ثقافة وأدب
منحوتة جديدة تنضم لمطار حمد الدولي

«كــون».. تعكــس تــــراث قطــــر وثقافتهـــا

العمل مستمد من إحدى قطع مقتنيات متحف الفن الإسلامي

الدوحة – الراية : أعلنت متاحف قطر ومطار حمد الدولي تدشين عمل فني جديد بمطار حمد الدولي للفنان الفرنسي المرموق دوليّاً جان ميشيل أوثونيل الشهير بإبداعه للنافورة الزجاجية التي تزيّن حدائق قصر فرساي في باريس. ويُعد العمل الجديد، الذي يحمل اسم “كون”، أحدث الإبداعات التي تنضم لقائمة الأعمال الفنية لبرنامج الفن العام، وهو برنامج تنظمه متاحف قطر بهدف نقل الفنون إلى الجماهير في قطر. وقد سبق للفنان جان ميشيل أن وصفَ هذا العمل بالمنحوتة الهائلة التي تعكس تراث قطر وثقافتها خلال مؤتمر نيويورك تايمز الذي أقيم تحت عنوان “شبكة قادة الفن” مطلع هذا الصيف، واستمد هذا العمل من إحدى القطع الموجودة ضمن مقتنيات متحف الفن الإسلامي، وهي عبارة عن إسطرلاب يعتبر الأقدم في العالم الإسلامي، حيث يحتفي الفنان بهذا الإسطرلاب المذهل من خلال منحوتته الفنية التي قام بتذهيب هيكلها المعدني لترسم في الأذهان صورة ضوء الشمس الدافئ.

وترمز المنحوتة “كون” إلى العالم السماوي باتساعه وضخامته، لتحاكي المسارات التي يقطعها المسافرون في الفضاء خلال رحلات الطيران. وتبدو هذه المنحوتة المدهشة على شكل خطوط تلمع في الفضاء لمن ينظر لها من أحد الجوانب أو من الأسفل، أما من ينظر لها من الأمام، فيراها وكأنها زهرة يانعة.

ويأتي هذا العمل ضمن جهود التعاون المستمرة منذ سنوات بين متاحف قطر، وفنانين من قطر والمنطقة والعالم لإبداع وجلب أعمال فنية إلى قطر لعرضها في أماكن بارزة على غرار مطار حمد الدولي وذلك في إطار رسالة متاحف قطر الرامية إلى توفير تجارب ثقافية يسهُل الوصول إليها لجميع المقيمين والوافدين في قطر.

وتعليقاً على تدشين هذا العمل الجديد، قال السيد خالد الإبراهيم، المدير التنفيذي للتخطيط الاستراتيجي في متاحف قطر في بيان صحفي أمس: “تسعى متاحف قطر لجعل مطار حمد الدولي وغيره من الأماكن العامة في الدولة ساحات تنبض بشتى ألوان الفنون، حيث تعمل المتاحف على نقل الفنون خارج جدرانها إلى حيث توجد الجماهير، أملاً في إلهام المواهب الناشئة وتحفيز المسافرين والسائحين وأفراد المجتمع عموماً للتفاعل مع الفنون، لافتاً إلى أن الفنان جان ميشيل استطاع أن يصنع رابطاً فنيّاً قويّاً مع المجتمع القطري، وستكون منحوتته “كون” إضافة قيمة لمجموعة متاحف قطر الفنية الرائعة التي يحتضنها مطار حمد الدولي”.

وبدوره قال المهندس بدر محمد المير الرئيس التنفيذي للعمليات في مطار حمد الدولي: “إن مطار حمد الدولي يعتبر بوابة إلى الثقافة والفنون، حيث نواصل إضافة المزيد من القطع الفنية إلى مجموعتنا العالمية من أعمال أشهر الفنانين المحليين والعالميين، لافتاً إلى أن العمل “كون” سيساهم في تعزيز تجربة المسافرين عبر مطار حمد الدولي ويلهم العالم على تنوع ثقافاته”. جدير بالذكر أن مطار حمد الدولي، يُعد أحد أسرع المطارات نمواً في العالم ويضم مجموعة من الأعمال الفنية التي أُبدِعَت خصيصاً للعرض فيه أو تم اختيارها وجلبها إليه، ليتحول بذلك إلى فضاء فني مبتكر بعيداً عن صالات العرض التقليدية، إذ يمتلئ المطار بالقطع الفنية القادرة على خطف أنظار المسافرين وإثارة دهشتهم وإلهامهم أثناء تنقلهم حول العالم ومنها دمية “الدب المصباح” للفنان أورس فيشر، والعمل الفني “أكذوبة” للفنان “”KAWS، ومجسّمات لقطيع من غزلان المها العربية للفنان الهولندي توم كلاسن، ومجسّمات أخرى بعنوان “فِناء” للفنان الأمريكي توم أوترنس وغيرها لقائمة من الفنانين من الأسماء الدولية والإقليمية منها عادل عبد الصمد، وضياء العزاوي، وأحمد البحراني، وموريزيو كاتيلان، ودون غومر، وكيث هارينغ، وداميان هيرست، وجيني هولزر، ومارك كوين، وأنسيلم ريلي، ورودولف ستينجل، وبيل فيولا. وعلى غرار موقع مطار حمد الدولي الذي يتوسط شرق العالم وغربه، تمثل هذه الأسماء أيضاً شرق العالم وغربه، متجاوزة جميع الثقافات والمعتقدات.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X