أخبار دولية
طرحها حزبا «الخضر» و»الليبرالي» المعارضان

مبادرة لحل الأزمة السورية

المبادرة تدعو الحكومة الألمانية وأوروبا لتكثيف الجهود الدبلوماسية

بحث أسباب الفشل في جنيف وأستانا والاستفادة من نتائج الإخفاق

بدء مفاوضات سرية بين أطراف الأزمة دون استثناء أحد منها

عقوبات أوروبية فورية ضد النظام وحلفائه إذا رفضوا التعاون

برلين – الراية : منذ فترة ينتقد كثيرون في ألمانيا وأوروبا ما يصفونه بحالة التراخي التي تعاني منها السياسة الخارجيّة الألمانيّة، وهذا موقف مثير للجدل لأن برلين لا توحي بذلك لكن مشكلتها أنها تفتقد وضع مبادرات لحل النزاعات والصراعات الدائرة لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.

وفي الفترة الأخيرة تم التركيز على الوضع في سوريا، مع التهديد بنشوء مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، ما جعل المراقبين يستعجلون حل الأزمة السورية. ويرى حزبان معارضان في البرلمان الألماني الاتحادي أن هناك إمكانية حل الأزمة إذا توفرت النوايا وقد فاجأ الحزبان الحكومة الألمانية بالإعلان عن مبادرة لحل الأزمة.

فقد قدّم حزب الخضر والحزب الليبرالي المعارضان، مبادرة مشتركة لتحقيق السلام في سوريا وتم شرح تفاصيلها في مقال مشترك كتبه النائب في البرلمان الألماني ألكسندر جراف لامبسدورف الذي ينتمي إلى الحزب الليبرالي ومتحدث الحزب لشؤون السياسة الخارجية، والنائبة فرانسيسكا برانتنر التي تنتمي إلى حزب الخضر والمختصة بقضايا السياسة الخارجية.

الوضع كارثي

وأكد النائبان ضرورة قيام ألمانيا وأوروبا بجهود دبلوماسية مكثفة لتحقيق السلام في سوريا على الرغم من فشل كافة المساعي الدولية لإنهاء الحرب التي دخلت في مارس 2018 عامها الثامن. وقال النائبان إن الوضع في سوريا كارثي تعبر عنه صور المدنيين الذين يعانون من الجوع ومخاطر البراميل المتفجّرة التي تتساقط عليهم من السماء، والهجمات بالسلاح الكيماوي بحيث لم يعد المرء يتحمل رؤية هذه الصور المروّعة.

وقد فشل المجتمع الدولي خلال الأعوام السبعة الماضية بالمساهمة في إنهاء الأزمة السورية وباءت كافة المساعي الدوليّة في تشجيع أطراف الأزمة على التفاوض بالفشل سواءً التي كانت في مدينة جنيف أو في مدينة أستانا، وتستدعي الضرورة لتفادي وقوع أزمات جديدة في المستقبل أن يجري بحث أسباب الفشل في إيجاد حل للأزمة السورية والاستفادة من عبرها.

وبرأي النائبين، هناك استنتاج واضح، وهو أن الوضع في سوريا أصبح يفرض على ألمانيا وأوروبا تكثيف جهودهما الدبلوماسية لتحقيق السلام في العالم وبحيث لا يتكرر في أي مكان في العالم ما جرى في سوريا.

تجنب مآسي حلب

وبحسب النائبين فإن السؤال الذي يطرح نفسه، هو ماذا بوسع أوروبا عمله لتجنّب تكرار المآسي التي وقعت في مدينة حلب؟ فبعد سقوط حلب والغوطة الشرقية بأيدي نظام بشار الأسد وقد تحولتا قبل ذلك إلى أرض محروقة، أصبحت «إدلب» تحت مجهر النظام السوري حيث لجأ إليها مئات الآلاف من السوريين والسوريات ويواجهون هناك مصيراً مجهولاً، ما يتعين علينا الإسراع لإغاثتهم وتخفيف معاناة المدنيين من رجال ونساء وأطفال وتفادي تكرار ما جرى من قتل واضطهاد وتنكيل للمدنيين في حلب والغوطة الشرقية.

واقترح النائبان لامبسدورف وبرانتنر، أن تكون الخطوة الأولى، إيفاد مراقبين من الأمم المتحدة إلى المنطقة في إطار مبادرة مشتركة تقوم بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وبرأي النائبين، تستطيع أوروبا إذا تحدثت بصوت واحد طرح مبادرة مشتركة في الأمم المتحدة تدعو لتحسين أوضاع المدنيين في سوريا. ودعا النائبان الحكومتين الألمانية والفرنسية إلى الدعوة في عواصم الاتحاد الأوروبي لموقف مشترك ينهي معاناة المدنيين في سوريا.

مفاوضات سرية

وقال النائبان إنه على الرغم من القيام بهذه الخطوة بعد سبعة أعوام على الحرب، فإنه يبقى أفضل من التزام الصمت، ودعا إلى البدء بإجراء مفاوضات سرية بين أطراف الأزمة دون استثناء أحد منها، على غرار المفاوضات السرية التي جرت بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل التوصّل لإعلان أوسلو، بحيث يكون هدفها التشجيع على الحوار، وأن تتم وراء أبواب مغلقة ودون تغطية إعلامية لأن مواقف وسائل الإعلام تساعد في تصعيد الحرب وليس إطفاء نارها.

ودعا النائبان لامبسدورف وبرانتنر إلى إعداد لائحة بالعقوبات الأوروبية ضدّ كبار العسكريين السوريين وأهم حلفاء بشار الأسد والبدء بتنفيذها فوراً إذا رفض النظام السوري التعاون.

وأكد النائبان في ختام المقال المشترك أن مبادرة حل الأزمة السورية من قبل ألمانيا وأوروبا مجرد نموذج لمواجهة أزمات أخرى من قبلنا لأن الولايات المتحدة الأمريكية تخلت عن دورها السابق في ضمان النظام العالمي، الأمر الذي يفرض على ألمانيا وأوروبا تحمل مسؤولياتهما الدوليّة.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X