معركة الحديدة ورقة سعودية إماراتية لتحسين شروط التفاوض
واشنطن – وكالات: قالت مجلة ناشينال أنترست الأمريكية، إن معركة الحديدة في اليمن لم تعد قضية يمنية، وإنها محاولة من التحالف السعودي الإماراتي لتحسين وضعهم الميداني والتفاوضي بعد ثلاث سنوات من التقدم البطيء لاستعادة الأجزاء الواسعة من البلاد التي سيطرت عليها جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً. وأضافت المجلة في تقرير موسع لها، أن القوات الإماراتية والسعودية بدأت معركة للسيطرة على المدينة البحرية، التي تمتلك أكبر ميناء بحري يغذي غالبية اليمن بالمواد الغذائية والإغاثية، إذ تسيطر جماعة الحوثي على الميناء والمدينة منذ العام 2014.
وحذرت منظمات إغاثية محلية ودولية من أن المعركة قد تؤدي إلى تعقيد الأوضاع الرهيبة والمأساوية في أفقر بلد في المنطقة، وأشارت المجلة إلى أن تلك المعركة هي جزء من أهداف أخرى لدى التحالف السعودي الإماراتي.وتقول «ناشينال أنترست»: «المعركة هي محاولة لتحسين المواقف الميدانية السعودية والإماراتية قبل المفاوضات المستقبلية، خاصة أن مبعوث الأمم المتحدة الجديد مارتن غريفيث، يقوم حالياً بتسويق خطة سلام لإنهاء أزمة الحرب في اليمن، حيث تقترح الخطة وقف إطلاق النار وتسليم جماعة الحوثي أسلحتها من الصواريخ المتوسطة وبعيدة المدى، وأيضاً تشكيل حكومة انتقالية برئاسة رئيس وزراء متفق عليه بصورة متبادلة وإشراك جميع الفصائل السياسية، ومع ذلك يبدو أن الخطة تؤجل بسبب قضايا مثل التغييرات الدستورية والترتيبات الانتخابية والمصالحة». وبحسب المجلة، لقد برزت الحديدة كنقطة محورية في مناورة التحالف بقيادة السعودية لتقوية يدها في مواجهة جماعة الحوثي، وبالتالي تمهيد الطريق لتحقيق نصر في اليمن، حيث تعتبر الحديدة مركزاً مهماً للحوثيين وتقع على بعد مائتين وثلاثين كيلو متراً غرب العاصمة صنعاء.
وتتابع المجلة، أن السيطرة على الحديدة ستؤثر بشكل أكبر على الوضع العسكري الشامل، خاصة فيما يتعلق بالنقاط الإستراتيجية الهامة مثل صنعاء وتعز وسط البلاد، ومعقل الحوثي في الشمال.
وبغض النظر عن التطورات الميدانية في الحديدة، فإن ما تريده السعودية والإمارات من اليمن ومعركة الحديدة بشكل خاص، مازال غامضاً، فليس هناك حتى الآن موقف واضح من الحكومة اليمنية التي يترأسها عبد ربه منصور هادي، الذي يُقال إنه يخضع للإقامة الجبرية في الرياض، حيث يُقيم هناك بعد خروجه من اليمن. وتتابع المجلة بالقول، إن التطورات الأخرى في اليمن جعلت من هذا البلد نقطة محورية في المخطط الإقليمي الرئيسي، الذي يستفيد منه كل من السعودية والإمارات، وخاصة أبوظبي التي أرسلت في شهر مايو الماضي قوات عسكرية لاحتلال جزيرة سقطرى اليمنية عند مدخل خليج عدن دون علم الحكومة الشرعية، وهو ما دفع حكومة هادي إلى الاعتراض وطلب السعودية للتدخل بشكل مباشر قبل أن تنتهي القضية بالانسحاب الإماراتي ويختفي بعدها النقاش حول سقطرى. وتشير المجلة الأمريكية، بالقول: «لقد وسَّعت الإمارات من علاقاتها التجارية والعسكرية إلى مناطق جديدة وهي أرض الصومال وجيبوتي وإرتيريا، وهو جزء من خطة إماراتية للسيطرة على ممر قناة السويس والمحيط الهندي الحيوي المتمركز حول باب المندب المائي في اليمن، غير أن هذه الخطة فشلت في الصومال وجيبوتي أيضاً».
لقد أثارت معركة الحديدة مخاوف واشنطن في البداية، رغم أن إدارة ترامب كانت حريصة على عدم إغضاب السعوديين وإلامارتيين، غير أنها بعد ذلك غضت الطرف وتعاملت مع المعركة بفتور، ما مثل ضوء أخضر للإمارات والسعودية لبدء الهجوم».