أخبار عربية
وجه أسئلة محرجة إلى دول الرباعي

الإعلام الألماني: حصار قطر فاشل

سفيرنا لدى ألمانيا: دول الحصار انتهكت حقوق الإنسان القطري

دير شبيجل: قطر دعت للحوار ولم تعامل دول الرباعي

بالمثل هاندلسبلات: الدوحة غيرت موازين القوى في المنطقة

فرانكفورتر ألجماينه: قطر خرجت من الأزمة أقوى من السابق

برلين – الراية : شنت وسائل الإعلام الألمانية حملة ضارية على دول الحصار معتبرة أنها واجهت الفشل الذريع ولم تفلح بعد مرور عام على المؤامرة ضد قطر، في تحقيق أي من أهدافها. وطرحت مجلة «دير شبيجل» السؤال التالي الذي يشكل إحراجا لدول الحصار واستهزاء بها: مضى عام، وماذا بعد؟.

واهتمت وسائل الإعلام الألمانية المكتوبة والمسموعة والمرئية بتصريحات سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، سفير الدولة لدى برلين، التي أدلى بها لوكالة الأنباء الألمانية dpa حيث انتقد انتهاك دول الحصار حقوق الإنسان القطري وقال سعادته: تقوم السعودية ودول أخرى بمنع مواطنينا من السفر لغرض العمل أو الدراسة، كما أسفر الحصار عن قطع الصلات بين العائلات في البلدان الخليجية ومنذ عام لم يروا بعضهم البعض وهذا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.

وتأتي ملاحظات سعادة السفير لتعيد للألمان ذكريات مؤلمة حول حصار برلين في عقد الستينيات من قبل الاتحاد السوفييتي حين أراد الضغط على ألمانيا الغربية للتنازل عن برلين الغربية وضمها لألمانيا الشرقية وقام الأمريكان بتسيير خط جوي لتزويد سكان برلين الغربية بالاحتياجات الأساسية. وقالت المجلة أن دولة قطر رفضت جملة وتفصيلا الاتهامات الجائرة التي وجهتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ونوهت بحسن النوايا من قبل قطر التي دعت منذ البداية إلى الحوار لتجاوز الأزمة، ثم عدم قيامها بإجراءات مماثلة تجاه دول الحصار ولم تقم بإبعاد مواطني هذه الدول الذين يقيمون في قطر، وأشارت إلى دول الحصار كافة جهود الوساطة لإنهاء الأزمة. ونقلت وسائل الإعلام الألمانية عن سعادته تأكيده أن قطر لم تتخل عن مبدأ الحوار الذي تعتبره الوسيلة الوحيدة لحل الأزمة.

وفيما أكدت التقارير والتعليقات التي نشرتها وبثتها وسائل الإعلام الألمانية أن قطر استطاعت الصمود بامتياز في وجه الحصار، أوضح سعادة السفير أن قطر غدت أكثر قوة وشعبها أكثر تماسكا وتضامنا مع قيادته الرشيدة في ظل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وأصبحت مستقلة وتعتمد على نفسها في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الإنتاج المحلي المتعدد بشكل أقوى من فترة ما قبل الحصار، وأضاف أن قطر أصبحت تقوم بنفسها بإنتاج المواد الغذائية كما استطاعت بسرعة غير مسبوقة تنويع مصادر استيراد البضائع. وقالت مجلة «دير شبيجل» أنه بعد عام على الحصار، فإن قطر ما زالت أكبر بلد في العالم يقوم بتصدير الغاز المُسال، وتعمل بكد والتزام في وضع اللمسات النهائية لتنظيم مسابقة كأس العالم لكرة القدم التي سوف تجتذب انتباه العالم كله لمدة شهر علاوة على أن المدخول السنوي للمواطن القطري ما زال الأعلى على مستوى العالم. وقالت المجلة أن قطر قامت بسرعة فائقة بعد فرض الحصار في إيجاد البدائل وما زالت قوة استثمارية مشهود لها في العالم واقتصادها متين كما أن الثقة العالمية عالية بصناديق المال السيادية والدليل أن صندوق النقد الدولي يتوقع هذا العام حصول نمو للاقتصاد القطري نسبته 2،6% وهذه حالة نادرة لدولة تحت الحصار منذ عام.

