حماس ترفض صفقة القرن وتحمّل السلطة مسؤولية أوضاع غزة
رام الله – وكالات: جددت حركة حماس التأكيد على موقفها الرافض لما يسمّى بـ «صفقة القرن». وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في تغريدة له على حسابه في تويتر، لا تغيير على موقف حركة حماس الرافض لصفقة القرن. وأضاف «من يتحمّل المسؤولية عن محاولات الاستغلال الأمريكي لظروف غزة هو عقوبات السلطة والتي لا تقل بشاعة عن الحصار الإسرائيلي».
وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عما وصفتها بمعلومات موثوقة بشأن ما قالت إنها صفقة القرن تفيد بأنها تعرض على الفلسطينيين ضاحية «أبو ديس» لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية بدلاً من القدس. وفي مقابل جعل أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية، تنسحب «إسرائيل» من ثلاث ضواحٍ شمال وجنوب القدس، في حين تبقى البلدة القديمة تحت سيطرتها الكاملة. وقالت هآرتس إن واشنطن لن تجبر «إسرائيل» على الانسحاب من أي مستوطنات حتى النائية منها، ولن تفرض حلاً للكتل الاستيطانية الكبرى.
وبموجب الخطة نفسها، سيبقى غور الأردن أيضاً تحت سيطرة «إسرائيل» الكاملة، في حين تبقى الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ومن دون جيش أو أسلحة ثقيلة. من جانبها، اتهمت الرئاسة الفلسطينية أمس الإدارة الأمريكية بالترويج لمشاريع تستهدف إغاثة غزة بغرض تمرير «صفقة القرن» لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة قوله إن «الصمود الفلسطيني والتمسك بالثوابت الوطنية، والموقف العربي الرافض لتجاوز قضية القدس والشرعية العربية، أجهض ما يسمى بصفقة القرن لأنها قامت أساساً على فكرة صفقة غزة، الهادفة لتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية». وأضاف أبو ردينة إن «هذه الإدارة ونتيجة تعاطي بعض الأطراف المشبوهة والمتآمرة معاً، اعتقدت أن إزاحة قضية القدس واللاجئين، يفتح لها الطريق لعقد صفقة غزة المرفوضة فلسطينياً وعربياً ودولياً».
وكرّر موقف الرئيس عباس المطالب بوضع آلية دولية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وليس تفرداً أمريكياً لـ»تكريس الاحتلال الإسرائيلي». وقال إن «ما يجري من طروحات وأفكار وأوهام سواء عبر ما يسمّى بصفقة القرن أو صفقة غزة، هدفه بالأساس إلغاء الهوية الوطنية الفلسطينية، وقتل المشروع الوطني المتمثل بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وليس كما تحاول التصريحات الأمريكية، التي تتحدّث عن تقدّم في عملية السلام». وحذّر أبو ردينة من «محاولة توظيف إغاثة غزة سياسياً أو إنسانياً، ومحاولة البعض التعاون مع هذه الطروحات، التي تشير إليها التصريحات الرسمية الإسرائيلية سواء عبر بناء ميناء بحري أو غيره، دون أن تكون ضمن حل سياسي شامل قائم على قرارات الشرعية الدوليّة». واعتبر أن ذلك «محاولة لخلق تعايش مع وجود الاحتلال، والهروب من الواقع المتفجّر».
وفي السياق، أكد مجلس الوزراء الفلسطيني أن الجولات الأمريكية المتعددة لمنطقة للتمهيد لطرح صفقة القرن متجاوزة القيادة الفلسطينية «سيكون مصيرها الفشل». وقال بيان لمجلس الوزراء، عقب اجتماعه الأسبوعي في رام الله، إن «العنوان الصحيح لتحقيق السلام العادل والدائم يمر من خلال القرار الفلسطيني المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبموقف القيادة الفلسطينية المستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام». وأضاف إن «الإدارة الأمريكية التي أسقطت قضية القدس وتحاول إسقاط قضية اللاجئين وترتيب صفقة مالية لقطاع غزة تحت ما يسمى حل الأزمة الإنسانية يؤكد أنها غير جادّة في التوصّل إلى سلام عادل ودائم في المنطقة».