
• ما حكم زوج وزوجة ناما عن صلاة عيد الفطر ولم يخرجا زكاة الفطر؟
– الراجح من أقوال أهل العلم أن صلاة العيد سنة مؤكدة وهو مذهب الجمهور، ويستحب لمن فاتته أن يقضيها وهو مذهب الشافعي ومالك وأبي ثور،
أما زكاة الفطر فهي واجبة، ولا تسقط بخروج وقتها، ويجب إخراجها قبل صلاة العيد لحديث ابن عمر: أمر رسول الله بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة. رواه البخاري ومسلم. فمن تعمد تأخيرها عن الصلاة فقد أثم وتلزمه التوبة والاستغفار والمبادرة بإخراجها، وتكون له صدقة من الصدقات لقوله صلى الله عليه وسلم: من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. أخرجه أبو داود.
أما الناسي والنائم وما شابه فمعذورون لقوله تعالى: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا وقوله صلى الله عليه وسلم: إنه ليس في النوم تفريط. رواه مسلم عن أبي قتادة. قال في الموسوعة الفقهية: اتفق الفقهاء على أنها لا تسقط بخروج وقتها لأنها وجبت في ذمته لمن هي له وهم مستحقوها، فهي دين لهم لا يسقط إلا بالأداء لأنها حق للعبد، أما حق الله في التأخير عن وقتها فلا يجبر إلا بالاستغفار والندامة. اهـ. وعليه.. فيستحب للزوج والزوجة قضاء صلاة العيد ويجب عليهما إخراج زكاة الفطر ولا إثم عليهما.
شراء كرسي متحرك
• ما حكم شراء كرسي متحرك بزكاة الفطر لمعاق فقير؟
– الأصل أن زكاة الفطر تخرج من غالب الطعام الذي يقتاته أهل البلد، بحيث يعتمد الناس عليه أساسا لغذائهم، ولا يجوز إخراجها قيمة ولا يجزئ ذلك ، عند أكثر الفقهاء ، وعلى هذا القول فلا يجوز إخراج زكاة الفطر نقودا فضلا عن شراء كرسي منها لفقير، ومن أهل العلم من يرى جواز إخراج القيمة في الزكاة بما في ذلك زكاة الفطرلا سيما إذا كان ذلك أصلح للفقير، وعليه فلا مانع من إعطائها نقودا للطفل المذكور إذا كان فقيرا فقد نص العلماء على جواز دفع زكاة الفطرعن جماعة لفقير واحد ، كما يجوز دفع زكاة فطر عن شخص واحد لأكثر من فقير ، جاء في مطالب أولي النهى من كتب الحنابلة: ويجوز إعطاء نحو فقير واحد ما على جماعة من فطرة، ويجوز عكسه ـ أي إعطاء جماعة ما على واحد. ، أما شراء الكرسي منها فالظاهر أنه داخل في دفع القيمة لكن الأولى والله أعلم ان تدفعوا له النقود لعله يكون بحاجة إلى ما هو أولى من الكرسي مع التنبيه على أن المستحقين من فقراء البلد أولى ممن هو خارج البلد الذي وجبت فيه زكاة الفطر ، إلا إذا كان من بخارج البلد أشد حاجة فلا بأس بدفع الزكاة إليهم.
حكم إخراج زكاة الفطر لغير مستحقيها وإخراجها بعد صلاة العيد
• بعد أن قمنا بتوزيع زكاة الفطر تبقي جزء ليس باليسير منها لم نستطع إخراجه لمستحقيه نظرا لضيق الوقت المتبقي علي صلاة العيد، فخشينا الوقوع في الإثم لو تركناها لبعد العيد، فقمنا بتوزيعها على من أخذوا منها من قبل، وأيضا على من لا يستحق؟
– لا شك في كونكم أخطأتم بإعطائكم زكاة الفطر غير مستحقيها، وقد كان عليكم إذا علمتم كثرة ما وكل إليكم قسمته من الصدقات أن تبدؤوا بقسمتها مبكرا، وقد كان الصحابة يخرجون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين كما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، فإذا ضاق الوقت ولم يمكنكم توزيع جميع الصدقة قبل الصلاة فأنتم معذورون في تأخيرها إلى ما بعد الصلاة، ومذهب الجمهور أن جميع يوم العيد وقت لتوزيع صدقة الفطر، وأن تأخيرها عن الصلاة جائز وإن كان خلاف الأفضل.
قال شمس الحق في عون المعبود: وقد ذهب أكثر العلماء إلى أن إخراجها قبل صلاة العيد إنما هو مستحب فقط وجزموا بأنها تجزئ إلى آخر يوم الفطر. .
وذهب بعض العلماء إلى أن تأخيرها عن صلاة العيد لا يجوز وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فالواجب عليكم إذا عجزتم عن قسمتها قبل الصلاة قسمتها في باقي يوم العيد.
وأما ما دفعتموه لمن لا يستحق فأنتم ضامنون له؛ لكونكم فرطتم بصرفه في غير مصرفه، فيجب عليكم المبادرة بإخراجه إلى مستحقيه من الفقراء، فإنه دين في ذمتكم، ودين الله أحق أن يقضى، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما ما دفعتموه لمن يستحق زائدا على ما أخذه من قبل فقد أجزأ ووقع موقعه، فلا يلزمكم قضاؤه لأن النصيب المدفوع للفقير من صدقة الفطر غير مقدر، فيجوز أن يدفع للفقير الواحد أكثر من فطرة.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: يجوز أن توزع الفطرة على أكثر من مسكين، ويجوز أن تعطى عدة فطرات لمسكين واحد. .