
سوريا – وكالات: انتهت أمس الهدنة بين الجيش السوري الحر والروس في درعا بعد خروق عدة، وتوفي خمسة أطفال بين النازحين العالقين على الحدود مع الأردن، بينما جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى وقف العنف محذرة من «كارثة». وأفاد مراسل الجزيرة أن الهدنة بين الجيش الحر والجانب الروسي في درعا انتهت بعدما شهدت عدة خروق، وذلك بعدما توصل الجانبان إلى هدنة لمدة 12 ساعة بدأت منتصف الليل. وأثناء الاجتماع -الذي أسفر عن اتفاق الهدنة في عمّان- طلب الروس أن تسلم المعارضة سلاحها الثقيل والخفيف وأن تدخل الشرطة العسكرية الروسية إلى مناطقها، وأن يُفتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن بعد تسليمه للنظام وتسوية وضع جميع المقاتلين والضباط المنشقين عن النظام، لكن الجيش الحر رفض الشروط الروسية.
وأفادت مصادر طبية للجزيرة أن خمسة أطفال فارقوا الحياة نتيجة سوء الخدمات الطبية للنازحين العالقين على الحدود، مضيفة أن مستشفى الجيزة والغارية الغربية تعرضا لغارات تسببت بمقتل اثنين من أفراد الطاقم الطبي وإلحاق دمار واسع. من جهته، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد إلى وضع حد للعنف المتفاقم في محافظة درعا والتقيد بالقانون الدولي، وقال إن مختلف الأطراف استخدمت المدنيين رهائن وإن خطر حصار المدنيين بين قوات النظام وتنظيم داعش والمعارضة ما زال قائما.
وأشار إلى أن مقاتلي تنظيم داعش -الذين يسيطرون على منطقة حوض اليرموك- لا يسمحون للمدنيين بمغادرة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وإن بعض نقاط التفتيش التابعة للنظام تتقاضى مئات الدولارات من المدنيين لتسمح لهم بالمرور. واعتبر بن رعد أن «مسار الحرب السورية المخزي وصمة عار علينا جميعا، لا سيما ونحن نشهد منطقة خفض تصعيد جديدة تتحول إلى ساحة أخرى لوقوع العديد من الضحايا المدنيين» محذرا من تعرض المدنيين في درعا إلى «كارثة»، وكانت مصادر قد ذكرت أمس أن الجيش السوري الحر والجانب الروسي توصلا إلى هدنة لمدة 12 ساعة بدأت أمس في منطقة درعا، وذلك خلال اجتماع برعاية أردنية في العاصمة عمان. وأوضحت المصادر أن الجانب الروسي طلب خلال الاجتماع أن تسلم المعارضة سلاحها الثقيل والخفيف، ودخول الشرطة العسكرية الروسية إلى مناطقها. كما طالب بفتح معبر «نَصيب» الحدودي مع الأردن بعد تسليمه للنظام وتسوية وضع جميع المقاتلين والضباط المنشقين عنه. وقد أكدت المصادر أن الاجتماع لم يثمر عن اتفاق سوى الهدنة المؤقتة بسبب رفض الجيش الحر الشروط الروسية. وكانت مصادر رسمية أردنية تحدثت عن وصول قيادات من المعارضة السورية المسلحة إلى عمان للتفاوض مع قادة روس بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف القتال والقصف.
كما أعرب مصدر رسمي أردني للجزيرة عن استعداد عمان لدعم جهود الأمم المتحدة في إغاثة النازحين في الداخل السوري، مؤكدا مجددا موقف بلاده بعدم فتح الحدود. في المقابل، سبق أن أكد رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري أنه لا يوجد «أي تفاوض رسمي أو غير رسمي مباشر مع موسكو أو الأطراف الأخرى حول الأوضاع في درعا».