم ارتفاع أسعار مأكولاتي، بل تنافس معظمها أسعار السوق، لكنها تحقق لي مردودًا ماديًا جيدًا.
شهرة كبيرة
- كيف تروجين لأطباقك؟ وهل ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في شهرتك؟
خبرتي الطويلة في إعداد المأكولات الشعبية أكسبتني شهرة كبيرة وعلى نطاق واسع، وجميع عملائي من القطريين والخليجيين، وغالبيتهم من الجيران والصديقات والأقارب. كما ساعدت وسائل التواصل الإلكتروني، خاصة موقع الانستجرام في انتشار أعمالي ليس في قطر فحسب، بل في المنطقة عمومًا.
أتلقى طلبيات عديدة للحفلات أو المناسبات البيتية على مدار العام، مثل خروف مع الرز، أو الصالونة بأنواعها، بالإضافة إلى وجبات الإفطار والغبقات الرمضانية خلال الشهر الفضيل. ويتم الطلب قبل يوم أو اثنين، لأحضر المواد الأولية الطازجة.
محل في سوق واقف
- غالبا ما تبدأ المشاريع الكبيرة من الصفر، فهل تنوين التوسع في مشروعك؟
أتمنى توسيع عملي، وأن أحصل على محل أو مقهى شعبي في سوق واقف، رغم أني رفضت واحدا بسبب ضيق المكان وعدم اتساعه لكرسيَّ المتحرك.
- هل عملك رغبة مؤقتة قد تتوقف يومًا، أم هو شغفك الذي ستستمرين به ما حييت؟
ركن المطبخ هو حلمي الطفولي، والذي طالما أشعرني بإبداعي وفخر إنتاجي، ومن خلاله استطعت الاعتماد على نفسي، وفائدة أبناء مجتمعي أيضا. لذلك لن أتوقف أو أتهاون عن عملي، ما دمت في صحتي، كما أسعى إلى تطويره وتوسيعه في المستقبل القريب.
وصفاتي غير قابلة للتقليد
- هل هناك تنافس في سوق العمل أو من يقلد منتجاتك؟
رغم التنافس الكبير في إعداد المأكولات المنزلية، لكن لا يستطيع أي شخص تقليد وصفاتي، لأنها من مخيلتي. في السابق، كنت من بين القطريات القلائل في هذا المجال، أما الآن فظهرت العديد من المشاريع المنزلية بهذا الخصوص. لكن ما يميز عملي أني متخصصة في الأكلات الشعبية، وبحكم خبرتي الطويلة جدًا في هذا المجال، لايزال الطلب كبيرًا على منتجاتي، بالإضافة إلى النكهة اللذيذة والجودة والنظافة، التي يبحث عنها العميل بالدرجة الأولى.
- ما رأيك بقنوات الطبخ الفضائية؟
بسبب ضيق الوقت، لا أشاهد برامج الطبخ إلا أحيانا قليلة. وغالباً ما أشعر ببعض التوتر عندما أرى بعض التطبيقات غير الصحيحة أو المختصرة في الطهي، خاصة وأنا متمسكة بعادات الطبخ الأصلية، التي اكتسبناها من الأمهات والجدات.
وكما ذكرت سابقا، جميع وصفاتي تعلمتها من والدتي وجدتي رحمهما الله، لكني طورت بعض الخلطات من مخيلتي، وبمرور السنين، اكتسبت المزيد من الابتكارات والتجارب الجديدة في عالم الطهي.
مخيلتي هي مصدري
- مَن مِن الشيفات القطريات مثلك الأعلى في الطبخ؟
مخيلتي، هي مصدري الأول والأخير في جميع وصفاتي. لا أنتقد أحدا وكل شيف لديه لمساته الخاصة، لكن عندما أتابع برنامجا للطبخ، أتمنى إضافة بعض التوابل، أو حذف البعض منها أحيانا. أو ربما أعترض على طريقة الإعداد، خاصة وأن معظم الناس حاليا، بحكم وتيرة الحياة السريعة، يميلون إلى اختصار الوقت والجهد، وهذا يتنافى مع مبدئي تمامًا.
في شهر رمضان المبارك، أتابع الشيف القطرية «أم خالد» على قناة الريان، وأرى أن عملها يشابه إلى حد كبير خطواتي في الطبخ، من حيث الطريقة والمكونات. والأهم أنها تحرص على الطريقة الأصلية في تحضير المأكولات القطرية دون اختصار.
