السلطات السعودية جهزت قائمة اعتقالات جديدة
احتجاز 150 من الأكاديميين والدعاة والنشطاء السياسيين منذ سبتمبر الماضي

الرياض – وكالات: كشف حساب «العهد الجديد» عن انتهاء الأجهزة الأمنية السعودية من إعداد قائمة جديدة للاعتقالات، موضحا بأن البدء في تنفيذها بانتظار الأوامر من قبل ولي العهد السعودي. وقال «العهد الجديد» في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر «تويتر» إن حملة اعتقالات جديدة على الأبواب؛ القائمة صدرت، والتنفيذ بانتظار الأوامر!. وكانت السلطات السعودية قد شنت حملة اعتقالات واسعة في شهر سبتمبر الماضي استهدفت دعاة إسلاميين وأكاديميين ومحللين سياسيين واقتصاديين وكتاب صحف وشعراء، وذلك في محاولة منها لإخماد أية أصوات معارضة للانتقال المتوقع للسلطة لمصلحة ولي العهد الحالي، بالإضافة إلى الانتقادات الموجهة لرؤية 2030 الاقتصادية التي أطلقها.
وبخلاف الأسماء الكبيرة التي اعتقلتها السلطات السعودية من أمثال الداعية سليمان العودة وعلي العمري وعصام الزامل، اعتقلت السلطات السعودية الباحث في الشؤون التراثية في الجزيرة العربية، فواز الغسلان، من منزله في مدينة حائل شمال المملكة العربية السعودية واقتادته إلى مكان مجهول، كما اعتقلت الأستاذ المساعد في قسم الشريعة بجامعة الإمام في الرياض، سامي الماجد. كذلك اعتقلت الباحث الإسلامي والأكاديمي، علي أبو الحسن، والناشط الإسلامي الداعية عبد الرحمن اللحياني، والمغرد الشهير، يوسف الملحم، والذي اعتقل على خلفية عدم اشتراكه في الحملة الإعلامية ضد قطر. ومنعت السلطات السعودية عشرات الدعاة من السفر من دون اعتقالهم وعلى رأسهم الشيخ محمد العريفي والشيخ صالح المغامسي والشيخ منصور السالمي وأجبرتهم على توقيع تعهدات خطية تقضي بعدم الحديث عن أي قضية سياسية.
ولم توجه السلطات السعودية حتى الآن أي تهمة رسمية للمعتقلين الذين تجاوز عددهم 150 معتقلاً حتى الآن، بعضهم نُقل إلى سجن الحائر وسط الرياض وبعض آخر منهم أودع في شقق وأماكن مجهولة تابعة لجهاز أمن الدولة الذي يأتمر بشكل مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وينحدر أغلب المعتقلين من خلفيات إسلامية تنتمي لتيار الصحوة واسع الانتشار في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ومن أبرز رموزه سلمان العودة وعوض القرني، بالإضافة إلى شعراء وإعلاميين لم يشاركوا في حملة الإساءة ضد دولة قطر..
ويقول المراقبون السياسيون إن التهمة الحقيقية للمعتقلين هي رفضهم المشاركة في الحملة الإعلامية الموجهة ضد قطر وتأييد الحصار المفروض عليها. كذلك عارض جزء منهم سياسات رؤية 2030، والتي تهدف إلى خصخصة كافة القطاعات الحكومية السعودية وعلى رأسها شركة أرامكو النفطية. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن السعودية تحوّلت إلى زنزانة كبيرة في عهد ولي العهد وحاكم البلاد الفعلي محمد بن سلمان، كذلك انتقدت منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان هذه الاعتقالات ووصفتها بالجائرة وغير العادلة.
وكشف حساب «وطنيون معتقلون» على موقع التدوين المصغر «تويتر» والمتخصصة بنقل أخبار المعتقلين السعوديين والدفاع عنهم، بأن السلطات أعدت اعتقال الناشط خالد العمير في أعقاب الإفراج عنه بستة أشهر من سجنه لمدة 10 سنوات بعد دعوته للتظاهر تضامنا مع قطاع غزة عام 2008. وقال الحساب في تدوينات له «السلطات السعودية تعيد اعتقال الناشط خالد العمير بعد نحو سنة من الإفراج عنه من اعتقاله السابق (الذي قضى فيه 10 سنوات في السجن بسبب حرصه على قضية فلسطين ودعوته للتظاهر عام 2008 نصرة لأهل غزة!».
وأوضح الحساب في تدوية أخرى أن «خالد_العمير شخصية وطنية بامتياز، فلم يخش يوما من كلمة الحق وقد وصف في رسالة قبل 10 سنوات هيئة كبار العلماء بأنهم مجرد هيئة استشارية شكلية كالسيف المسلط على رؤوس السعوديين، وهذا بالفعل ما تكشف لنا يوما بعد يوم».
وفي بيان بعنوان «رسالة إلى الشعب السعودي» أصدره في أبريل 2008، قال الإصلاحي خالد العمير: هذا الجهاز (هيئة كبار العلماء) الذي يعترف كبار علمائه أنهم مجرد هيئه استشارية أصبحوا سيفا مسلطا على رقابنا، يستخدمهم الحاكم لتركيعنا له وزخرفة قراراته بالصبغة الدينية التي تخدر عامة الناس للأسف. واتهم الهيئة بعدم الاهتمام بقضايا الناس المعيشية، قائلا: إنهم لم يقفوا يوما في صف مظلوم ضد ظالمه أو اهتموا بقضايا الناس المعيشية بجميع أشكالها فهم ضدك للأسف على طول الخط، فما دمت معارضا للحكومة أو معارضا لهم فأنت لديهم تسلك طريق (الخوارج).
وقال: إنهم لم يطالبوا الحاكم بشروط البيعة الشرعية التي من أهمها (العدل والشورى)، كما لم يطالبوا يوما بحقوق الإنسان المهدورة.
ورأى أن المشكلة التي تحول دون وجود علماء أحرار ومستقلين هو مصدر دخل العالم الذي يرتبط بالسلطة التنفيذية إذ إنه بذلك يصبح من أدواتها ومرهونا بإرادتها. وقال العمير: من حقنا كمواطنين في هذا البلاد أن نمارس حقنا الطبيعي في نقد الجميع سواء كان على مستوى الأفراد أو المؤسسات، داعيا إلى ثورة فكرية للإصلاح.