
القاهرة – وكالات: كان الأمل يحدو المصريين في تناسي الصعوبات الاقتصادية التي يواجهونها مع احتفالهم بنهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر، لكنهم تلقوا رسالة بأن عليهم أن يشدوا الحزام أكثر. ففي غمرة الاحتفال بالعيد، أعلنت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم السبت الماضي خفض الدعم على الوقود لترتفع أسعاره وأسعار النقل العام بنسب وصلت إلى 50%.ومع عودتهم لأشغالهم في القاهرة بعد انتهاء عطلة العيد، استشاط الناس غضبا بسبب المبالغ الإضافية التي أصبح عليهم دفعها لاستقلال الحافلات أو تزويد سياراتهم بالوقود. تقول صباح حسن، وهي أم لستة أطفال وتعمل في إحدى رياض الأطفال بوظيفة عاملة نظافة، «كنا نعرف أنه ستكون هناك زيادات في الأسعار، لكننا لم نكن نتوقع أن تكون كبيرة على هذا النحو». وتضيف صباح أن تكلفة الانتقال قفزت من نحو خمسة جنيهات للرحلة (0.28 دولار) إلى ما لا يقل عن عشرة جنيهات.
وتابعت «فاتورة الغاز الذي تستهلكه أسرتي تضاعفت وكذلك فاتورة المياه. كيف ستكفي الألف جنيه (55 دولارًا) التي أتقاضاها كل ذلك؟». وزيادة أسعار الوقود هي الأحدث في سلسلة من إجراءات التقشف التي تنفذها مصر ضمن إصلاحات اقتصادية كبرى في إطار اتفاق قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.ويأتي خفض دعم الوقود بعد أيام فقط من إعلان الحكومة رفع أسعار الكهرباء بنسبة 26% في المتوسط ورفع أسعار مياه الشرب بنحو 50%.وحث السيسي المصريين على التحلي بالصبر، وقال في الآونة الأخيرة إن بلاده ستجني ثمار التقشف،وإن ذلك سيعود على الجميع.وقال خلال الشهر الجاري، في إشارة على ما يبدو إلى الاحتجاجات التي خرجت في الأردن ضد زيادة الضرائب، إنه لا يريد أن يتحدث عن دول أخرى، ودعا إلى الحيطة محذرا من أن اضطرابات مماثلة في مصر تهدد استقرار البلاد.
وقالت نرمين التي تعمل مديرة في قطاع صناعات النسيج «يجب أن يفكر السيسي في العوام لمرة.. كل ما نفعله هو الإنفاق ولا نرى شيئا في المقابل». ورفضت أن تكشف عن اسمها بالكامل.قال محمد مبارك، الذي يعمل سائقا لسيارة أجرة، إن تشغيل سيارته أصبح أكثر كلفة بكثير.وأضاف «في أيام مبارك، كنت أذهب إلى محطة الوقود بخمسين جنيها وأملؤها بالوقود تماما ويتبقى معي مبلغ من المال. الآن تكلفني 140 جنيها».ويضيف «لن يرفع أحد صوته. الناس خائفون ويشعرون بأنهم مكبلون». وطلب 30 جنيها للرحلة التي كانت عادة ما تتكلف 20 جنيها فقط.