وفي نفس السياق أوضح الصحفي الألماني ماتياس بروجمان في مقال نشرته صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية المختصة بالاقتصاد والسياسة أن قطر غيرت موازين القوى في المنطقة بقوتها الناعمة في مواجهة الحصار. من أبرز الأدلة على أن السحر قد انقلب على الساحر وأصبحت دول الحصار هي التي تعاني من العواقب وليس قطر، أن الخطوط الجوية القطرية حققت أرباحاً قياسية خلال فترة الحصار، بينما لم تُسجل خطوط الإمارات والاتحاد المملوكة لدولة الإمارات العربية سوى خسائر متتالية. وقال الصحفي أن دول الحصار فشلت في كسر العمود الفقري للاقتصاد القطري، لاسيما وأن الاستثمارات القطرية التي قامت بها الدولة لتطوير البنية التحتية، قد ارتفعت حيث تم استثمار أكثر من 200 مليون دولار لإنعاش الاقتصاد القطري. وأضاف الصحفي ماتياس بروجمان أن خطط دول الحصار باءت بالفشل وبرأيه إذا كان هدفها استغلال قطع المواد الغذائية التي كانت تصدرها إلى قطر هو إحداث بلبلة في قطر فإن ذلك فشل بامتياز فالشعب القطري اليوم أشد تضامنا مع قيادته ولمس كيف سارعت قيادته في تسهيل حياته حيث تم إعادة امتلاء الرفوف بالمواد من إنتاج قطري وواردات من دول صديقة وذلك بلمح البصر.

واعتبرت الصحيفة أن ثقة العالم بالاستثمارات القطرية زادت قوة ولم تفلح دول الحصار في تكهناتها بأن قطر سوف تسحب استثماراتها لتغطي تكاليف الحصار. وقالت السيدة هيليني رانج، رئيسة جمعية الشرقين الأوسط والأدنى التي يرأسها فخريا المستشار الألماني السابق جرهارد شرودر، أن قطر أثبتت بعد عام على الحصار أنها تستحق ثقة الدول التي تستثمر بها، فهي استثمارات طويلة الأمد، ورغم الحصار فإنها لم تتوقف عن زيادة استثماراتها في أوروبا وخاصة ألمانيا.

ومن الناحية السياسية لم يتجاهل الصحفي ماتياس بروجمان حقيقة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو الذي تسبب في اندلاع الأزمة الخليجية، وهو السبب في استمرار الرياض وأبو ظبي في محاولاتهما اليائسة للضغط على قطر التي أكد أن عاما قد مر وقطر تواجه الحصار سياسيا واقتصاديا بصمود غير مسبوق. وأكد الصحفي في مقاله أن دول الحصار لم تحقق أيا من مطالبها كما فشلت في الإظهار لقطر والعالم أنهم أصحاب الحق وأن الحصار أسفر عن نتائج عكسية لم تكن دول الحصار تحسب حسابها الأمر الذي أدى إلى إرباكها. وذكرت صحيفة «فرانكورتر ألجماينه» أن دول الحصار فشلت في محاولة عزل قطر التي خرجت من الأزمة أقوى من السابق وبشكل فاجأ وأحرج دول الحصار. فبالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية ارتفع حجم إنتاج قطر من الغاز المُسال كما واصلت قطر تحقيق إصلاحات داخلية ملفتة للأنظار ولاسيما بشأن حقوق العمالة الوافدة مما جعل منظمة العمل الدولية تشيد بهذه الخطوة. وأكدت الصحيفة قدرة قطر على تحمل هذا الوضع ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي في الدوحة قوله أن قطر زادت من تعزيز صلاتها وشراكاتها مع دول العالم ونوه بأن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يلفت اهتمام العالم برغبة قطر في عقد المزيد من الشراكات مع مختلف دول العالم عبر الزيارات المكثفة التي يقوم بها إلى الخارج.

وقالت الصحيفة أن واشنطن أصبحت تشعر بحرج بسبب استمرار الأزمة الخليجية وأن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، أوضح لولي العهد السعودي حين التقاه مؤخرا في الرياض، أن الولايات المتحدة الأمريكية تتوقع أن يتم إنهاء الأزمة في أقرب مدة ممكنة. فالأزمة بحسب الصحيفة تعرقل تشكيل جبهة في مواجهة التوسع الإيراني في المنطقة كما يقول الأمريكان. وهكذا أصبح الحصار مشكلة لا تواجه دول الحصار فحسب إنما تشغل السياسة الدولية.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X