برنامج للطبخ
- هل تنوين الظهور في برنامج طهي على تليفزيون قطر؟ وهل فكرت في عمل كتاب خاص بك ؟
ممكن أن أعمل برنامجا للطهي، شرط أن يبث من بيتي، لأن مطبخي مصمم وفق حالتي الصحية، وكل شيء في متناول يدي. كما أتمنى جمع وصفاتي في كتاب خاص للطبخ، لكنه مشروع مؤجل، لأنه يحتاج إلى وقت وتفرغ، وربما تكون خطوتي المستقبلية.
- برأيك، هل هناك نقص في مشاريع الطهي للرجل القطري؟
أؤمن كثيرا بقدرة الرجل القطري في تحضير أصناف رائعة من الطعام، وبحكم خبرتي الطويلة في هذا المجال، أرى أن البعض من الرجال القطريين والخليجيين عامة يجيدون الطهي أفضل من النساء. لكن، لا تزال المشاريع الرجالية في هذا المجال محدودة، بسبب الخجل الاجتماعي والعادات والتقاليد التي تجعل مهنة الطبخ حكرا على المرأة لدى فئة كبيرة من المجتمع.
ويجيد الكثير من الشباب القطري المغترب للدراسة فن الطهي، وحرصهم الشديد على تناول الأطباق القطرية طيلة تواجدهم في الغرب، فضلا عن إبداعاتهم في إعداد الطعام أثناء التخييم ورحلات البر الداخلية. ولدي عملاء من الرجال القطريين الماهرين في إعداد الطعام، والمواظبين على اقتناء كميات كبيرة من البهارات والدهن والتجهيزات الأخرى منذ أمد بعد ولحد الآن. وأتمنى أن أرى برامج طهي لشيفات قطريين في برامج تليفزيونية، ليكونوا مصدر إلهام وتشجيع لمن يملك هذه الموهبة.
- حدثينا عن طقوسك الرمضانية؟
منذ صغري، وأنا أحضر مأدبات الطعام في بيتنا، دون الاستعانة بطلبات خارجية. كما واظبت على عمل حلقات دينية في بيتي مساء كل اثنين، بحضور داعية وعدد من المدعوات، ثم تناول العشاء الذي أحضره بنفسي، وبالمشاركة مع الاطباق المتنوعة من المدعوات.
أما في الشهر الفضيل، وبعد صلاة التراويح تحديدا، تتجمع الصديقات في بيتي مساء كل اثنين، ويتناولن الغبقة الرمضانية التي أعدها بنفسي. بينما تخصص أيام الأحد والأربعاء والخميس، لتجمع الأهل والأقارب.
أما بخصوص الطلبيات الخارجية، فلدي كل ما يطلبه العميل، من الثريد والهريس والمجبوس بأنواعه المختلفة سواء بالدجاج أو اللحم أو السمك ، وغيرها من الأكلات الشعبية على حسب الطلب، والمناسبة للإفطار أو الغبقات الرمضانية.
طبق خيري
- حدثينا عن الطبق الخيري ؟
منذ 15 عامًا، اعتدت على عمل طبق خيري في ليلة النصف من شعبان، وأهدي ثوابه إلى روح والدتي وأيضا صديقتي العزيزة وجارتي رحمهما الله. وقد خصصت ريعه لإفطار صائم، حيث يفطر 180 شخصًا من العمالة الهندية في بيتي في كل جمعة خلال الشهر الفضيل.
الخياطة
- وماذا بشأن عملك في تفصيل الملابس، وكيف تجمعين بين المهنتين في آن؟
بدأت الخياطة عندما كان عمري 15 عامًا، وكانت البداية في فساتين الدمى، ثم تفصيل جلابيات والدتي وخياطتها يدويا، وحاليًا أخيط فساتين البنات إلى عمر 8 سنوات، وأيضا المهاد وتفصيله العافية للمواليد الجدد، ولدي طلبيات عديدة.
ويعد تنظيم الوقت، من أهم العوامل التي مكنتني من العمل في المجالين في آن ، حيث أخيط فستانا أو اثنين فقط يوميًا، بعد تناولي وجبة الإفطار، بعدها أتوجه إلى الطبخ.
أقتبس التصاميم من مخيلتي، أو من الأشياء التراثية، أو موقع الانستجرام، ولكن مع إضافاتي وتعديلاتي الخاصة، أو ربما من بعض التصاميم التي أراها أمامي. أعتمد الأقمشة القطنية الباردة أو قماش النيسو، والألوان الجريئة، بالإضافة إلى الكراكيش والنقوش الجميلة، التي تزين فساتين البنات. كما أخيط ملابس القرنقعوه، مثل ثوب النشل والبخنق، وأزين السلال الخاصة بها.
أتمنى أن أتعامل مع دريمة، وأخيط الفساتين للفتيات الموجودات هناك.